أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا يعتزم إرسال جنود أميركيين إلى سوريا، إلا أنه أشار إلى أن توافر أدلة قوية على استخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيمياوية سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لواشنطن، في حين نددت فرنسا 'بالمجازر' التي ارتكبتها قوات النظام السوري في بانياس ووصفتها بأنها جريمة حرب.
وقال أوباما 'لا أحضر لسيناريو يكون فيه إرسال جنود أميركيين إلى الأراضي السورية أمرا جيدا بالنسبة للولايات المتحدة ولا حتى بالنسبة لسوريا'.
غير أن أوباما الذي وجد نفسه أمام تحد لاتخاذ خطوات أكثر حزما في الملف السوري بعدما تحدثت إدارته للمرة الأولى الأسبوع الماضي عن استخدام نظام الأسد أسلحة كيمياوية مما يمثل تجاوزا 'للخط الأحمر'، ترك لنفسه هامش مناورة الجمعة.
وأضاف 'لا أستبعد شيئا بصفتي قائدا أعلى (للجيش الأميركي)، لأن الظروف تتغير ويجب التأكد أنني لا أزال أملك السلطة الكاملة للولايات المتحدة للدفاع عن مصالح الأمن القومي الأميركي'.
وأوضح أن لدى إدارته أدلة بأنه تم استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، 'لكن لا نعلم متى وأين وكيف استخدمت'، غير أنه أشار إلى أنه في حال توافر أدلة قوية على ذلك، فإن هذا الأمر يغير قواعد اللعبة لأن ثمة إمكانية في أن تصل هذه الأسلحة إلى أيدي منظمات مثل حزب الله.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الخميس أنها تفكر من جديد في إمكانية تسليح مقاتلي المعارضة السورية بعد رفض هذه الفكرة في السابق، حيث يدرس مساعدو الرئيس أوباما هذا الخيار، كما قال وزير الدفاع تشاك هيغل في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند.
وردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن تعيد النظر في رفضها تسليح المعارضة السورية، قال هيغل 'نعم'، لكنه أكد أنه لم يُتخذ أي قرار بهذا الصدد، وقال إنه 'يؤيد دراسة كل الخيارات والبحث عن أفضل خيار بالتنسيق مع شركائنا الدوليين'.
تنديد فرنسي
من ناحية أخرى نددت فرنسا الجمعة 'بالمجازر' التي ارتكبتها قوات النظام السوري في بانياس شمال غرب البلاد ووصفتها بأنها جريمة حرب.
واتهمت باريس القوات الموالية للرئيس بشار الأسد و'المليشيات' بارتكاب هذه 'المجازر'، وطالبت بإحالة المسؤولين عنها إلى 'القضاء الجنائي الدولي'.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في بيان 'إن فرنسا تعبر عن استهجانها للمجازر التي ارتكبت ضد السكان السنة في مدينة بانياس الساحلية'، والتي تسببت في 'قتل ما لا يقل عن خمسين مدنيا بينهم نساء وأطفال'.
وأضاف أن باريس تدين بأشد العبارات هذا العمل البشع الذي يعتبر جريمة حرب ويدل على تكثيف لأعمال العنف في سوريا، ويكشف كل الوحشية التي يمكن أن يقوم بها النظام الذي يواصل سياسة الأرض المحروقة عبر الدفع بشكل واضح إلى المواجهة بين الطوائف.
وقتل 51 شخصا على الأقل -غالبيتهم من المدنيين- الخميس على أيدي الجيش السوري والشبيحة في البيضا بضواحي بانياس، حسب ما قاله المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أن الوفيات نتجت عن عمليات إعدام وقصف.