لماذا رفضت ام كلثوم بنت ابي بكر الزواج من عمر ؟؟؟؟
في تاريخ الطبري:.. قال المدائني خطب ـ أي عمر ـ أُمّ كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة، وأرسل فيها إلى عائشة، فقالت: الأمر إليك.
فقالت أُمّ كلثوم: لا حاجة لي فيه.
فقالت لها عائشة: ترغبين عن أمير المؤمنين.
قالت: نعم، إنه خشن العيش، شديد على النساء، فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته.
فقال: أنا اكفيك.
فأتى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين! بلغني خبرٌ، أعيذك بالله منه.
قال: وما هو؟
قال: خطبتَ أُمّ كلثوم بنت أبي بكر؟
قال: نعم.
قال: أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عني؟
قال: لا واحدة، ولكنها حدثة، نشأت تحت كنف أُمّ المؤمنين في لين ورفق، وفيك غلظة، ونحن نهابك وما نقدر أن نردّك عن خلق من أخلاقك، فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها؟! كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحقّ عليك.
قال: فكيف بعائشة وقد كلّمتها؟!
قال: أنا لك بها وأدلك على خير منها أُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب، تعلق منها بنسب من رسول الله.
وفي نّص آخر: إن رجلاً من قريش قال لعمر بن الخطّاب: ألا تتزوج أُمّ كلثوم بنت أبي بكر، فتحفظه بعد وفاته، وتخلفه في أهله؟
فقال عمر: بلى، إني لأحبّ ذلك، فاذهب إلى عائشة، فاذكر لها ذلك، وعد إليّ بجوابها.
فمضى الرسول إلى عائشة فأخبرها بما قال عمر، فأجابته إلى ذلك وقالت له: حبّاً وكرامة.
ودخل عليها بعقب ذلك المغيرة بن شعبة فرآها مهمومة، فقال لها: مالك يا أُمّ المؤمنين؟! فأخبرته برسالة عمر، وقالت: إنّ هذه جارية حدثة، وأردت لها ألين عيشاً من عمر، فقال لها: عليَّ أن أكفيك.
وخرج من عندها، فدخل على عمر، فقال: بالرفاء والبنين، فقد بلغني ما أتيته من صلة أبي بكر في أهله، وخطبتك أُمّ كلثوم.
فقال: قد كان ذاك
قال: إلاّ أنك يا امير المؤمنين رجلٌ شديد الخلق على أهلك، وهذه صبية حديثة السن، فلا تزال تنكر عليها الشيء فتضربها، فتصيح، فيغمّك ذلك وتتألّم له عائشة، ويذكرون أبا بكر فيبكون عليه، فتجدّد لهم المصيبة ـ مع قرب عهدها ـ في كلّ يوم.
فقال له: متى كنت عند عائشة، واصدقني؟!
فقال: آنفاً.
فقال عمر: أشهد أنهم كرهوني، فضمنتَ لهم أن تصرفني عمّا طلبتُ، وقد أعفيتهم.
فعاد إلى عائشة فأخبرها بالخبر، وأمسك عمر من معاودة خطبتها(1).
قال المدائني: وخطب [ عمر ] أُمَّ أبان بنت عتبة بن ربيعة، فكرهته وقالت: يغلق بابه، ويمنع خيره، ويدخل عابساً ويخرج عابساً(2).
وجاء في أُسد الغابة عن الحسن: أن عمر بن الخطّاب خطب إلى
____________
1- اعلام النساء، كحاله 4: 250.
2- تاريخ الطبري 2: 370، الكامل في التاريخ 3: 451، 455، البداية والنهاية 7: 157. وفي المعارف لابن قتيبة: 175 والبدء والتاريخ 5: 79: أن عمر خطب أُمّ كلثوم بنت أبي بكر، وذلك بعد وفاة أبي بكر، خطبها من عائشة فأنعمت له بها، لكنّ أُمّ كلثوم كرهته، فاحتالت حتى أمسك عنها، فتزوجها طلحة بن عبيدالله فولدت له زكريا وعائشة... الخ.