الشرطة لم تجد عمل تقوم به لخدمة الناس و ادارة شؤونهم
فكل أحوال الناس تمام و عال العال
و الأمن مستتب
و المجتمع لا يعاني من أي ضعف او هزال
و لهذا لجأت الشرطة في غزة الى ايجاد عمل آخر لها و هو
منع في غزة استخدام الدراجة الهوائية وتدخين "الأركيلة"، واليوم يتعرض شباب غزة منذ أسابيع لحملة جديدة من حملات الشرطة على الشعر الطويل وسراويل الجينز "الساحلة" كما يطلق عليها هناك (القَصّة التي تظهر المؤخرة). وهذه من المبالغات التي تشهدها مدينة يراها شبابها سجنا مفتوحا.
*
انطلقت هذه الحملة منذ بداية أبريل/نيسان. ففي الأماكن العامة بالمدينة تلقي الشرطة القبض على أهل غزة ومعظمهم شباب، وحتى قاصرين. وهم يقتادونهم إلى المخفر وهناك يحلقون لهم شعرهم ويرغمونهم على تغيير مظهرهم قبل أن يطلقوا سراحهم.
*
والشرطة المحلية ترفض وصف هذه الحملة من الاعتقالات بأنها "حملة رسمية". وتعلل إجراءاتها هذه بالعدد الكبير من الشكاوى التي وصلتها بحق هؤلاء الشباب الذين يظهرون كالبنات وبلا حياء. وتقول إن هذه الشكاوى جاءت من الإدارات المكلفة بمدارس البنات في غزة. وأثناء برنامج حواري تلفزيوني أكد الناطق الإعلامي باسم شرطة غزة أيمن البطنيجي أن "الأولاد الذين يلبسون بهذا الشكل هم عموما من يتحرشون بالبنات ويتاجرون في المخدرات".
*
لكن سلطات حماس دانت هذه الحملة. وأعرب موسى أبو مرزوق أحد قادة الحركة عن اندهاشه من أن الشرطة التي "ينبغي أن تكون في خدمة الشعب" هي التي تقوم بهذه التصرفات.
*
وصرح مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة من جهته بأنه جمع أكثر من نحو أربعين شكوى في هذا الصدد. والشباب الذين حلقت رؤوسهم يؤكدون أنهم تعرضوا للضرب والمضايقات من الشرطة. ويندد المركز بالحملة التي ترمي إلى الحد من حريات الأفراد في المدينة ووعد برفع هذه الشكاوى إلى المحكمة.
المساهمون
محمد صبح
"حملتهم الدعائية ناجحة ما دام البعض يخلط بين الشباب ذي الشعر الطويل والمنحرفين"
محمد صبح، 24 سنة، أحد من تعرضوا لهذه الحملة.
*
"منذ أسبوعين كنت أنا وصديقي عائدين من حفل زفاف في حينا. وكانت الساعة قد تجاوزت العاشرة ليلا فصادفنا أفرادا من الشرطة على متن سيارة "جيب". نادونا وفتشونا، ثم سألونا عن مظهرنا، وخصوصا أنا لأن شعري كان مقصوصا جدا من الخلف وطويلا من الأمام. بالنسبة إلي لم يكن لمظهري أي مرجعية، كنت ألبس بشكل عادي ولا أنتمي إلى أي جماعة. حاولت أن أوضح لهم بأنها مجرد تسريحة كغيرها من التسريحات الدارجة. لكنهم طلبوا منا ركوب سيارتهم.
*
عند وصولنا إلى المخفر، أتوا بآلة حلاقة كهربائية. لم يحلقوا شعري بالكامل. وشعرت بأن هذا أمر مستفز كما لو كانوا يريدون ترك علامة أو وصمة. ثم أطلقوا سراحنا وهددونا بالضرب إن كررنا فعلتنا.
*
"ليس لدينا أي وسيلة للترفيه هنا ولا يمكننا الذهاب إلى أي مكان. الشرطة تريد حرماننا مما تبقى لنا من حرية"
*
ذهبت إلى مركز الميزان لحقوق الإنسان لتقديم شكوى. ثم حلقت شعر رأسي بالكامل. وريثما يطول شعري أرفض الخروج من بيتي، لأن لو رآني الناس بهذا الشكل سيفهمون أن الشرطة قبضت علي وحلقت رأسي. وسيظنون أن المسألة ليست مجرد مظهر وأن لي مشاكل أخرى. في النهاية، حملتهم الدعائية ناجحة ما دام البعض يخلط بين الشباب ذوي الشعر الطويل والمنحرفين.
*
ومنذ أيام، يبدو أن الأمور أخذت تستقر، وأعتقد أنه في ظل التغطية الإعلامية للقضية والإدانات الرسمية، وضعت الشرطة حدا لحملتها. ولكني شخصيا لن أنسى ما حدث. ليس لدينا أي وسيلة للترفيه هنا ونحن لا نستطيع الذهاب إلى أي مكان. وهامش الحرية الوحيد المتبقي لنا هو أن نلبس ونسرح شعرنا. لكن حتى هذا تريد الشرطة أن تحرمنا منه باستغلال نفوذها.
و كأنها تقول للشباب ان كنتم في حالة استقامة على الدوام فلا بد للحكومة ان تجد ما يدينكم
هذا عوض عن ان تحيطهم بالرعاية و الاهتمام و تحثهم على الاستقامة بدون امتهان لكرامتهم آو تجعل منهم أداة تسلية