قامت مجموعة أنونيموس يوم أمس الأربعاء 17 أبريل بمهاجمة أجهزة مراقبة الإنترنت في البحرين، حيث قامت بفتح كافة المواقع المحجوبة، ويتزامن الهجوم مع ذكرى هجوم شنّته في أبريل من العام الماضي على الموقع الرسمي لسباقات الفورملا 1 وهجوم آخر على موقع وزارة الداخلية البحريني، فما هي هذه الحركة التي انتهت تواً من مهاجمته الكيان الصهيوني (هاجمته سابقاً في 2012)، وهاجمت أيضاً البنتاغون الأمريكي ومكتب التحقيقات الفيدرالية (FPI)؟
أنونيموس هي حركة ترفض فرض الرقابة على الإنترنت وهيمنة الحكومات على المعلومات فيها، ويتركز عمل المجموعة على مهاجمة الحكومات التي تقمع الحرية الالكترونية وشركات أمن المعلومات التي تساعد في ذلك، كما تعارض المجموعة فساد الحكومات.
ويصف أعضاء أنونيموس أنفسهم بالقول "نحن أنونيموس تصادف أن نكون مجموعة من الأشخاص على الإنترنت لهم حاجة فقط إلى منفذ يمارسون من خلاله ما يريدونه، وهي أمور لن نتمكن من القيام بها في المجتمع العادي... هذا هو فقط الهدف من المجموعة... وهناك مقولة متداولة بيننا، نحن نقوم بهذا من أجل المرح فقط".
نشأة أنونيموس
وابتدأت الحركة في التبلور سنة 2003 عبر منتديات الصور، وكانت هذه المنتديات تسمح لأشخاص غير معروفين بوضع مشاركاتهم، ولأن معلوماتهم غير معروفة فقد كانت تعطيهم إسم أنونيموس (Anonymous) أي مجهول الهوية، كما اشتهرت المجموعة باستخدام القناع المستخدم في فيلم فينديتا (V for Vendetta)، والذي يعود إلي شخص يمسى جاي فاوكيس (Guy Fawkes) شارك في محاولة فاشلة لتفجير مجلس اللوردات البريطاني سنة 1605، وذلك احتجاجاً على فرض قيود دينية على الكاثوليك.
وفي سنة 2008 ابتدأت المجموعة تتبلور في هيئتها الحالية، وهي عبارة عن عملات قرصنة الكترونية منظمة تدعم أهداف المجموعة، وتركزت هجماتهم في البداية على شركات صناعة الأفلام التي تحارب قرصنة أفلامها، وفي تلك الفترة كان أعضاء أنونيموس ينظرون لأنفسهم على أنهم المحاربون من أجل حرية الإنترنت، أو روبن هود الرقمي.
ومع تزايد الأنصار والضربات التي وجهتها المجموعة، أعلنتها شبكة CNN على أنها أحد أهم ثلاث خلفاء إلى شبكة الويكيليكس وذلك سنة 2011، وفي سنة 2012 أعلنتها مجلة التايمز على أنها أكثر المجموعات تأثيراً في العالم.
متظاهر يلبس قناع أنونيموس ولافتة تقول "لا يجب أن تخاف الشعوب من حكوماتها، الحكومات هي التي يجب أن تخاف الشعوب"
أنونيموس واللامركزية
ومع تطور المجموعة، لم تعد محصورة بموقع الكتروني محدّد، بل تحولت إلى حراك عام على الإنترنت، فلا يوجد قائد للمجموعة ولا يوجد جهة تحكم عملها أو تنظمه، كما لا يمكن الحصول على عضوية في المجموعة، ولا توجد وسيلة اتصال معينة بهم، بل لا يوجد جسد فعلي يمكن الانضمام إليه أو مهاجمته، بل هي عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين يتشاركون في هدف معين يختلف في كل مرة، وكل فرد من هذه المجموعة يقوم بما يراه مناسباً للوصول إلى الهدف.
وبالرغم من القبض على العديد من الناشطين في المجموعة أو المساهمين في حملاتها، إلا أن القبض عليهم لم يؤثر على نشاط المجموعة التي لا تمتلك جسماً واضحاً، كما أن التحقيق مع هؤلاء الأفراد لم يقدم أي معلومات ذات أهمية، ففي سنة 2011 قامت السلطات الأمريكية باعتقال شخص اعتبرته أنه الشخص الذي ترمز له بأنه "القائد X" والذي تعتقد أنه المسؤول عن إدارة المجموعة، غير أن المجموعة اعتبره مجرد مساهم "كادح" في الحركة.
وفي ورقة بحثية كتبها أحد أعضاء الحركة، وصف فيها أنونيموس على أنها "أول كيان واعٍ بشكل فائق في تاريخ الإنترنت، فأفراد أنونيموس هم مجموعة بذات الطريقة التي يشكل فيها الطيور سربهم. ونعرف أنهم مجموعة لأنهم يتحركون في ذات الاتجاه في توقيت محدد، ويمكن للمزيد من الطيور أن تنضم لهم أو تنفصل عنهم، ويمكن للسرب أن يغيّر اتجاهه كلياً".
وتقول الورقة أيضاً "لدينا أهداف عريضة يتفق عليها الجميع، وننسق فيما بيننا عليها، لكننا نعمل بشكل مستقل ومنفصل من أجل الوصول إلى الهدف، ومن دون رغبة في البروز أو الشهرة، كل ما في الأمر هو أننا نفعل شيئا نعتقد بأهميته".
بعض العمليات التي قامت بها المجموعة
2009: مهاجمة الاتحاد العالمي لصناعة التسجيلات، انتقاما على تسببهم في إغلاق موقع The Pirate Bay ومحاكمة مؤسسه.
2011 المساهمة في تنظيم حملة "احتلوا وال ستريت" والحفاظ على سلميتها، وكذلك المساهمة في احتلال بورصة لندن للأسهم سنة 2012.
2012: مهاجمة مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي (FPI) ووزارة العدل (Department of justice) انتقاماً لإغلاق موقع مشاركة ملفات.
2012: مهاجمة العديد من المواقع الحكومية في بريطانيا وترك رسالة "من أجل مقترحات المراقبة الصارمة".