أئمة السنة لم يأخذوا شيئ من أئمة أهل البيت برغم أمر الرسول بأخذ معالم الدين منهم(ع)
بتاريخ : 16-04-2013 الساعة : 02:45 PM
الامام الكاظم عليه السلام اعرف الناس بمالك ، كانا في بلد واحد ، وعصر واحد ، وقد انتهى إليه ميراث السنن عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وتصافق الناس على علمه وورعه ، وزهده
وكظمه الغيظ ، وتجاوزه عمن اساء إليه ، وانقطاعه إلى الله مخلصا له في العبادة ، ناصحا لعباده في الارشاد والافادة ، فكان الواجب ان يستغرب الناس من الامام مالك عدم سماعه منه ، فان الموطأ خلو من حديثه عليه السلام ( 1 )
واغرب من هذا ان مالكا
كان لا يروي عن الامام الصادق على ما قيل ( 2 ) حتى يضم إليه احد ، والشيخان كلاهما لم يخرجا شيئا عن الكاظم ، ولا عن الرضا ، ولا عن الجواد ، ولا عن الهادي، ولا عن الزكي
الحسن العسكري ( 3 ) ولا عن الحسن بن الحسن ، ولا عن الشهيد زيد بن علي بن الحسين ، ولا عن يحيى بن زيد ، ولا عن النفس الزكية محمد بن عبد الله الكامل بن الحسن الرضا بن
الحسن السبط ، ولا عن اخيه ابراهيم بن عبد الله ، ولا عن الحسين شهيد فخ ، ولا عن يحيى بن عبد الله بن الحسن ، ولا عن عن اخيه ادريس ابن عبد الله ، ولا عن محمد بن جعفر
الصادق ، ولا عن محمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن المعروف بابن طباطبا ، ولا عن اخيه القاسم الرسي ، ولا عن محمد بن محمد بن زيد بن علي ، ولا
عن محمد بن القاسم بن علي بن عمر الاشرف ابن زين العابدين صاحب الطالقان المعاصر للبخاري ، ولا عن غيرهم من اعلام العترة الطاهرة ، كعبد الله بن الحسن ،
وعلي بن جعفر العريضي ، واخويه اسماعيل بن جعفر واسحاق ابن جعفر ، وغيرهما من ثقل رسول الله ، وبقيته في امته ، صلى الله عليه وآله ، حتى انهما لم يرويا شيئا من حديث سبطه الاكبر وريحانته من الدنيا الامام ابي محمد الحسن المجتبى سيد شباب اهل الجنة .
نعم رووا اباطيل مختلقة افتراء على الامام زين العابدين وسيد الساجدين عن ابيه سيد الشهداء وخامس اصحاب الكساء وانا أتلو عليكم ما أخرجه البخاري من ذلك ،
اخرج هذا الشيخ عن الزهري من طريقين
7027 " - ص 2716 -" حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عبد الحميد عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن حسين بن علي عليهما السلام أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقال لهم ألا تصلون قال علي فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
أخبرنا علي بن حسين أن حسين بن علي عليهم السلام أخبره أن عليا قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبتني بفاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر فأردت أن أبيعه من الصواغين فنستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعت فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتها وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت المنظر قلت من فعل هذا قالوا فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار عنده قينة وأصحابه فقالت في غنائها
ألا يا حمز للشرف النواء
فوثب حمزة إلى السيف فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما قال علي فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة وعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقيت فقال ما لك قلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه فأذن له فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قالحمزة وهل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى فخرج وخرجنا معه
هذا هو العلم الذي يؤثره البخاري عن علي بن حسين عن حسين بن علي عن علي بن ابي طالب ، وكأنه ما صح لديه عنهم سوى ان اخا الرسول وبضعته الزهراء البتول كانا
ينامان عن الصلاة ، وان هارون هذه الامة وابا شبرها وشبيرها ومشبرها كان اكثر شئ جدلا ، وان سيد الشهداء اسد الله واسد رسوله الذي خصه بسبعين تكبيرة عند الصلاة عليه كان
يشرب الخمر ، ويأكل الميتة من يد القينة ، ويقول الهجر والكفر ، نعوذ بالله من هذه الاضاليل ، والله المستعان على هذه الاباطيل ،
واني والله لاعجب من الشيخ البخاري يروي عن الف ومئتين
من الخوارج ( 4 ) ويحتج باكثر من مئة مجهول ( 25 ) ويعتمد على كثيرين ممن سبق الطعن بهم ( 6 ) كعكرمة البربري الخارجي ، واسماعيل بن اويس ، وعاصم بن علي ، وعمرو ابن
مرزوق ، وامثالهم ويصحح حديث المرجئة والقدرية ، ولا تأخذه لومة لائم في الاحتجاج بمروان بن الحكم ، والمغيرة ابن شعبة ، ومعاوية الاموي ، وعمرو بن العاص ، وامثالهم ولا
يخجل من الاحتجاج بعمران بن حطان داعية الخوارج وزعيمهم ، وهو القائل في شقيق عاقر الناقة اشقى الآخرين ابن ملجم المرادي ، وضربته لاخي النبي ووليه ، ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى :
يا ضربة من تقي ما أراد بها * الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا -
اني لاذكره يوما فاحسبه * اوفى البرية عند الله ميزانا -
ثم يعرض عن سبط رسول الله الاكبر ، وريحانته من الدنيا الحسن بن علي امام الامة وسيد شباب اهل الجنة ، وعن الصادقين من اهل البيت ، وهم اعدال الكتاب ، وسفينة النجاة وباب حطة وامان هذه الامة
لكم ذخركم ان النبي وآله * وحزبهم ذخري إذا التمس الذخر -
===
هامش
(1)
والامام الشافعي كان ايضا معاصرا للكاظم فلم يرو عنه ، ومسنده كموطأ مالك خلو من حديثه عليه السلام
(2)راجع احوال جعفر الصادق من ميزان الذهي . اما البخاري فلم يرو في صحيحه عن الصادق شيئا
(3)وكان معاصرا للبخاري وقد توفي عليه السلام بعد وفاة البخاري بأربع سنين
(4)كما نص عليه سيدنا الامام ابو محمد الحسن بن الهادي الصدر الموسوي العاملي الكاظمي في كتابه نهاية الدراية وتصدى لذلك ابن حجر صاحب المصالت وعبد الحق الدهلوي شارح مشكاة المصابيح وغيرهما من اعلام اهل السنة .