قال كعب لعمر : أجدك في التوراة تقتل شهيدا
قال عمر : وأنى لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب ؟
قال كعب لعمر : كان في بني إسرائيل ملكا إذا ذكرناه ذكرنا عمر
وإذا ذكرنا عمر ذكرناه وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه فأوحى الله إلى النبي أن يقول له إعهد عهدك وإكتب إلى وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام
فأخبره النبي بذلك فلما كان اليوم الثالث وقع بين الجدار والسرير
ثم جاء إلى ربه فقال : اللهم إن كنت تعدل أني كنت أعدل في الحكم وإذا إختلفت الأمور إتبعت هداك ..وكنت وكنت فزد في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمتي
فأوحى الله إلى النبي أنه قال كذا وكذا وقد صدق وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة
ففي ذلك مايكبر طفله وتربو أمته فلما طعن عمر قال كعب : لئن سأل الله ربه ليبقينه الله فأخبر بذلك عمر فقال : اللهم إقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم. - تاريخ الكامل لإبن الأثير
ذكر المسور بن محرمة : أن عمر لما إنصرف إلى منزله بعد أن أوعده أبو لؤلؤة جاء كعب الأحبار فقال : يا أمير المؤمنين إعهد فإنك ميت في ثلاث ليال قال ومايدريك ؟ أجده في كتاب التوراة. قال عمر : أتجد عمر بن الخطاب في التوراة ؟
قال : اللهم لا ولكن أجد حليتك وصفتك وأنك قد فنى أجلك قال ذلك وكان عمر لا يحس وجعا فلما كان الغد جاءه كعب فقال : مضى يومان وبقى يوم وهي لك إلى صبيحتها فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالا فإذا إستوت كبر فدخل أبو لؤلؤة بين الرجال وبيده خنجر .. .
وفي رواية أبي إسحاق عند أبن سعد : وأتى كعب عمر فقال : ألم أقل لك لا تموت إلا شهيدا ؟
وفي طبقات إبن سعد أيضا : لما طعن عمر جاء كعب فجعل يبكي بالباب ويقول : والله لو أن أمير المؤمنين يقسم على الله أن يؤخره لأخره.
من كتاب : أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو رية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم صل على فاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها ..