العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.09 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي ماذا تريد واشنطن من سورية؟
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 10:44 PM


ماذا تريد واشنطن من سورية؟
رائد كشكية

كل محاولة للتهدئة تليها محاولات للتصعيد، وكلقرار تليه قرارات، وكل تصريح خجول يدعو لوقف العنف تليه عاصفة تصريحات تطفئ شموع الأمل.الأزمة السورية تدخل عامها الثالث، وأعداد الضحايا صارت رقما قياسيا يكبر يوميا، ولم تعد أنباء الموت تثير شيئا من العواطف، لاسيما في بعض الأوساطالسياسية.وقف العنف بوسائل العنف بريطانيا حسب وزير خارجيتها وليام هيغ مستعدة لتزويد المعارضة السورية بالمعدات الدفاعية وتدريب مسلحيها. ورغم وصفه الوضع فيسورية بأنه "كارثة إنسانية"، وإشارته في 11 مارس/آذار الى تجاوز عدد القتلى 70 الفشخص، وإلى وجود "أكثر من مليون لاجئ"، وضرورة دعم جهود المبعوث الدولي الأخضرالإبراهيمي من أجل تحقيق الاستقرار، إلا أنه أكّد نية بلاده تكثيف دعم المعارضة السورية من أجل تسريع عملية تغيير النظام. ويرى هيغ في تصريحه لوكالة "انترفاكس" الروسية ان "على الحكومة البريطانية ان تبذل جهودا من أجل تفادي مقتل الناس فيسورية، وذلك عن طريق زيادة دعم المعارضة، وبالتالي زيادة الضغط على النظام لتسريع اتخاذ القرار السياسي الهام". وقف القتل بزيادة وسائل القتل.. مهمة نبيلة للسياسة لبريطانية، وأمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني يوم الثلاثاء 12مارس/آذار اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان بلاده قد تستخدم حق "الفيتو" ضد تمديد حظر توريد السلاح الى سورية المفروض من قبل الاتحاد الاوروبي، مايسمح بإمداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة. المزيد من الأسلحة تسعى بريطانيا وغيرها من لدول المتحضرة إلى إرسالها لمساعدة الشعب السوري، فبعد عامين على الحرب لايرون وتائر القتل كافية. الحل السلمي أم الصوملة؟ في غضون ذلك حذر المبعوث الدولي الىسورية الاخضر الابراهيمي من خطر "الصوملة" في سورية اذا لم يتم التوصل الى حل سلمي لأزمة.

وقال عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية الاتحادالأوروبي في بروكسل الاثنين 11 مارس/آذار، ان الأوضاع في سورية تتجه نحو الانهيار،والسبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو التوصل الى حل سلمي سياسي توافقي.وزارةالخارجية السورية أكدت يوم 12 مارس/آذار في رسالتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للامم المتحدة زيادة وصول الأسلحة إلى متطرفي "جبهة النصرة"، الذين ينشرون الإرهاب
والقتل ويستهدفون هياكل الدولة والبنى التحتية. ونوهت الوزارة بأنه "من الملفت تصاعد العنف الذي تنشره المجموعات الإرهابية بدعم خارجي كلما تحقق تقدم باتجاه تفعيل مسار التسوية السياسية".

فالتصعيد في التصريحات والقرارات الصادرة عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والتي تدعو لتقديم المزيد منالدعم العسكري واللوجستي للمعارضة المسلحة، يأتي في الوقت الذي تعمل فيه أطراف أخرى على تهيئة أجواء الحوار الوطني. الأسلحة تتدفق رغم الحظرمن الواضح أن للحديث المتواصل عن تسليح المعارضة السورية هدفا آخر غير تقديم السلاح، فساحة المعركة لا تعاني نقصا في وسائل الموت. وقالت الخارجية السورية: "لعل ما تشهده سورية يوميا من قيام هذه المجموعات بالتدمير الممنهج باستخدام أسلحة أوروبية هو دليل على تدفق الأسلحة من الدول التي تعلن حظر توريدها إلى سورية".

واعادت الوزارة الى الأذهان تصريحات سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بأن بلاده ستواصل تقديم السلاح، إضافة إلى ما كشفته الصحافة الأوروبية والعالمية حول تورط بلدان كالسعودية وقطر في توريد أسلحة من سويسرا وبلجيكا و كرواتيا وأوكرانيا للمجموعات المسلحة، وتورط تركيا في ايواء وتدريب المسلحين، علاوة على قرار جامعة الدول العربية الذي نص على "حق كل دولة وفق رغبتها
بتقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية، لدعم صمود الشعب السوريوالجيش الحر".

وقد أكّدت الخارجية السورية أن "وقف العنف الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المسلحة هو امر لا مناص منه لانجاح الحوار الوطني،ولن يتحقق هدف وقف العنف دون تجفيف منابع الإرهاب عبر الضغط على الدول التي تقدم الدعم للإرهاب في سورية بشكل مباشر أو تحت مسميات مضللة مثل المعدات القتالية غيرالمميتة، تنفيذا لمخططات امريكية تتعارض مع مزاعم دعم التسوية السياسية للازمة".

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ملكي أكثر من الملك، ومن أكثرالأوروبيين تحمسا لتسليح المعارضة، لكنه قال يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار في اجتماع لجنة العلاقات الدولية بالبرلمان الفرنسي: "خلال الاسابيع الاخيرة نعمل على وضع قائمة باسماء المسؤولين السوريين الذين يمكن ان يقبل بهم الائتلاف الوطني لقوىالثورة والمعارضة السورية"، منوها بان العمل المشترك مع الجانبين الروسي والامريكي يهدف الى ايجاد حل سياسي يتجاوب مع بيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران من العام الماضي.

وحدة المبدأ واختلاف التفسيرحاولت الولايات المتحدة ومعها فرنسا وبريطانيا طويلا دفن اتفاق جنيف، واستبشر العالم خيرا باعتراف الإدارة الأمريكية الجديدة بالبيان، وبدا أن العراقيل يجري تجاوزها على الطريق السلمي، وانهمكت أطياف المعارضة بدرجات متفاوتة من النشاط في تهيئة ظروف مواتية للحوار، وشكّل تصريحان أحدهما لوليدالمعلم وزير الخارجية السوري والثاني لمعاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني المعارض،شكلا نقطة تحوّل في العملية السلمية باتجاه الحل على أساس جنيف.

لكن لم يكد ساسة الدول الكبرى يتفقون على المبدأ حتى وقعوا في مستنقع التفاصيل، وتبين أن بينهم خلافات كبيرة ناجمة عن تباين تفسيرات بنود متفق عليها. وقد كتب ألكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارةالخارجية الروسية في تعليق نشر على موقع الخارجية الروسية يوم 12 مارس/آذار: "التصريحات العلنية لمسؤولي الإدارة الأمريكية المؤيدة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تدل على تفسير بيان جنيف من جانب واحد، مما يزيد من صعوبة البحثعن سبل إنهاء المواجهة في سورية في أقرب وقت وتحويل النزاع إلى مجرى حوار وطني سوري شامل".

وأكد من جديد أن "البيان الذي تبناه جميع اللاعبين الخارجيين الأساسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، في جنيف، حدد بوضوح هدف تحويل النزاع في سورية إلى مجرى سلمي عن طريق تشكيل "جهة حاكمة انتقالية" عن طريق المفاوضات بين السلطات والمعارضة، على أن تكون لها كافة الصلاحيات اللازمة لحين إجراء انتخابات عامة".بدورها اعلنت فكتوريا نولاند المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الامريكية الثلاثاء 12 مارس/آذار انها لا تفهم الانتقادات الروسية للموقف الامريكي، "نحن قلنا أكثر من مرة ان الحديث في بيان جنيف يدور حول تشكيل حكومة انتقالية بتوافق من جميع الاطراف تتمتع بالسلطة التنفيذية الكاملة. ونحن لمنقل ابدا ان الوثيقة تتضمن شيئا ما عن (الرئيس السوري) بشار الاسد. فقط اشرنا الى انه انطلاقا من مفاوضاتنا مع المعارضة السورية، لا نرى كيف يمكن للاسد ان يبقى".

اختلاف التفسيرات يعيدنا إلى المخططات الامريكية التي تتعارض مع مزاعم دعم التسوية السياسية للأزمة، حسب تعبير الخارجية السورية، وكم نود أن يكون الواقع غير ذلك، وأن يتفق مع تصريح جون كيري وزيرالخارجية الأمريكي في المؤتمر الصحفي مع نظيره النرويجي اسبين بارت إيدا، حيث قال: "نريد ان يجلس الأسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات بغية تشكيل حكومة انتقالية ضمن الاطار التوافقي الذي تم التوصل اليه في جنيف".

لقد تحدث مراقبون كثر عن اكتفاء الولاياتالمتحدة بما حدث في سورية، فالبلد عمّه الخراب ، والحرب أضعفت المؤسسات العسكرية والاقتصادية، وتحتاج سورية إلى عشرات المليارات وعشرات السنين لإعادة الإعمار، وهي بالتالي خرجت مما سمي بمحور الممانعة، فبدلا من المواجهة مع إسرائيل ستعمل ولفترة طويلة على إخماد المواجهات الداخلية (دينية، مذهبية، طائفية..) والتي أصبحت أوراقا بيد قوى إقليمية، وتستطيع إسرائيل تنفيذ خططها التوسعية دون أخذ سورية في الاعتبار. ماذا تريد واشنطن؟حتى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، "حمامة السلام" التي قصفت قانا اللبنانية وأردت مائة شهيد، صار بإمكانه أن يدعو في 12 مارس/آذار الى تدخلقوات تابعة لجامعة الدول العربية لوقف نزيف الدم ومنع سورية من السقوط. ما الذي تريده واشنطن أكثر من هذا كلّه؟

إذا كان عدم الاستقرار في سورية يسمح لانصار "القاعدة" بتعزيز مواقعهم في البلاد، وفق التقرير السنوي الخاص بالتهديدات الامنية المعاصرة، الذي قدمه مدير الاستخبارات الوطنية الامريكية جيمس كلابر، ووصف فيه "الربيع العربي" بأنه حمل لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا صعوبات اقتصادية وعدماستقرار وموجات عنف وتطرف وميولا معادية لامريكا.ربما يعرف الشيخ معاذ الخطيب الجواب ، ولذلك سيقدم استقالته من منصب رئيس الائتلاف المعارض، في اجتماع اسطنبول المقبل، نتيجة خلافات داخل الائتلاف يراها مصيرية بالنسبة لسورية.

نـضــوج الحــل الســوري وســمــوم الابـــراهـيمــي
د احمـد الاسـدي

لــو عــدنـا بـذاكـرتـنــا قــليـلا الــىمـا قبـل عـام مـِنَ اليــوم , واســتذكـرنـا الخـطـاب الســيـاســي والاعـلامـي لمـا يســمـى ( بـالمعـارضـة الســـوريـة ) بكـل مـُسـمـيـاتهـا وعــنـاويـنهـاالـداخـليـة والخـارجيـة واتجـاهـاتهـا الاســلامـويـة والـعلمـانيـة نـجـدهيـتمحـور عـلى نقطـة واحــدة اتفقــوا جـميعـا عـلـى وهمهــا , إلا وهـي إنَ ايـام مـا تمـنطـقـوا بتســميتــه ( النظــام ) اصــبحـت معــدودة وإنَ شــرط اســقـاط ( الأســد ) ومحـاكمــتـه ورمـوزه ســلطتــه حـسـب تعـبـيراتهـم الخـائبــة لا من اصعــنــه , ولا حــوار ولا حـلـول عـلـى الطـاولـة مِـنْ دون ذلـك , بيـنمـا كـانت الـدولــة الســوريـة وعـلـى لســان الأخ الـرئيس بشــار الأســد قــد فــتحـت ابــواب الحـوار الغيـر مشــروط بيـن الســورييـن مـنـذ البـدايــة تحـت خـيمـةالـوطـن والثـوابــت الـوطنيــة ,بـل انهـا ذهـبـت الـى مـا هـو ابعــد مـِنْذلـك عـنـدمـا اعـلنـت عـدم اســتثـناءهـا لهـذا الحـوار حـتـى مـع المجـاميـع المســلحـة الـتي تـركـن ســلاحهـا جـانبـا وتجـلس عـلى طـاولـتــه الـوطـنيــة , ولـكـن حـمـى الخـطـابات والتهـديـدات والمهـل الـزمنيــة والهـرطقـات العـرعـوريـة اليــوم , قــد لجـمتهـا الـتطـورات الميـدانيـة عـلـى الارض وتغـيُـر مــزاج الشــارع الســوري مـَنْ جهــة , وتقـلبـات المنـاخ الـدولـي مـِنْ الجـهـة الاخـرى , ورســمـت صــورة جـديـدة للهجــة الخـطـاب ( المعـارض ) حـيـث اصــبـحت الـدعـواتالـى خـلـق قـاعـدة عـامــة للمحـادثـات والحـوار مـع ( الســلطـة ) مثلمـا عبـرعـن ذلـك احـد الأقـطـاب , هــي الطـاغـيـة عـلـى المشــهـد بالـرغـم مـِنْ كــل محـاولات ثالوث قطـر تركيـا الســعـوديـة الشـــيـطـانـي بتحـجيـم الاصـواتالراغبـة بالحـوار , ســواء عـبـر الاغـواء بـالامـوال والتبشـيـر بالجـلـوس عـلـى مقعـد الجـامعـة العبـريـة وشــرعنـة الدعـم التســليحـي او بـالتهـديــد والـوعيـدالاقصــائـي وفـضـح المســتـور, وهــذا التـغـيـر الـدرامـاتيكـي فـي الخـطـاب ( المعـارض ) الـذي لــم يخــلـوا فـي طبيعــة حـالـة مـِنْ الشـــذوذ المغـرد خـارج الســـرب , والــذي يــطـلق عـليــه البعـض اعـتبـاطـا ( نـضـوج الحــل الســـوري ) , مـا كـان لـيصـل الـى مـا هـو عليــه لـولا الصـمـودالســـوري الـذي عـبـر عنــه تمـاســك المؤســسـة العسـكـريـة وقـواتهـا المســلحـة , وازديـاد قــوة تنـاســج البنيــة المجتمعيـة الـوطنيــة , وانكشــاف زيــف الآلـة الاعـلاميــة المعـاديــة , وادراك القـوى الـدوليــة التـي تـمـســك مـِنْ الخـلـف بمقــود عجـلـة الجمـاعـات المســلحـة ومـا يســمـى بـإئــتـلافـات وهيئـات ومجـالس المعـارضـة وتنـســيقيـاتهـا بـالداخـل والخـارج , اســتحـالـة اســـتنسـاخ الحـالـتيـن العـراقيـة او الليبيــة عـلـى الارض الســوريــة فــي ظــل النهـوض الـروسي الصيني الـذي فـاجـئ الجميــع بثـباتـه ومـبدئيــتـه , وبـروز تكـتلات دوليـة جـديـدة انهــت عصـر الهيمنــة الامـريكيــة وسـياسيــة القـطب الـواحـد ونظـريـات العـولمـة الاســتعمـاريـة ونـظـامهـا العـالمـي الـجـديــد , يضـاف الـى ذلـلك قــوة التحـالفـات الســوريـة مـع حـلفـاءهـا الاســتراتيجييـن عـلى الســاحـة ( الـروس _ الايـرانيين _ حـزب الله ) والتي اتت بثمـارهـا مـِنْ خـلال الدعـم الغيـر محـدود وتبنـي الموضـوعـة الســوريـة دوليـا واقليميـا مـع تيـقـن اصحـاب المشـروع التـآمـري هــذا مـِنْ خــطــأ حـســاباتهـم العســكريـة والاقتصـاديـة والســـياسيــة بخـصـوص الـدولـة الســوريـة بـجـيشهـا وشــعبهـا
ووعـي وقــدرة قـيـادتهـا عـلـى ادارة المعـركـة وامـتصـاص زخمهـا , تلك الحسـابـات الهـزيلــة والصـبيـانيـة التـي حـددوا وفـق ابجـديـاتهـا خـط شــروع عــدوانهـم البـائس وبنـوا عـلـى رمـال اوهـامهـم قصــور اســقـاط ( النظـام ) باسـابيـع وشهـور تحـولت الـى سـنـة وســنـتيـن .

الســمـوم التـي تـفـرزهـا ْ قـريحــةالمـُخـرف الأمـمـي الابـراهـيـمـي واصــرارة فـي كـل مـرة عـلـى اجـتـرارمـقـاربــتـه للحـالـة الســوريـة بالصـومـاليــة , لا تخـرج عـن ســيـاق الحـرب النفـسيــة ومحـاولات زعـزعــة ثقــة الشــارع الســـوري بجـيشــة وقيـادتــه , وخـلق حـالـة مـِنْ الـذعــر الـداخـلـي التـي تهـيءالارضيــة للطـرف الاخـربـاســتعـادة معـنـويـاتــه واســتكمـال جـاهـزيـتـه الـتي فقـدهـا بفعـل الضـربـات
الموجعـة التي تســددهـا القـوات المســلحـة الســوريـة لعصـابـاته المسـلحـة وجهـدهـا الاجـرامـي علـى كـامل الخـارطـة الجغـــرافيـة , وليـس مـِنْ بـاب الحـرص الابـراهـيـمـي عـلـى وحـدة ســوريـة واستقـلاليـة قـرارهـا وامـن وســلامـة شــعبهـا , لأن الامـر لـو كـان كـذلـلك لـوقـف الابـراهـيمـي مـوقفـا يحـسـب لــه وأدان عـلـى الاقــل مســلسـل الارهـاب الممنهـج الـذي يضـرب المـواطـن السـوري مـنذ مـا يقـارب الســـنتيـن , ولكـان قــد عمـل فعـلا عـلـى ادانــة الـدول التي تـدعـم المجـاميـع المســلحـة وتمـدهـا بـادوات واســلحـة الارهــاب , وحـثَ المجتمـع الـدولـي وبـدون اي انحيـازات او مـواراة علـى ادانـة قطـر والسـعـوديـة وتـركيـا وادانتهـا رسـميـا ومـِنْ خــلال بيـانـات مجـلس الامـن الدولـي لـدورهـاالتخـريبـي والارهـابـي فـي ســوريـة بـدلا مـِنْ الاتهـامـات التي يكيلهـا بيـن الحيـن والآخـر للدولـة الســوريـة , واصـابـع الاتهـام الـتي يشــيـر بهـا دائمـاالـى الجيش العـربي الســوري والاجهـزة الامنيــة التي تـؤدي دورهـا العقـائـدي وواجبهـا الـوطني بحمـايـة الانسـان الســوري وتـراب الـوطـن , والدفـاع عـنســيـادتـه ومـســتقبل ابنـاءه فـي ظـل الهجمـة البربريــة الكـونيـة التي تمـارسبـالضــد مــِنْ ســـوريـة الـوطـن والدولـة والشــعـب.

الصمـود الســوري العســكري والســيـاســي والاقتصـادي والمجتمعــي ســيبقـى يــؤرق النــوم فـي عيــون الاعـداء , ويـدفع بهـم الـى تحـريـك ذيــولهـم مـِنْ امثـال المـُخـرف الابـراهيمـي واللاشــريـف
العبـري ورهــط النـاعقـيـن والـراقصـيـن عـلـى طـبـول اعـلام الفجـور العـربـانـي لـلنـيـل مـِنْ الهـمـم وتعـكيـر الاجـواء العـامـة مـِنْ خـلال تصـريحـات اســهـاليـة هنـا وتفجيـرات غـادرة واســتهـداف للمـواطـنيـن الابـريـاء هنـاك , ولـكـن كـل هــذا لــم يــؤخـر حـركـة عجـلـة ســـحـق الارهـاب وادواتــه الـتي اقســم الســـورييـن عـلـى اجـتـثـاثـه مـِنْ جــذورة , وعـلـى وتيــرة واحــدةمــع جهــود الحـوار الوطـني التـي يطـلـع بالتحضـيـر لهـا اصــدقـاء ســـوريـةعـلـى الأسـس الـتي رســم خـطـوطهـا العـريضـة الخطـاب التـاريخـي للأخ الـرئيس بشــار الأســد ووضـعـت اســتراتيجيتهـا وخـطـوات تنفـيذهـا الحـكومـة الســـوريـة.

سباق بين الدم والتسوية في سوريا

تدرك واشنطن أن المعارضة السورية ضعيفة ومشرذمة وانه كلما طال عمر الأزمة فإن الأرض تصبح مباحة بشكل أكبر أمام تنظيمات سلفية ـ جهادية منظمة ومدربة وفاعلة وقادرة على ان تتفرد مستقبلاً بالسلطة لتكون سوريا منطلقاً لقيام "إمارة" تهدد أمن المنطقة وكل ما فيها من مصالح غربية.”

سنتان مضتا دفع خلالهاالشعب السوري ثمناً باهظاً تمثل في تهجير نحو 3 ملايين مواطن من مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا، ونزوح نحو مليوني مواطن إلى دول الجوار، وتدمير كامل للبنى التحتية، وخراب في القطاعات الإنتاجية والمرافق العامة، وسقوط نحو مائة ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى. سنتان مضتا وقد أفرزت المزيد من الانقسام والتشرذم وعدم الوضوح في الرؤى لدى كل الأطراف المعنية، وغياب كلي لأي مشروع إنقاذي جدي باستثناء ما يطرح عبر وسائل الإعلام من شعارات فضفاضة تدعو إلى رحيل النظام وعدم الموافقة على أي تسوية بوجوده، مقابل طروحات من النظام بأن لا حل إلا عبره ومن خلاله.

ووسط هذه الأجواء ينشط الوسيط العربي ـ الدولي الأخضر الإبراهيمي متنقلاً بين العواصم ومفتشاً عن مشاريع حلول ترضي ولو إلى حد ما السلطة والمعارضة عسى أن تشكل نواة بداية حل أو منطلقاً لفتح حوار سياسي بعيد عن لغة المعارك. ويعي الإبراهيمي تماماً ان الحل ليس داخل دمشق ولا في المكاتب التي يتواجد فيها أركان المعارضة خارج سوريا، بل الحل موجود في إدراج صنَاع القرار الدولي أو لدى جماعات تعتبر نفسها انها من صنَاع القرارالدولي.

وبناء عليه كان على الإبراهيمي أن: يزور موسكو وبكين وطهران ليطرح ما يراه مناسباً بشأن مستقبل نظامالرئيس بشار الأسد ويحاول أن يقنع هذه الأطراف بحلٍ أو حتى بهدنة لأن الرئيس الأسدوحده لا يقرر موقفاً دون العودة لهذه القوى، وهذه القوى لا تتخذ قراراً نيابة عن الرئيس الأسد. وأن يزور واشنطن وباريس ولندن وأنقرة والقاهرة والرياض والدوحةليناقش معها ما يمكن أن تقبله المعارضة المؤلفة من عدة أطراف والتي لكل طرفٍ منهاارتباطاته الخاصة اقليميًّا ودوليًّا. وأن يتواصل بشكل مباشر أو بالواسطة مع قيادات تنظيمات أصولية تعتبر نفسها أنها تمتلك حرية اتخاذ قرارها وأنها معنية أكثر منغيرها بكل ما يجري داخل سوريا كونها "أرض جهاد" كما كانت أفغانستان والعراق والشيشان وباكستان واليمن وغيرها من أراضي "الإمارات الإسلامية".

وإذا كان الإبراهيمي حتىالآن لم يمسك بعد بطرف الخيط فليس لأنه لا يعي حقيقة الأزمة السورية وتشعباتها بللأن القوى الفاعلة فيما يحصل في سوريا لا تريد ان توافق على أي حل عبر الإبراهيمي،بل تفتش بنفسها عن تسوية تستطيع من خلالها تحقيق مكاسب، إن لم يكن في الملف السوريفعلى الأقل في ملفات إقليمية ودولية أخرى. ولهذا تتجه الأنظار إلى ما سيحمله لقاءالقمة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن أصبحلكل منهما رؤية واضحة تتمثل بالتالي: تدرك واشنطن ان المعارضة السورية ضعيفة ومشرذمة وانه كلما طال عمر الأزمة فإن الأرض تصبح مباحة بشكل أكبر أمام تنظيمات سلفية ـ جهادية منظمة ومدربة وفاعلة وقادرة على أن تتفرد مستقبلاً بالسلطة لتكون سوريا منطلقاً لقيام "إمارة" تهدد أمن المنطقة وكل ما فيها من مصالح غربية. كما تدرك واشنطن ان كل الضغوطات التي مارستها ضد نظام بشار الأسد لم تؤد إلى تفسخه وتقسيمه أو إلى انشقاق جيشه، لا بل على العكس ما زال النظام متماسكاً بكافة رموزه وقواه مما يعني أن أي حل يجب ان يكون بمشاركة النظام وليس من خلال تجاوزه.

تدرك موسكو ان المعارضة السورية هي كناية عن "معارضات" وأنها وصلت إلى حائط مسدود ومع ذلك لا تستطيع موسكوالتفتيش عن حل دون إشراك هذه "المعارضات" شرط عدم التفريط بنظام الأسد الذي يكفل لها مصالحها في المنطقة ويضمن لها الاتفاقيات المعقودة معها خاصة وأن دمشق آخرالقلاع التي تتمترس فيها روسيا في منطقة الشرق الأوسط. تدرك سائر القوى الأخرى من أوروبية وتركية وإيرانية وعربية أنها غير قادرة على تسويق أي حل أو اتخاذ أي قرارحاسم لجهة إزالة النظام أو الإبقاء عليه بمعزل عن موافقة واشنطن وموسكو حتى وإن سُمح لبعض هذه القوى بلعب دور هامشي أو ثانوي بحسب مقتضيات الظروف.

ولطالما ان موعد التسوية يحتاج إلى بعض الوقت فإن هناك محاولات من كل طرف لتحسين موقعه في التفاوض. من هنا تتجه الأنظار إلى التطورات الأمنية داخل سوريا وتصاعد موجات العنف والقتل والتفجيروالتدمير من كل القوى دون استثناء، كما تتجه الأنظار إلى الموعد الجديد للتفاوض معإيران بشأن ملفها النووي، وإلى زيارة وزير خارجية اميركا جون كيري إلى الشرق الأوسطوالتي ستعقبها زيارة للرئيس أوباما. وتتجه الأنظار أيضاً إلى ما يجري في مالي وجوارها الإفريقي .. ومصر .. وتونس.. والعراق، وما يجري في تركيا بين النظام الحاكم والأكراد. وبانتظار انقشاع الرؤية سيسقط المزيد من الأبرياء الذين هم مجرد أرقام في دفاتر حسابات الكبار.

د. صالح بكر الطيار - رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:24 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية