العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 03:27 AM


السيد الصدر والإمام الخميني، العلاقات والمشتركات

السؤال:
من الواضح أنّنا إذا قيّمنا الشهيد الصدر وفق قناعاته الاجتماعيّة والسياسيّة، فسنجده أقرب فكريّاً إلى خطّ الإمام الخميني منه إلى أساتذته ورفاقه السابقين، وهذا ما يدعو إلى التريّث لدى تقييم الأشخاص وعدم سحب قناعات ومواقف أساتذتهم عليهم، هل لديكم من خواطر تدلون بها حول بداية تقارب السيّد مع الإمام؟

السيد الشاهرودي:
لقد كنت على الصعيد الشخصي شديد التوق إلى تعميق التقارب وتجذيره بين أستاذنا الشهيد وبين الإمام، فقد بدا لي واضحاً من أوّل الأمر أنّ مدّ جسور هذا التقارب سيكون في صالح الاثنين معاً. ولمّا أرجع السيّد الصدر في التقليد إلى السيّد الخوئي كنتُ من أشدّ المعترضين على هذه الخطوة التي لم يستشرني فيها، ولو فعل لحاولتُ صرفه عنها.

السؤال:
إذن، لم تكونوا على علمٍ بها؟

السيد الشاهرودي:
بالضبط، فقد أتى أحد الأشخاص من لبنان ليأخذ بيان السيّد الصدر حول الموضوع ويعود، وهو أخو الشيخ شمس الدين.

السؤال:
كلامكم هذا من الأهميّة بمكان..

السيد الشاهرودي:
نعم، اطلعتُ على البيان بعد انتشاره، فسألت أستاذنا عمّا دعاه إلى الإقدام على هذه الخطوة، فأجاب بأنّ السيّد الخوئي أستاذه وأنّه رأى أنّ الحفاظ على وحدة الكلمة في الدول العربيّة يقتضي الإرجاع إليه، ولكنّني أجبته بأنّه لم يكن هناك مصلحة في هذه الخطوة، إضافةً إلى أنّ الاتجاه الذي سينحوه جهاز السيّد الخوئي لم يكن متبلوراً بعد، وأقصد من كلامي حاشيته، وإلاّ فإنّ السيّد الخوئي نفسه شخص عظيم، ونحن لسنا بصدد التعريض كثيراً بالمراجع.

وكما ذكرتم في كلامكم، فإنّ السيّد الصدر كان شديد القرب من الإمام، وكان الإمام بدوره ـ في البدايات وفي حياة السيّد الحكيم ـ يحيل مناهضي نظام الشاه الذين كانوا يتوافدون عليه من أوروبا وغيرها من المناطق على السيّد الصدر، وأذكر أنّنا كنّا كثيراً ما نشارك في جلسات السيّد الصدر التي يعقدها عند وفود السيّد صادق الطباطبائي من ألمانيا، فقد كان السيّد صادق ينزل في بيته باعتباره من محارم زوجته، فالسيّد الصدر زوج خالته، وذات مرّة نقل لي السيّد صادق أنّهم استعرضوا أمام الإمام وضع المسائل والقضايا الإسلاميّة التي يقومون بطرحها وأنّها استنفذت مداها، وطلبوا منه إحالتهم إلى شخصٍ يمكنهم الرجوع إليه في هذا المجال من أجل الاستمرار في هذا الاتجاه، فما كان من الإمام إلاّ أن أحالهم ـ ولمرّتين ـ على السيّد الصدر وطلب منهم الإفادة منه.

لقد كان الإمام يعقد عليه الآمال، إلاّ أنّ الحوادث التي أعقبت وفاة السيّد الحكيم وإرجاع السيّد الصدر إلى السيّد الخوئي قلبت الأمور رأساً على عقب، وقد فاقم الأمور ما جرى في لبنان من تصنيف السيّد موسى الصدر للإمام الخميني بعد السيّد الخوئي. وقد أثارت هاتان الخطوتان من السيّدين الصدرين حفيظة الكثيرين، والحقُّ معهم في عدم تقبّل ذلك؛ لأنّ السيّدين انطلقا من منطلق علاقة التلميذ بأستاذه ورفاقه. وممّا ساعد على إبهام الأمور الانطباعُ الذي كان يحمله السيّد الصدر حول السيّد الخوئي وكونه منفتحاً من الناحية الفكريّة، فقد سبق أن ذكرت أنّ من يجالسه يستهويه كلامه حول لزوم تشكيل الحكومة الإسلاميّة وإقامة الحدود، حتّى أنّه أفتى بعدم اختصاص إقامة الحدود بزمان المعصوم وحضوره، وأنّ المسألة من بديهيّات الإسلام التي ينبغي إقامتها في كلّ زمان.

إنّ هذا الفكر المنفتح كان يجعل السامع يعتقد بأنّه وبمجرّد أن تذعن المرجعيّة له رقبتها فسيعمل على إقامة الحكومة الإسلاميّة. وممّا عزّز هذه القناعة أنّه كان قد أفتى بكفر الشاه وعدم شرعيّة الحكومات الفعليّة التي اعتبر أموالها مجهولة المالك وأنّ ملكيّتها لها فاقدة للشرعيّة. والذي يعلن على الملأ وبكل شفافية فتاوى من هذا القبيل من الطبيعي أن تعقد عليه الآمال بأنّه وبمجرّد أن يستلم زمام المرجعيّة فسيعمل على إقامة الحكومة الإسلاميّة، والحال أنّ الذي حصل هو خلاف ذلك تماماً، فتلقّى السيّد الصدر ضربة قاصمة حيث أُسقط بيده وخابت آماله، خاصّةً وأنّ السيّد الخوئي لم يملأ حتى الفراغ الذي خلّفه رحيل السيّد الحكيم على صعيد التصدّي الاجتماعي.

وممّا زاد في الطين بلّة ما تعرّض له الإيرانيّون من حملات تسفير شنّها النظام البعثي، حيث كان أكثر طلاّب السيّد الصدر منهم فتلقّى ضربةً موجعة، ولم يعد ترميم الوضع بالأمر الهيّن على الإطلاق. ثمّ توالت الأحداث وتراكمت القضايا التي فاقمت الأمور وراحت تزيدها تعقيداً يوماً بعد آخر. أذكر على سبيل المثال حملات التسفير التي شنّها النظام البعثي ضدّ الإيرانيّين، والتي تزامنت مع سفر السيّد الخوئي إلى بريطانيا [لندن]، الأمر الذي أزعج السيّد الصدر كثيراً، وعندما زاره في بغداد [قبل سفره إلى لندن] طالبه بمبرّر سفره في هذا الظرف، وذكر له أنّ مكتبه في النجف قد أعلن أنّ من أراد السفر فليسافر، وأنّ نتيجة هذا التدبير ستكون زوال الحوزة. فطلب منه السيّد الخوئي أن يرجع أدراجه إلى النجف وينقل عنه عدم رضاه بسفر أيٍّ من الطلاّب، فرجع السيّد الصدر إلى النجف معلناً عن موقف السيّد الخوئي، ولم يطلع صباح اليوم التالي حتّى كذّب مكتب السيّد الخوئي ذلك، حيث قال السيّد جمال [الخوئي]: إنّ هذا الكلام لم يصدر من والده.


الامام الخوئي رحمه الله أثناء توجّهه إلى لندن مارّاً بمطار بيروت عام 1971

والنتيجة أنّ السيّد الخوئي سافر إلى بريطانيا [لندن]، ولولا وقوف الإمام الخميني والمرحوم السيّد محمود الشاهرودي وثبات موقفهما لزالت الحوزة، ولكن مع ذلك فقد هاجر الكثيرون إلى قم، وكان فضلاء الحوزة العلميّة في النجف من الإيرانيّين، وقلّما تجد فيها فاضلاً عربيّاً، أمّا اللبنانيّون فقد كان عددهم محدوداً؛ إذن لقد برزت قضيّة التسفير من ناحية، وملابسات الحوزة من ناحية أخرى.

السؤال:
هل تحتفظون بذكريات ترتبط بعلاقة المرحوم السيّد الصدر بالإمام الخميني؟

السيد الشاهرودي:
لقد كان تواصل السيّد الصدر مع الإمام يتمّ عبر طريقين اثنين: أحدهما عبر المرحوم السيّد أحمد الخميني الذي كان يحضر درس السيّد الصدر. والآخر من خلال الوافدين عليه من الخارج ومن خلال الطلاّب الذين كانوا على علاقة به، خذوا على سبيل المثال السيّد [محمود] دعائي الذي لعب دوراً لا يُستهانُ به في هذا المجال، وكان على تواصل مع الجمعيّات الإسلاميّة ومع أطراف عديدة خارج البلد.

هكذا كان حالهما في الجانب السياسي والاجتماعي. وكان السيّد الصدر يستغلُّ أدنى مناسبة لزيارة الإمام، وقد رافقته لمرّات عديدة في زياراته تلك، وكان الإمام في المقابل يكنّ له احتراماً بالغاً، خاصّة في الفترة الأخيرة من إقامته في النجف عندما ضرب عليه الحصار ووضع تحت المراقبة، فقد كان السيّد الصدر الشخص الوحيد الذي كسر طوق الحصار وأقدم على زيارته وتفقّده، وفي ذلك الظرف لم يجرؤ أحدٌ على فعل ذلك؛ فالجميع قد تخاذلت أرجلهم من الفَرَق ونَزَت قلوبهم من الخوف. وفي اليوم التالي قصد الإمامُ الحدودَ العراقيّة الكويتيّة، وفي اليوم الذي يليه سافر إلى باريس.

في الأيّام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من إقامة الإمام في النجف وضع النظام البعثي منزل الإمام ومحيطه تحت السيطرة والمراقبة، وقبل ذهابه إلى الحدود الكويتيّة بقي لما يقرب من أسبوعٍ محاصراً في منزله، وكان السيّد الصدر ـ كما قلت ـ هو الشخص الوحيد الذي أقدم على زيارته وأحجم عن ذلك الجميع، من عربٍ وغيرهم. علماً بأنّ تعاطي السيّد الصدر مع الإمام كان على هذا النحو منذ السابق، ففي حادثة وفاة المرحوم الحاج السيّد مصطفى الخميني ذهب السيّد الصدر للقاء الإمام ما يقرب من أربع مرّات، وكان الإمام يُقابله بكثيرٍ من اللطف.


الخلاصة أنّ الأمور كانت تسير في الفترة الأخيرة نحو التحسّن والتعافي، ولكنّ الوقت كان قد تأخّر بمعنى أنّ الفرصة كانت ضيّقة جدّاً لذلك، فقد واجه الإمام في تلك الفترة قضايا إيران والغليان الذي عاشه الشارع الإيراني، إضافةً إلى ما يرتبط بالبعثيّين الذين أعدموا من أعدموا، فقد كانوا خشني الجانب ولا عهد لهم بالرقّة. يُذكر هنا أنّه في بداية الأمر كان السيّد مصطفى الخميني يكنّ للسيّد الصدر معزّة خاصّة، ولكنّ إرجاع الأخير إلى السيّد الخوئي بعد وفاة السيّد الحكيم قد عكّر صفو هذه العلاقة إلى حدٍّ ما، وكذلك الأمر بالنسبة إلى علاقة السيّد مصطفى بالسيّد موسى الصدر. ولكنّنا حاولنا تليين الموقف من خلال التردّد عليهم وشرح الموقف بوصفه جزءاً قد ولّى من التاريخ. والذي يبعث على الأسى أنّ المصائب كانت تتوالى الواحدة تلو الأخرى، بحيث لا تدع للإنسان مجالاً للتفكير والتخطيط، فتارةً يسفّر طلاّب السيّد الصدر، وأخرى طلاّب الإمام، وهكذا.


أذكر الآن الميرزا جواد التبريزي الذي اعتقلوه وهو في طريق كربلاء واحتجزوه لليلةٍ في خان النصف بين النجف وكربلاء، وهو الخان الذي أنشأ في عهد [الوالي العثماني سليمان عام 1774م]، حيث لا يوجد أيّةُ غرفة أو شيء آخر، سوى أسقف مظلِّلة، ثمّ وضعوا أمامه حفنةً من التمر المجفّف. لقد كان هذا الوضع صعباً على الميرزا جواد والميرزا كاظم التبريزي والسيّد [أبو القاسم] الكوكبي وغيرهم ممّن رحل إلى إيران، والتي استقبلت شريحة واسعة من زعماء الحوزة. وبهذا استطاع صدّام أن يقضي على حوزة النجف ويُخليها من الفضلاء والعلماء؛ فلم يبقَ من الإيرانيّين سوى عدد قليل، أمّا أكابر العرب واللبنانيّين فبين راحلٍ وسجين. نعم، بقي فيها مجموعة من البعثيّين.

لقد تلقّت الحوزة من صدّام ضربة قاصمة لم تتعافَ منها حتّى يومنا هذا. واليوم وبعد مرور أربع أو خمس سنوات على زوال حكم صدّام قد يتحدّث القادم من هناك عن وجود حوزة في ذلك البلد، ولكنّ الحقيقة أنّه لا وجود لحوزةٍ هناك، فقد استأصلها صدّام من جذورها وأتى على أساسها.



الصور المرفقة
تحذير : يتوجب عليك فحص الملفات للتأكد من خلوها من الفيروسات والمنتدى غير مسؤول عن أي ضرر ينتج عن إستخدام هذا المرفق .

تحميل الملف
إسم الملف : 300-dpi.jpg‏
نوع الملف: jpg
حجم الملف : 19.0 كيلوبايت
المشاهدات : 2875

من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:01 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية