باتَ انطوائي الى نفسي يُسلّيها = والانزواءُ بعيداً راحَ يَكفيها
حسبي مِنَ الانسِّ ما تشدوهُ خاطرتي = رومَ الوصالِ الى ليلى وما فيها
عشقتُ اطرافَها الغيداء تسحرُني = ورحتُ أنحتُ في قلبي معانيها
تبسمَ الوجهُ مني كلما بزغت = انوارُها البيضُ واجتاحت لياليها
ما أجمل العشقُ فيها راح يأسرني = اصفى من الماء يرويني ويرويها
ولستُ في العشقِ وحدي حنَّ خاطره = الى الحبيبةِ مَنْ شعري يناجيها
معشوقتي اليوم كل الناس تعشقُها = وتكتبُ الشعرَ قيساً في مغانيها
خرائدُ الشعرِ والالبابُ أجمعُها = تلامسُ الفخرَ مجدا اذ تغنيها
نشيدَ احرارِ الى العلياء قد سَلكوا = وعانقوا الحورَ فوزا في تلاقيها
تفوحُ بالعزِّ والايثار تربتُها = ومَسحةُ القدسِّ والتقوى تغطيها
أرضُ الطفوفِّ ومَنْ في ارضها كُتبت = ملاحمُ النصر والتاريخُ يَرويها
تشبعَ النورُ من سيماءِ ساكنها = فصارت الشمسُ ظلاً في روابيها
يا تربة القدسِّ ما ابهاكِ غاليتي = أخذتِ للنفسِّ واستخلصتِ ما فيها
حظيتِ بالنورِ حتى صرتِ عاصمة = كلُّ البقاعِ جميعاً لا توازيها
دانت لك الشمسُ والفردوسُ خاضعة = من حيثُ فيك حسينُ الله داعيها
فأن تبجح قومٌ في مواطنهم = يبقى العراقُ بارض الطفِّ يُعييها
هنا الشهادةُ خُطت فوق ساحتها = هنا العزائمُ غذتنا بماضيها
هنا الحسينُ وثوراتٌ به انطلقت = ضد الطغاة ونزفُ الشعب يحكيها
هنا المعينُ الذي ما جفت منابعهُ = هنا ابو الفضلِ للأجيال ساقيها