رزية حسبنا كتاب الله وهل كان كتاب الله متكاملا عندكم ؟!
بتاريخ : 27-02-2013 الساعة : 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشر يف ..
من الكوارث الفادحة والمصائب العظيمة التي تركت اثرها على الامة الاسلامية وادت الى ضلال وابتعاد اكثرهم عن الهدى الى يومنا هذا هي رزية يوم الخميس والقضية معروفة نذكر مجملها :
[إنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لما حضرته الوفاة وعنده رجال من صحابته ـ فيهم عمر بن الخطاب ـ قال: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده، وفي لفظ آخر: إئتوني بالكتف والدواة ـ أو: اللوح والدواة ـ أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً.
فقال عمر: إنّ النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللّه.
وفي لفظ آخر: فقالوا: إنّ رسول اللّه يهجر. ـ من دون تصريح باسم المعارض ـ !
فاختلف الحاضرون، منهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر!
فلمّا أكثروا ذلك عنده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لهم: قوموا عنّي.
(صحيح البخاري 7 / 155، كتاب المرضى باب قول المريض، قوموا عنّي، صحيح مسلم 3 / 1259، آخر كتاب الوصية.)
ولسنا الان بصدد ذكر القضية فالقضية معروفة وتم الاشارة اليها بمواضيع كثيرة وإنّما نريد الإستشهاد بقوله: «إن عندنا القرآن، حسبنا كتاب اللّه» .!
إلاّ أنّهم لم يحافظوا على هذا القرآن الكريم، هم الذين قالوا: حسبنا كتاب اللّه، تركوا تدوين الكتاب الكريم إلى زمن عثمان، يعني إلى عهد حكومة الأُمويين، فالقرآن الموجود الآن من جمع الأُمويين في عهد عثمان، كما أنّ السنّة الموجودة الآن بيد
العامّة هي سنّة دوّنها الأُمويّون،
المهم، أن نعلم أنّ الذين قالوا: حسبنا كتاب اللّه، لم يرووا القرآن، تركوا تدوينه وجمعه إلى زمن عثمان.!!
ولكن عثمان الذي جمع القرآن هو بنفسه قال: «إنّ فيه لحناً(تاريخ المدينة المنورة 3 / 1013، المصاحف: 41 و 42، الإتقان في علوم القرآن 2 / 320، كنز العمّال 2 / 586 ـ 587.))،
والذين جمعوا القرآن على عهد عثمان وتعاونوا معه في جمعه قالوا: إنّ فيه غلطاً، قالوا: إنّ فيه خطأ (أنظر: تاريخ المدينة المنوّرة 3 / 1014، والمصاحف: 43، حيث نقلا كلاماً عن عائشة فيه إتهام كتّاب القرآن بالخطأ فيه، وكذلك المصاحف: 42 حيث نقل كلاماً عن أبان
بن عثمان يتّهم فيه الكُتّاب أيضاً، وكذلك الإتقان في علوم القرآن 2 / 320 ـ 328 حيث نقل عن عائشة وابن عباس وسعيد بن جبير قولهم بوجود الخطأ واللحن والتحريف في القرآن).
إلاّ أنّنا لا نجد مثل هذه التعابير في كلمات أهل البيت عليهم السّلام، لا نجد عن أئمّتنا كلمة تشين القرآن الكريم وتنقص من منزلته ومقامه، بل بالعكس ,ونؤكّد أنّنا لا تجد في رواياتنا كلمة فيها أقل تنقيص للقرآن الكريم,فإذا رجعنا إلى الروايات المنقولة، نجد الاهتمام بالقرآن
الكريم والاستدلال به في كلماتهم بكثرة، سواء في نهج البلاغة أو في أُصول الكافي أو في سائر كتبنا، والمحدّثون أيضاً عقدوا لهذا الموضوع أبواباً خاصة، ولعلّ في كتاب الوافي أو بحار الأنوار غنىً وكفاية عن أي كتاب آخر، حيث جمعوا هذه الروايات في أبواب تخص
القرآن الكريم.
فالذين قالوا: حسبنا كتاب اللّه، وأرادوا أن يعزلوا الأُمّة عن العترة والسنّة، أو يعزلوا السنّة والعترة عن الأُمّة، هم لم يجمعوا القرآن، وتركوا جمعه إلى زمن عثمان، وعثمان قال: إنّ فيه لحناً، وقال آخر: إنّ فيه غلطاً، وقال آخر: إنّ فيه خطأ.
ثمّ جاء دور العلماء والباحثين والمحدّثين، فمنذ اليوم الأوّل جعلوا يتّهمون الشيعة الإماميّة الإثني عشرية بأنّهم يقولون بتحريف القرآن؟!
فلله درك يا مذهب الشيعة الاثني عشر , تكاد ان تتقصف الرقاب المشرئبة الطامعة دون بلوغ شأنك الى يومنا هذا...
هذا والحمد لله ر ب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطاهرين ..