[عبدالله الجنيد]

مجزرة الجنوب لن تنسى.....!

ناداك شعبٌ مايزال مشرّدا.......والليل يعصف بالبلاد فأخلدا
عصف الخسوف بأمةٍ يمنيةٍ........فغدا الظلام مهيمناً ومؤيَّدا
داس الضلال على الصدور بخيله.......ومضى يعربد في هواه مغرّدا
والبأس يزرع في الصخور شجاعةً.......فأتى يمدّ سلاحه جهلاً يدا
غضب الجنوب وبأسه متصاعد......لكنه ألقى السلاح واغمدا
وسعى الشمال الى اجتثاث عمالةٍ.......لكنه بالسلم شاء فما اهتدى
فانهض الى رص الصفوف بحنكةٍ.......ياثائراً عشق الخلاص فأرعدا
والرعد إنما عاد فيك بماطرٍ...........ماكان أفنى صوتُه المتمردا
هلّا بُعَيد الرعد جدّت بغيمةٍ........فأتيت تسقي زمرة الشر الردى
ياقائد المستضعفين أما ترى......أرض الجنوب تسوم ثائرَها العدا
خرجوا لتحرير البلاد بثورةٍ........سلميةٍ يتسابقون الى الفدا
فأتت جموع الخائنين تسومهم......سوء العذاب فجندلوهم سجَّدا
نادوا لتحرير البلاد بسلمهم......من غاصبٍ قتل الحياة وشرّدا
بطش الغزاة بكل حرٍّ فيهمُ........فدعوا لفك الإرتباط تمردا
والليل إن ضرب العباد بسوطه........لجأوا لداء الإنفصال وقد بدا
فلقد رأوا في الإنفصال وقايةً.......من ماردٍ ذبح الإخاء تَعَمّدَا
السابقون الى الوصال بوحدةٍ.......عادت جحيماً نارها لن تخمدا
خان العميل الأحمري جنوبنا........فأضل فرعون العباد وما هدى
فانهض للئم جراحهم بهدايةٍ.......تشفي الجراح هدايةً وتوددا
أوما رأينا في الجنوب مجازراً.......يندى لها شرف الجبين فأوقدا
أيُجَزِّرون بني الجنوب عمالة.........فيجندلون من الأباة موحدا
نزل العميل على الجنوب بشره.......ومضى لأيقاض الرصاص فأجهدا
نَدِد بمجزة الجنوب فإنها........من فعل كفرٍ مارأيتَ المشهدا
عصفت قوى المتأمركين بأمةٍ.......فاستل من عزم الليوث مسددا
فلنحن شعبٌ واحدٌ متآلفٌ.........مهما استبد عميلها أو هددا
الشاعر ناصر جبران