بسم الله الرحمن الرحيم ..
و الصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المُرسلين محمد المصطفى وعلى الأئمة الميامين الكرام من أهل بيته و سلم تسليملاً كثيراً..
لما لُجت هذا المنتدى الكريم قبل كثيرٍ من الشهور, كنت (ولا أزال) صغيراً في العمر و صغيراً في العقل و صغيراً في العلم, و أنا لم أزل لم أتجاوز ال17 ربيع... و قد لحقتني (و أنا في العراق) إمتحانات السنة الأخيرة الإعدادية (ولا أزال في التحضير لها), و لهذا سبق لي قلة الدخول للمنتدى و سيلحق نفس الحال و الله المستعان.
(ولنفس السبب لم أستطع أن أستزد كثيراً مذ حينٍ كثير, و أتمنى من أصحابنا و أساتذتنا و موالينا في المنتدى, أن يتقبلوا بعض أسئلتي على أي حالٍ من الأحوال, و قد أضطر لفتح موضوع كامل لتجميع تلك الاسئلة واحداً تلو الأخر اذا تفرغ لي أحد المحاورين)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أتذكر إنه في خلال مواضيع أحد المنتديات (الإنكليزية) التي كنت أشارك بها (وهذا قبل أكثر من .. عام تقريباً اذا لم تخني الذاكرة), تحول النقاش من ما هو عليه الى نقاش بين أحد المتدينيين (الإلهيين) و مُلحد [وأنا لم أكن مُشاركاً في النقاش في بدءه و لا في حين - إنفجاره - بين الطرفين] فأصبح المُلحد - كما هم دائماً - يتخذ المتدين هزواً ويصفه بإحتقار العلم, و على أي حالٍ من الأحوال كان إستدلال الكافر في هذا النقاش, إستدلالاً إحيائياً حيث قال إن هنالك نوعاً من قناديل البحر يحقق ما يُدعى بالــ"الخلود البايلوجي" (رابط الويكي : http://en.wikipedia.org/wiki/Turritopsis_nutricula) وصار يسجع فرحاً بنصره و بأن الله الخالد صار له ما هو يشاطره الإلوهية.
فدخلت على الخط و قلت له ثلاثاً 1- أن الله عند المسلمين ليس كياناً مُجزئً فالله كريم, و هنالك من هو كريم (وليس كرمه ككرم الله), فلا يمكنك أن توصف شئ بالإلوهية و بمشاطرة الله بإلوهيته إلا بتحقق تلك الأوصاف كلها بما يُجزي. 2- إن الله سرمدي في خلوده, و هذا قنديل البحر ليس بسرمدي, فهو نشأ عن تطور (كما يقول دارون), فهو مخلوق له موقع زمني لخَلقه, و الله جل و علا لا يوصف بزمان فالسؤال عنه متى لم يكن, حتى يُسئل متى كان ؟ 3- إن العلماء الإحيائيين, لا زالوا في بادىء بحثهم عن هذا الكائن و قد قالوا إنه بالطبيعة لا يمكن له أن يعيش تلك الفترة الزمنية الطويلة, و إن هذا الخلود مُفترض, فليس بالخالد ولا يشاطر الله في جزء من تلك الصفة, فما بالك بالإلوهية.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ولكن بعد هذا النقاش طُرحت لدي مشكلة (أنا أوجه النقد لنفسي دائماً عند طرحي للأمور, كأنما أنا المقابل و أرد -- أما الملحد فلم يحر جواباً) وهي الآية الكريمة :
---
أنا في وقتها كان فهمي للآية بأن المقصود به يوم القيامة و الفناء لكل شيء, و لكنني سأسئل لما فيه من الإطمئنان (لأن فهمي قد يكون خاطئ و قد لا يكون فهم أهل البيت عليهم السلام) :
1- (من) للعاقل, فهل المقصود فقط البشر في الآية ؟
2- (عليها) أي على الأرض ؟
3- ما المقصود بــ"الفناء" هنا ؟ هل هو فناء وجودي (وهو مستحيل, لأن المادة تصار طاقة و الطاقة تصار مادة ولا تستفنى), أم هو مقصود أخر ؟ و هل هو فناء متداوم أي يحصل في كل ساعة و بإستمرارية, أم المقصود ناتج نهائي, أي فناء جميع الأجساد من أرواحها يوم القيامة او قبيله ؟