بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا عندما نعاني من وعكة صحية او اذا اردنا الاستشارة نذهب الى الاطباء والى اهل التخصص وهذا طبعا هو الصواب فالانسان في حياته يحتاج الى نصائح واقوال اهل الخبرة ومن هذا المبدأ سيكون موضوع عبارة عن اداب وردت عن سيد الاوصياء والفاروق والصديق الامام علي عليه افضل الصلاة والسلام وطبعا كما لا يخفى عليكم ان للامام علي عليه السلام الكثير من الخطب والنصائح والمواعظ وفي موضوعنا البسيط هذا الذي نسئل ان يقبله الله عز وجل سنسلط الضوء على رواية اسميت بالاداب الاربعمائة وفي الكثير من الفوائد الدينية والدنيوية وان شاء نذكر الاداب كاملة ثم نعلق عليها بشيئ يسير ونسئل الله عز وجل القبول.
وردت رواية في كتاب الخصال للشيخ الصدوق(رض) في الصفحة 612 عرفت هذه الرواية بأسم الأداب الاربعمائة
وفيها من الاداب الشيئ الكثير وفوائد عظيمة وقد رواها الشيخ الصدوق بهذا السند:حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد ابن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام علم أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه. قال عليه السلام....الخ.
والظاهر من السند انه معتبر فصاحب الكتاب الشيعة الصدوق وهو احد اعيان الطائفة الشيعية في زامنه فقد قال عنه الشيخ الطوسي كان جليلاً حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقداً للأخبار، لم يُرَ في القمّيين مثله في حفظه وكثرة علمه والشيخ الصدوق اجل من ان نترجم له واما ابوه وهو علي بن الحسين القمي وهو ايضا اجل من نذكر ترجمته فقد قال عنه النجاشي شيخ القميين في عصره وفقيههم وثقتهم واما سعد بن عبدالله وهو الاشعري القمي قال عنه النجاشي شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجيهها واما محمد ابن عيسى فقد قال عنه النجاشي جليل من اصحابنا ثقة عين واما القاسم بن يحيى قد حكم العلماء بوثاقته لعدة امرو منها رواية الاجلاء عنه ومنها كونه من رواة كامل الزيارات ومنها وهو الاهم انه وقع في سند زيارة وصفها الشيخ الصدوق انها اصح الزيارات واما جده الحسن بن راشد قد حكم العلماء بوثاقته لكونه وقع في اسانيد تفسير القمي وكامل الزيارات ووقع في سند زيارة وصفها الشيخ الصدوق بانها اصح الزياراة اما ابو بصير ومحمد بن مسلم فسنذكر محمد بن مسلم فقط وقد قال فيه النجاشي وجه اصحابنا في الكوفة فقيه ورع وقد عده الشيخ المفيد من الفقها والاعلام المأخود من الحلال والحرام ومن بعده يروي عن الائمة المعصومين عليهم افضل الصلاة والسلام فالسند كما هو ظاهر معتبر.
قال العلامة المجلسي في البحار الجزء العاشر ص118: ثم اعلم أن أصل هذا الخبر في غاية الوثاقة والاعتبار على طريقة القدماء، وإن لم يكن صحيحا بزعم المتأخرين، واعتمد عليه الكليني رحمه الله، وذكر أكثر أجزائه متفرقة في أبواب الكافي، وكذا غيره من أكابر المحدثين. وشرح أجزاء الخبر مذكور في المواضع المناسبة لها فلا نعيدها ههنا مخافة التكرار.
وسيكون موضوعنا هنا نشير فيه الى كل مقطع من المقاطع او بمعنى اصل نشير الى كل ادب ونتكلم عنه وان شاء الله عز وجل ووفقنا نجعل كل يوم نتكلم عن ادب من هذه الاداب نبدأ بالتوكل على الله عز وجل.
1 -قال الامام علي عليه السلام:إن الحجامة تصحح البدن وتشد العقل.
اول ما تطرق له الامام روحي فداه هو الحجامة وقبل ان نبدأ في فوائد الحجامة سنعرف الحجامة وهي عملية اخراج الدم من الرأس بواسطة كؤوس زجاجية خاصة اما من ناحية فوائد الحجامة فهي كثيرة فقد اثبت الطب الحديث ان لها فوائد كثيرة وطبعا الامام علي عليه السلام هو سيد الاطباء فقد عرف فوائدها قبل حدوث الطب الحديث فمن فوائدها انها كما قال عليه السلام تصحح البدن وتشد العقل وايضا هي تنشط الدورة الدموية وهي علاج لكثير من الامراض منها الالام صدع الرأس والعيون والرقية وضغط الدين وواضحة جدا فوائدة والحث عليه في الروايات ففي روايات السنة في صحيح البخاري في باب الشفاء بثلاث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي .. وهذا من كتب السنة.
واما من كتبنا فقد ورد في المحاسن للبرقي ج2ص559:عنه، عن ابن فضال، عن أبى جميلة، قال: قال أبو عبد الله (ع): نزل جبرئيل بالسواك والخلال والحجامة.
وفي الخصال للشيخ الصدوق ص250:حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الدواء أربعة: الحجامة، والسعوط والحقنة، والقئ. أربعة يعدلن الطبايع.
وفي تفسير القمي ج2ص10 :فحكى ابي عن محمد بن ابي عمير عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال جاء جبرئيل وميكائيل واسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاخذ واحد باللجام وواحد بالركاب وسوى الآخر عليه ثيابه فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل ثم قال ... الى ان تقول الرواية: ثم صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا يا محمد احتجم وأمر امتك بالحجامة .. الخ
ومن الاداب المتعلقة بالحجامة ان تكون اخر النهار فقد ورد في مستدرك الوسائل ج13ص85:ذا ضار بأحدكم الدم فليحتجم لا يتبيغ به فيقتله فإذا أراد أحدكم ذلك فليكن من آخر النهار
وهناك ايام مناسبة فقد ورد في مستدرك الوسائل ج13ص84 :قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «احتجموا لخمس عشرة وسبع عشرة وإحدى وعشرين لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم