بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الزهراء البتول وقرة عين النبي المرسول
لا يزال المخالفون يدندنون على ان عتيق بن ابي قحافة هو الافضل بعد النبي ويستدلون بقضية الغار يوم الهجرة ويزعمون انه كان مع النبي وبمقتضى هذا التواجد مع النبي في الغار يكون الافضل بعد الرسول
وبغض النظر عن فساد هذا الراي وعدم صوابه سنعمد في هذه الاسطر الى هدم اصل هذا الاعتقاد وبيان بطلان هذا الزعم وذلك من خلال : ( ان الذي كان مع النبي في داخل الغار ليس عتيق بن ابي قحافة ) والدليل من القران والبخاري ومسلم وامامهم احمد في مسنده
1- القران الكريم ذكر ان النبي قد هاجر ومعه شخص اخر سماه بـ( صاحبه) وكان معه في الغار وخاطبه بـ ( لاتحزن ) في داخل الغار قال تعالى : ((ا
لا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم))
فيتبين ان النبي خاطب صاحبه بـ ( لاتحزن ) وهما داخل الغار بدليل ( اذ ) الحينية . والتي تدل على زمان الخطاب ومكانه .
2- في حين اننا نرى ان لمخالفين زعموا ان الذي كان مع النبي هو عتيق وجاؤوا بروايات في صحاحهم زعموا من خلالها ان ابا بكر كان مع النبي وهو المخاطب ب_ ( لا تحزن) ومن خلال استقرائنا لهذه الروايات يتبين ان الذي سبك اخراجها لم ينتبه الى دقة الاستعمال القراني فتبين من الروايات ان النبي - على حد زعمهم- خاطب عتيقا وقال له لا تحزن لكن خارج الغار في الصحراء واليكم الروايات:
1-
صحيح البخاري - البخاري - ج 4 - ص 181
الحديث طويل .....[قال فارتحلنا بعدما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك فقلت اتينا يا رسول الله
فقال لا تحزن ان الله معنا فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه
إلى بطنها أرى في جلد من الأرض شك زهير فقال إني أراكما قد دعوتما على
فادعوا لي فالله لكما ان أرد عنكما الطلب فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا
فجعل لا يلقى أحدا الا قال كفيتكم ما هنا فلا يلقى أحدا الا رده قال ووفى لنا]
فانظر الى زمان ومكان ( لاتحزن ) في الرواية ومكانها وزمانها في الاية وستعرف الفرق.
2- صحيح مسلم - مسلم النيسابوري - ج 8 - ص 237
قال فارتحلنا بعد ما زالت الشمس واتبعنا
سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الأرض فقلت يا رسول الله اتينا فقال
لا تحزن ان الله معنا فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه إلى
بطنها أرى فقال إني قد علمت انكما قد دعوتما على فادعوا لي فالله لكما ان أرد
عنكما الطلب فدعا الله فنجى فرجع لا يلقى أحدا الا قال قد كفيتكم ما ههنا
فلا يلقى أحدا الا رده قال ووفى لنا ]
وهذه الرواية اوضح فهما لا يزالان في جلد الارض وليسا في الغار. بينما القران يقول اذ هما في الغار .
3-
مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 2 - 3
حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد يعني العنقري قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء بن عازب قال اشترى أبو بكر من عازب سرجا بثلاثة عشر درهما قال فقال أبو بكر لعازب
من البراء فليحمله إلى منزلي فقال لا حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت
معه قال فقال أبو بكر خرجنا فأدلجنا فاحثثنا يومنا وليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت ببصرى هل
أرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها فإذا بقية ظلها فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وفرشت له فروة وقلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم خرجت أنظر هل أرى أحدا من الطلب فإذا أنا
‹ صفحة 3 ›
براعي غنم فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قال
قلت هل أنت حالب لي قال نعم قال فأمرته فاعتقل شاة منها ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته
فنفض كفيه من الغبار ومعي إداوة على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن فصببت يعنى الماء على القدح حتى
برد أسفله ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى
رضيت ثم قلت هل أنى الرحيل قال فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا أحد منهم الا سراقة بن مالك بن جعشم
على فرس له فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال لا تحزن ان الله معنا حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه
قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قال قلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت قال لم تبكي قال قلت اما والله
ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك قال فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اكفناه بما شئت
فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد ووثب عنها وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني
مما أنا فيه فوالله لاعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بابلي وغنمي في
موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيها قال ودعا له رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأطلق فرجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا
المدينة فتلقاه الناس فخرجوا في الطريق وعلى الأجاجير 3 فاشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون الله
أكبر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء محمد قال وتنازع القوم أيهم ينزل عليه قال فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك فلما أصبح غدا حيث أمر قال
البراء بن عازب أول من كان قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ثم قدم علينا ابن أم
مكتوم الأعمى أخو بني فهر ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا فقلنا ما فعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال هو على أثري ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه قال البراء ولم يقدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من المفصل قال إسرائيل وكان البراء من الأنصار من بني حارثة] فاين ذكر الغار في هذه الروايات الصحيحة الاسناد؟
ننتظر ردا علميا على هذه الوقفات والتاملات لا ردودا صبيانية تطفلية على مذهب الائمة عليهم السلام.