يقال أنّه من أهمّ أدعية الكرب للنبي صلوات اللّه عليه وآله وله قصّة
وهـــي :
أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم رغب في نشر الدعوة خارج "مكة " لعله يجد نصيرًا له ومؤيدًا ، خاصة بعد ما لاقى من المشركين في "مكة" من العذاب والإيذاء ، فقرر الذهاب إلى "الطائف" لعرض الإسلام على "ثقيف" لعلها تؤمن بدعوته ، أو يؤمن بعض أهلها بما يدعو إليه .
لكن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم لم يجد ما كان يأمله هناك ، فقد وجدهم أكثر عنادًا من "قريش" ، فرفضوا دعوته التي عرضها عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولم يتوقفوا عند ذلك ، بل سبوه وأهانوه وسلطوا عليه السفهاء والصبيان ، فضربوه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان ، وكان وقع ذلك شديدًا على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم وما كاد يلتقط أنفاسه ، ويبتعد عن الطائف حتى لجأ إلى الله بالدعاء في حرارة قائلاً :
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين..
أنت رب المستضعفين، وأنت ربي..
إلى من تكلني؟ إلى بعيديتجهمني
أم إلى عدو ملكته أمري ؟!
إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي،
غير أنّ عافيتك هي أوسع لي..
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات،
وصــلح عـليه أمـر الـدنيا والآخـرة
أن يحل علي غضبك , أوأن ينزل بي سخطك،
لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة إلا بك..
وبعد أن انتهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من دعائه نزل إليه "جبريل" – عليه السلام- ومعه ملك الجبال الذي قال له : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (وهما جبلان في مكة) – فعلت .
لكن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم رفض ذلك ، وقال: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" . ودعا لهم قائلاً: " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ".