عندما تنتكس اُمّة، وتذهب طموحاتها بالتغيير إدراج الرياح، ويهملها الواقع القاسي فيلغي دورها، فإنّها تلتجأ الى ممارسة حالات التعويض التي تشعرها ولو بنحو زهو وأمان ويقينية!
وهل زيارة الأربعين والتعبير فيها عن حبّ الزائر وولاءه للإمام الحسين عليه السلام بشتّى أنواع التعابير هي تعويض عن حالة الألم والوجع الذي مرّ بها التشيّع على إمتداد وجوده ؟
طبيعياً أنّ الشيعة ومنذ أمد يشعرون بمضايقات حادّة، ومطاردات نفسية موجعة، وإهمال متعمّد، وملاحقات شديدة، ولكنّهم لم يشعروا بهزيمة داخلية مطلقاً، ذلك أنّ كربلاء أعطتهم درساً في مواجهة العاديات بوثوق
والشيعة يفهمون كربلاء هي واجهة عريضة للإسلام ( إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ) فلقد عملت كربلاء بكتاب ربّها، وقدّمت بجهد كبير فكرها، وضمّخته بدماءها، فإننفتح أمام ثقل دماءها اُمّة من المظلومين والمحرومين والمسحوقين والمهمشين لتكون لهم كربلاء شعاراً وشعوراً
ومن هنا فهي ليست قضية الشيعة فحسب بل هي قضية كلّ محروم في الحياة، يسعى لنيل حريته، ويكسر القيد في يديه، ويهدم أسوار الخنوع التي بناها الظالمون
( فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماّ )