ذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتابه مصباح الأنوار قال:
في حديث النبي (ص)
لعمه العباس بمشهد من القرابة والصحابة ، قال العباس : فكيف كان بدأ خلقكم
يا رسول الله ؟
فقال يا عم : " لما أراد الله أن يخلقنا تكلم كلمة خلق منها نوراً.. ثم تكلم كلمة أخرى فخلق منها
روحاً.. ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين. فكنا نسبحه حين لا
تسبيح، ونقدسه حين لا تقديس. فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة ,فتق نوري فخلق منه العرش،
فالعرش من نوري ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش.
ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور علي ونور علي من نور الله وعلي
أفضل من الملائكة.
ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات والأرض، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة،
ونور ابنتي فاطمة من نور الله وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض.
ثم فتق نور ولدي الحسن وخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن، ونور
الحسن من نور الله، والحسن أفضل من الشمس والقمر.
ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين، فالجنة والحور العين من نور ولدي
الحسين، ونور ولدي الحسين من نور الله، وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين.
ثم أمر الله الظلمات أن تمر على سحائب القطر، فأظلمت السماوات على الملائكة، فضجت الملائكة
بالتسبيح والتقديس وقالت : إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا وعرفتنا هذه الأشباح لم نر بؤساً، فبحق هذه
الأشباح إلا ما كشفت عنا هذه الظلمة.
فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلقها في بطنان العرش، فأزهرت السماوات والأرض، ثم
أشرقت بنورها، فلأجل ذلك سميت الزهراء.
فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أشرقت به السماوات والأرض ؟
فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي، وزوجة وليي وأخ
نبيي، وأب حججي على عبادي. أشهدكم ملائكتي.. أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه
المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة.
قال : فلما سمع العباس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك وثب قائماً وقبل بين عيني
علي عليه السلام، وقال : والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن بالله واليوم الآخر..
نسال الله العلي القدير أن يمن علينا
وأن يرزقنا شفاعتهم في الاخرة
بحقهم عند الله عز وجل