السلام عليكم
عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى استشهاد الامام الحسن عليه السلام ففي اليوم السابع من صفر اشتشهد امامنا الحسن عليه السلام بالسم على يد زوجته جعدة بأمر من معاوية لعنهما الله فكل ائمتنا هذا حالهم بين مقتول بالسيف او مسموم بسم فقد روى الصدوق (رض) في اماليه ص 120 بسند معتبر الى الامام الرضا عليه السلام انه قال: والله ما منا إلا مقتول شهيد .
وروي بنفس المعنى (أي ان الائمة ع ما منهم الا مقتول او مسموم) الخزاز عن النبي صل الله عليه واله وعن الامام الحسن عليه السلام
وقد روى الشيخ الطوسي (رض) في كتاب الغيبة ص387 : عن السفير الثالث الحسين بن روح (رض) قال:ان ن يحيى بن خالد سم موسى بن جعفر عليهما السلام في إحدى وعشرين رطبة وبها مات، وأن النبي والأئمة عليهم السلام ما ماتوا إلا بالسيف أو السم .. الخ
فيعرف من الروايات ان الائمة عليهم السلام كلهم شهداء وفيهم الامام الحسن عليه السلام الذي سنذكر الروايات التي تحدثت عن استشهاده عليه السلام.
فقد روى الشيخ الصدوق (رض) في اماليه ص 376: بأسناده عن ابن عباس ان النبي (ص) قال في مرضه: يا علي دعني أشمهما ويشماني ، وأتزود منهما ، ويتزودان مني ، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثا... الخ
وفي كتاب بشارة المصطفى ص308: روى عن النبي ص انه قال: وأما الحسن فانه ابني وولدي وبضعة مني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وحجة الله على الامة ، أمره أمري وقوله قولي من تبعه فهو مني ومن عصاه فليس مني ، واني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي ، فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا .. الخ
وروى الشيخ الصدوق في اماليه ص134: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذا التفت إلينا فبكى فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أبكي مما يصنع بكم بعدي ، فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها ، وطعنة الحسن في الفخذ ، والسم ألذي يسقى ، وقتل الحسين .
فهذه الاخبار من النبي صل الله عليه واله ان الامام الحسن عليه السلام سيقتل مسوم مظلوم لعن الله قاتله وظالمه.
ونقل العلامة المجلسي (رض) في البحار ج44ص 153 عن كتاب الخرائج : روي عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام أن الحسن عليه السلام قال لاهل بيته : إني أموت بالسم كما مات رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا : ومن يفعل ذلك ؟ قال : امرأتي جعدة بنت الاشعث بن قيس ، فان معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك ، قالوا : أخرجها من منزلك ، وباعدها من نفسك ، قال : كيف اخرجها ولم تفعل بعد شيئا ولو أخرجتها ما قتلني غيرها ، وكان لها عذر عند الناس . فما ذهبت الايام حتى بعث إليها معاوية مالا جسيما ، وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ويزوجها من يزيد وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن عليه السلام فانصرف إلى منزله وهو صائم فأخرجت وقت الافطار ، وكان يوما حارا شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم ، فشربها وقال : عدوة الله ! قتلتيني قتلك الله والله لا تصيبين مني خلفا ، ولقد غرك وسخر منك ، والله يخزيك ويخزيه . فمكث عليه السلام يومان ثم مضى ، فغدر بها معاوية ولم يف لها بما عاهد عليه .
وروى ابن شهر اشوب في مناقبه ج4ص8: قال الحسن بن علي لأهل بيته: اني أموت بالسم كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال له أهل بيته: ومن الذي يسمك؟ قال: جاريتي أو أمرأتي، فقالوا له: أخرجها من ملكك عليها لعنة الله فقال: هيهات أن اخرجها ومنيتي على يدها، ما لي منها محيص ولو أخرجتها ما يقتلني غيرها كان قضاء مقضياً وأمراً واجباً من الله، فما ذهبت الأيام حتى بعث معاوية إلى امرأته، قال: فقال الحسن: هل عندك من شربة لبن؟ فقالت: نعم، وفيه ذلك السم بعث به معاوية، فلما شربه وجد مس السم في جسده فقال: يا عدوة الله قتلتني قاتلك الله، أما والله لا تصيبين مني خلفاً ولا تنالين من الفاسق عدو الله اللعين خيراً أبدا.
وروى الشيخ المفيد (رض) في الارشاد ص الإرشاد ص174: عن المغيرة قال: ارسل معاوية إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس: اني مزوجك ابني يزيد على أن تسمي الحسين وبعث اليها مأة ألف درهم، ففعلت وسمت الحسن عليه السّلام فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد .. الخ
في الروايات تصريح من الامام الحسن عليه السلام ان من يسمه زوجته جعدة بأمر من معاوية لعنه الله وفعلا اعطى معاوية جعدة مال ووعدها بأن يزوجها من يزيد فسمته لعنها الله بأمر من معاوية لعنه الله وغدر بها معاوية ولم يفي بوعده.
وروى ثقة الاسلام الكليني (رض) في الكافي ج8ص167 بسنده عن الامام الصادق عليه السلام قال: إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام) وابنته جعدة سمت الحسن (عليه السلام) ومحمد ابنه شرك في دم الحسين (عليه السلام(
فواضح من الروايات السابقة من مصادر الشيعة الامامية اعلى الله برهانهم ان من دس السم الى الامام الحسن عليه السلام هي جعدة بأمر من معاوية لعنهما الله وجعلهما في الدرك الاسفل من النار.
روى الخزاز في كفاية الاثر ص226:عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلت على الحسن بن علي عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله فقلت: يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟فقال: يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟! قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون . ثم التفت إليَّ وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ما منا إلا مسمومٌ أو مقتول... الخ
قد يشكل البعض على هذه الرواية ويقول: الطب يقول انه لا يمكن للانسان ان يخرج ويقذف كبده في أي حالة من الاحوال.
نقول: قد اجاب العلامة باقر القرشي رحمه الله عن هذا الاشكال في كتابه حياة الامام الحسن عليه السلام ج2 ص475 قال: قد نصت الرواية ـ على تقدير ثبوتها ـ أن السم أثر في كبد الإمام عليه السّلام حتى قاء بعضاً منه، وقد تحقق في الطب الحديث أن السم لا يوجب قيء الكبد وانما يحدث التهاباً بالمعدة وتهيجاً في الأمعاء إذا كان التسمم حاداً وإذا كان غير حاد فانه يؤدي إلى هبوط في ضغط الدم، إلى التهاب في الأعصاب وقد يودي في أحوال نادرة إلى التهاب كبدي وغير ذلك من العوارض التي نص عليها الأطباء المختصون في الطب العدلي، وقد يتوهم أن هذا يتصادم مع ما جاء في الرواية، وهو مدفوع، فان الكبد في الاستعمالات العربية يطلق على الجهاز الخاص في الجانب الأيمن الذي يفرز الصفراء، كذلك يطلق على ما في الجوف بكامله كما جاء في (القاموس) وفي (تاج العروس) ما نصه: وربما سمى الجوف بكامله كبداً حكاه ابن سيده عن كراع أنه ذكره في المنجد وأنشد: إذا شاء منهم ناسيء مدكفه *** إلى كبد ملساء أو كلفل نهد
قال: ومن المجاز الكبد الجنب، وفي الحديث: فوضع يده على كبده وانما وضعها على جنبه من الظاهر، وفي حديث مرفوع: «وتلقى الأرض أفلاذ كبدها» أي تلقى ما خبىء في بطنها من الكنوز والمعادن فاستعار لها الكبد وجاء ذلك ايضاً في (لسان العرب) وعلى ذلك فيكون المراد من الرواية أنه ألقى من جوفه قطعاً من الدم المتخثر تشبه الكبد، وبهذا ظهر عدم التنافي بين الرواية وبين ما ذكره الأطباء فيما نحسب، والله العالم. انتهى
بل ان الامام الحسن ع ظلم حتى بعد مماته والكل يعرف ما حصل في جنازته
فقد روى ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي ج1ص302: عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: لما احتضر الحسن بن علي قال للحسين: يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأحدث به عهداً ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها السّلام ثم ردني فادفني بالبقيع. واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعداوتها لنا أهل البيت. فلما قبض الحسن عليه السّلام ووضع على سريره فانطلقوا به إلى مصلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى على الحسن عليه السّلام، فلما أن صلى عليه حمل فأدخل المسجد، فلما أوقف على قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بلغ عائشة الخبر وقيل لها: انهم قد أقبلوا بالحسن بن علي عليه السّلام ليدفن مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فخرجت مبادرة على بغل بسرج، فكانت أول إمرأة ركبت في الإسلام سرجاً، فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فانه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حجابه، فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما: قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قربه، وان الله سائلك عن ذلك يا عائشة، إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليحدث به عهداً، واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ستره، لأن الله تبارك وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ) وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الرجال بغير إذنه وقد قال الله عزّوجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المعاول وقال الله عزّوجل: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى)(16) ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله بقربهما منه الأذى وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ان الله حرم من المؤمنين أمواتاً ما حرم منهم أحياء، وتالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جائزاً فيما بيننا وبين الله لعلمت أنه سيدفن وان رغم معطسك. قال: ثم تكلم محمّد بن الحنفية، وقال: يا عائشة يوماً على بغل ويوماً على جمل، فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم، قال: فاقبلت عليه فقالت: يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك؟ فقال لها الحسين عليه السّلام: وأنى تبعدين محمّداً من الفواطم، فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم: فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم، وفاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص ابن عامر، قال: فقالت عائشة للحسين عليه السّلام: نحّوا ابنكم واذهبوا به فانكم قومٌ خصمون، قال: فمضى الحسين عليه السّلام إلى قبر أمه ثم اخرجه فدفنه بالبقيع
ورى الشيخ الصدوق في كتابه علل الشرائع ج1ص225:عن أبي عبد الله (ع)قال : إن الحسين بن علي ( ع ) أراد ان يدفن الحسن بن علي عليهما السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وجمع جمعا فقال رجل سمع الحسن بن علي (ع)يقول : قول للحسن ألا يهرق في دما لولا ذلك ما انتهى الحسين (ع) حتى يدفنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله . وقال أبو عبد الله (ع) أول امرأة ركبت البغل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عائشة جاءت إلى المسجد فمنعت ان يدفن الحسن بن علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
فحتى في جنازته ودفنه ظلم الامام الحسن عليه السلام فلعن الله من ظلمه وعظم الله اجوركم يا محبي اهل البيت عليهم السلام.