بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( يالثارات الحسين ) شعار للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه مكتوب على الراية التي يرفعها عند خروجه ، فما المقصود بهذا الشعار ؟
( لقد ورد في الرواية : أنه إذا خرج رفع الراية مكتوب عليها : ( يا لثارات الحسين) . ليس المقصود بثارات الحسين ثارات شخصية أو ثارات إنتقامية أو ثارات دموية , ليس الحسين ثأراً شخصياً و ليس الحسين ثأراً قبلياً و ليس الحسين ثأراً طائفياً , ثأر الحسين كما نطقت النصوص الشريفة ثأر الحسين هو ثأر الله , و لذلك نقرأ في زيارة وارث : ( السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره ) . ليس الحسين شخص و لا قبيلة و لا طائفة و لا عرق , الحسين حركة حركة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و هذه الحركة القرآنية ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) هذه الحركة القرآنية ثأرها بأن تحقق أهدافها و أن تُفعّل مبادئها و ليس ثأرها ثأراً شخصيا أو قبلياً أو طائفياً هذا هو المقصود (يا لثارات الحسين ) أي يا لأهداف الحسين , و يا لمبادئ الحسين التي نادى الحسين و ضحى و بذل النفس و النفيس من أجلها .
قال الإمام الحسين عليه السلام : ( أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً ، وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي ( صلى الله عليه و آله وسلم ) ، أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) ، فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللَّهُ عز وجل أَوْلَى بِالْحَقِّ ، وَ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) .
فأهل البيت عليهم السلام هم الرحمة , لم يكن هدفهم أبدا استعباد الناس و لا قتلهم بالسيف و لا تشريدهم و لا نشر الظلم و الفساد .
إنّما هدفهم هو إحقاق العدل السماوي الذي يتحقق بإرساء مبادئ الإسلام و نشره .. و هداية الناس إلى دين الله دين الحق القويم بالكلمة الطيبة ..
فالتاريخ لم يخبرنا بأن المعصومين الذين كانت لهم حروب , قد ابتدؤا القتال .. بل كانوا يبدءون بالنصح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. من دون ملل و لا كلل و لا يرفعون السيف في وجه أحد إلا إذا ابتدأهم و رأوا منه الكفر و العصيان و الظلم ..
و بهذا يسير الإمام المهدي عليه السلام بسيرة أجداده عليهم السلام ..
و بهذه السيرة تملأ الأرض في عصره بالعدل و القسط كما مُلئت ظلماً و جوراً ..
لا بالدم , لا بثأر شخصي .. و إنما بالعدل و القسط ..