محاضرةالسيد منير الخباز بعنوان ميثاق الإمامة في آية الولاية ~ مكتوبة تفريغ نصي ~
بتاريخ : 19-11-2012 الساعة : 08:19 PM
بسمه تعالى
محاضرة السيد الجليل منير الخباز حفظه الله و سدد خطاه في ليلة الثالث من محرم لسنة 1434
بعنوان :
~ ميثاق الامامة في آية الولاية ~
محاضرة في غاية العلمية و الحجة البالغة تطرق من خلالها السيد منير حفظه الله لشرح وافي ودقيق و بالآيات القرآنية و أقوال علماء اللغة و التفسير و أيضاً رد شبهات و اجاب اسئلة .. المحاضرة في غاية الدقة أتمنى أن تخدمكم في دفاعكم عن دين الله الحق ..
لقد قمت بتفريغها كنص لتصل لأكبر عدد ممكن من المؤمنين و من الباحثين .. و نسأل الله القبول ..
لمن يريد الاستماع فلتفضل بزيادة هذا الرابط لموقع السيد منير الخباز الرسمي :
عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه : رأيت بهاتين و إلا عميتا و سمعت بهاتين و إلا صمتا رسول الله صلى الله عليه و آله و هو يقو علي قائد البررة علي قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله و ذلك إن سائلا أتى مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
فلم يعطيه أحد فمد إليه علي عليه السلام كفه و هو راكع فأخذ السائل خاتمه من يده و اشترى بثمنه طعاماً له فلما سمع بذلك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رفع يديه في محرباه قال :
اللهم إن أخي موسى سألك فقال ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري و أشركه في أمري فأنزلت عليه سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا و أنا أسألك ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري
و اجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به أزري فما استتم كلامه حتى نزل قوله تعالى :
و قد ذكر السيد المرتضى علم الهدى في كتابه الشافي في الإمامة و الشيخ الطوسي في كتابه تلخيص الشافي
أن أقوى الأدلة على الإمامة لعلي عليه السلام من القرآن هي آية الولاية
عندما نريد أن نتحدث عن ميثاق الإمامة في آية الولاية فإننا نتناول ثلاثة محاور :
المحور الأول في تحديد الولاية في الآية المباركة .. نحديد الولاية في الآية المباركة أيضاً يعتمد على ثلاثة عناصر نتعرض لها ...
العنصر الأول : مناسبة النزول
هناك بعض الباحثين من اخواننا أهل السنة من قال بأن آية الولاية إنما نزلت في عبادة ابن الصامت
و بما انها نزلت في عبادة ابن الصامت إذاً لا يصح الاستدلال بها على امامة الإمام علي عليه السلام
نحن نقول بأن هذا الكلام لا ينطبق على الموازين العلمية لاحظوا معي هنا أمامنا روايتان :
رواية تقول أن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت
و رواية تقول بأن الآية نزلت في علي أمير المؤمنين
فلنقارن بين الروايتين لنجد أيهما أحق بالتفسير و الاتباع
الرواية التي ذكرت أن المناسبة هي نزول الآية في عبادة ابن الصامت ليس لها إلا ثلاثة طرق و لم يرويها أحد من الصحابة بل رواها التابعون و بعض تابعي التابعين و لم يصحح سندها و لا واحد من علماء الجرح و التعديل
من اخواننا أهل السنة أصلاً
بينما نجي إلى الرواية الأخرى التي تقرر أن اللآية نزلت في الإمام علي عليه السلام
إذا تصدق بخاتمه و هو راكع هذه الرواية متواترة اشمعنى متواترة ؟
هناك مصطلح لدى اخواننا اهل السنة أن الرواية التي يرويها عشرة من الصحابة تعتبر رواية متواترة
هذه الرواية رواها عشرة كيف ؟
رواها أبو ذر و المقداد و عمار و ابن عباس و جابر و عمرو ابن العاص و أنس ابن مالك و أبو رافع و سلمة ابن كهيل و حسان ابن ثابت و عبد الله ابن سلام مضافاً إلى رواية الإمام علي و الإمام الحسن عليهما السلام
و حسان ابن ثابت هو الذي أنشد في علي عليه السلام عندما تصدق بخاتمه و هو راكع قال:
أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي و كل بطيئ في الهدى و مسارعِ
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً فدتك نفوس القوم يا خير راكعِ
بخاتمك الميمون يا خير سيدٍ و يا خير شارٍ في الباريا و بائعِ
فأنزل فيك الله خير ولايةٍ و بينها في محكمات الشرائعِ
فالرواية متواترة .. زين ..
ثانياً أن الرواية التي ذكرت أن الآية نزلت في علي مجمع عليها .. كيف مجمع عليها ؟
الإيجي في كتاب المواقف - التفتازاني في كتاب في شرح المقاصد - السيوطي في لباب النقول
هؤلاء الثلاثة قالوا نزول الآية في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مما أجمع عليه الأصحاب
علماء أجمعوا على نزولها في علي ابن أبي طالب
و الألوسي في روح المعاني قال غالب الروايات - غالب الأخبار - أن اللآية نزلت في علي ابن أبي طالب
مضافاً إلى أن هذه الرواية متظافرة في كتب الحديث ، في كتب التفسير ، في كتب التاريخ
رواها أحمد ، رواها النسائي ، رواها أبو نعيم في حلية الأولياء ، رواها الطبراني في معجمه ، رواها الطبري في ذخائر العقبة ، رواها ابن المغازلي الشافعي في مناقبه ، رواها الخطيب الخوارزمي ، رواها الحويني في فرائد السمطين .
تجي إلى كتب التفسير : رواها الزمخشري في كشافه ، رواها أبو حيان في تفسيره ، رواها السيوطي في الدر المنثور ، رواها الألوسي في روح المعاني ، رواها ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره - اشقال ؟ -
لاحظ هنا دقيق - ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره روى هذه الرواية و ذكر في أول التفسير قال لا أروي في كتابي إلا الصحيح من الأخبار .
بن تيمية في كتابه منهاج السنة عندما يتعرض للتفاسير المعتبرة - ما هي التفاسير المعتبرة ؟
يذكر من التفاسير المعتبرة هذا التفسير : تفسير ابن أبي حاتم الرازي - يقول بن تيمية هذا تفسير معتبر . لماذا ؟ لأنه لا يروي الموضوعات من الأخبار . طيب . اذا كان بن تيمية يشهد على أن تفسير ابن أبي حاتم الرازي لا يروي إلا شنو ؟ إلا الصحيح من الأخبار
و ابن أبي حاتم الرازي التزم بأن لا يروي إلا الصحيح و ابن أبي حاتم الرازي عندما وصل إلى هذه الآية فسرها بنزولها بعلي ابن أبي طالب عليه السلام عندما تصدق بخاتمه و هو راكع .
هذا العنصر الأول عنصر الرواية .
نأتي إلى العنصر الثاني ...
عندما نريد أن نحدد معنى الولي .. الولي الآية قالت { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ } ما معنى الولي ؟
الولي ربما يقال أن هذا لفظ مشترك أحياناً يطلق الولي و معناه المحب كما في قوله تعالى :
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ... ( ولي يعني محب )
الولي يطلق و يراد به الناصر مثلاً قوله تعالى : { وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } (يعني ينصر )بعضهم بعضا كما في قوله تعالى { وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } (يعني ينصر )بعضهم بعضا .
الولي قد تطلق و يراد بها من يقدم مثلاً في قوله عز و جل : { وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ }
يعني يقدم على البعض الآخر
و قد يطلق الولي و يراد به الأولى بالشؤون وليك يعني الأولى بشؤونك
الأولى بالتصرف في أمورك كما في قوله تعالى { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ } يعني هو الأولى بالتصرف في شؤونهم و أمورهم .
طيب إذا الولي يطلق على معاني لماذا الشيعة مصروون على أن الولي في الآية يراد به الإمامة يعني يراد به من هو الأولى في التصرف في شؤون المسلمين - ليش ؟ ما هي الولي قد تأتي بمعاني متعددة لماذا اخترنا هذا المعنى ؟ الولي في الآية هو الأولي بالشؤون ، هو الأولى بالتصرف ، بمعنى الإمامة ، ليش اخترنا هذا المعنى ؟
لكثرة الإستعمال - شلون لكثرة الإستعمال ؟ -
يعني في علم اللغة يقولون إذا اللفظ له مصاديق متعددة إذا كثر استعماله ف مصداق من المصاديق فإن كثرة الإستعمال قرينة نوعية على الإنصراف إلى ذلك المصداق ، الإنصراف إلى ذلك المعنى .
نجي الان لفظ الولي كثر استعماله في أي معنى ؟ انتم الآن أهل عرف و اهل عرب إذا قالوا هذا ولي فلان يعني شنو وليه ؟ يعني الأولى بالتصرف في شؤونه يعني المسؤول عنه ، المسؤول عن شؤونه هو فلان - زين - نجي للقرآن الكريم
إذا إنت تستقرأ القرآن أكثر من ستين مورد استخدم القرآن لفظ الولي و أراد به شنو ؟ الأولى بالتصرف ، الاولى بالشؤون ، أكثر من ستين مورد في القرآن الكريم .
من هذه الآيات التي تقول : { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
نصير خوب معروف فالولي بأي معنى ؟ ليست بمعنى النصير بل بمعنى شنو ؟ بل بمعنى الأولى بشؤونهم لأن العطف كما يقول علماء اللغة يدل على المغايرة فالولاية هنا ليست بمعنى النصرة بل بمعنى الأولية في التصرف .
لاحظ مثلاً قوله تعالى في آية الدين أكو آية في القرآن تتعرض إلى الدين و أحكام الدين تقول : { فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ } اشمعنى وليه يعني شنو ؟ يعني الأولى به المسؤول عنه هو الذي يملل مدام هو ما يقدر يملل فليملل وليه بالعدل .
مثلاً قوله عز و جل : { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ } - ولي يعني شنو ؟ يعني المسؤول عنه ، المسؤول عن { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ }
إذا كثر استعمال الولي في القرآن بمعنى الأولى بالتصرف و الشؤون و هذه الكثرة هي القرينة على ظهور الولي في الآية بمعنى الأولى بشؤونكم و الأولى بالتصرف في أموركم . - زين - هذا العنصر الثاني .
العنصر الثالث : دلالة إنما على الحصر .
( إنما ) باتفاق علماء اللغة إذا أطلقت إنما تدل على الحصر ..
أنا أقول مثلاُ : إنما أبوك فلان - يعني أبوك فلان منحصر فيه - زين -
إنما فلان شاعر يعني ما اله صفة أخرى ما اله إلى صفة الشعر
إنما فلان مثلاً عالم ما إله صفة ثانية هو منحصر في العلم
إنما تفيد شنو ؟ تفيد الحصر
بما أن إنما تفيد الحصر إذاً افترض أن الولي له معاني متعددة نحن نستطيع أن نعين أن المراد بالولي في الآية هو الإمام بدلالة إنما على الحصر - ليش ؟ -
لأن غنما حصرت الولاية ثلاثة : إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الموصوفون بصفة معينة يقيمون الصلاة يؤتون الزكاة و هم راكعون .
بما أن إنما حصرت الولاية في هؤلاء الثلاثة إذاً لا يمكن أن تفسر الآية بمعنى المحبة لأن المحبة لا تنحصر في هؤلاء و لا يمكن أن تفسر الولاية بمعنى النصرة لأن النصرة لا تنحصر في هؤلاء الثلاثة
إذاً معنى الولاية معنى آخر ينسجم مع الحصر - ما هو المعنى الذي ينسجم مع الحصر ؟ -
هو الأولى بالتصرف كأنه قال : الأولى بشؤونكم و التصرف في أموركم ثلاثة : الله ، رسوله ، الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون . فدلت الآية على الحصر و دلالتها على الحصر دل على أن المراد بالولاية الإمامة - زين -
هنا أمامنا شبهة يطرحها بعض الباحثين من اخواننا اهل السنة - التفت إلي جيداً -
و هي أنه سلمنا معكم أن الإنما تدل على الحصر - زين - بس دلالة الإنما على الحصر لا تعني أن المراد بالولاية ( الإمامة ) لا - نستطيع أن نقول الولاية معناها النصرة و مع ذلك إنما تدل على الحصر - كيف ؟ -
لأن الناصر للمؤمنين من هو ؟ فعلاً نحن لو دققنا بعقولنا الآية تقول إنما وليكم ( كم ) من هم ؟ المؤمنون ..
إنما وليكم أيها المؤمنون الله و رسوله و الذين آمنوا .
لو فسرنا الولاية بالنصرة فسيكون الحصر صحيحاً لأن نصرة المؤمنين منحصرة في الله و الرسول و المؤمنين .. من سينصر المؤمنين . يعني كافرين سينصرون المؤمنين ؟ طبعاً لا !
إذا نصرة المؤمنين تنحصر في ثلاثة الله و الرسول و المؤمنين .
المؤمنون ينصرون بعضهم بعضا كما في قوله عزل و جل : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } ينصر بعضهم بعضا
{ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } ينصر بعضهم بعضا
فبما أن ناصر المؤمنين منحصر في الله و الرسول و المؤمنين إذاً ( إنما ) و إن دلت على الحصر تبقى معنى الولاية هو النصرة و ليس الإمامة لأن النصرة منحصرة في الله و الرسول و المؤمنين -
- هذه الشبهة ما هو الجواب على هذه الشبهة يا اخوان ؟ -
الجواب عن هذه الشبهة يا اخوان نحن عندما ندقق في الآية نجد أن الآية حصرت الولاية مو في المؤمنين .. في فئة من المؤمنين
لو أن الآية قالت إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا و سكتت لقلنا المؤمنون ينصر بعضهم بعضا إذا الولاية بمعنى النصرة
لكن الآية حصرت الولاية في الله و الرسول و فئة معينة من المؤمنين - من هم ؟ -
الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون
إذاً بما أن الآية حصرت النصرة في فئة معينة لا في جميع المؤمنين و هم الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون فقد دلت على أن للولاية معناً آخر و ليس بمعنى النصرة
لأن نصرة المؤمنين لا تنحصر في هذه الفئة ، كل المؤمنين ينصرون المؤمنين
فنصرة المؤمنين لا تنحصر في فئة معينة بينما للآية حصرت الولاية في فئة معينة من المؤمنين و هم الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم ركعون
و هذا الحصر لا ينسجم إلا مع الإمامة و إلا فالنصرة و المحبة و جميع معاني الولاية لا تنحصر بفئة معينة فبما أن الآية حصرت الولاية في فئة معينة
إذاً المراد بالولاية هو الإمامة و الأولية بالتصرف لأن المحصور فيهم فئة معينة و هم الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون
و سوف يتضح في المحاور الآتية ما هو مزيد بيان لهذه النقطة .
نجي الآن إلى المحور الثاني صلو على محمد و آل محمد اللهم صل على محمد و آل محمد ..
المحور الثاني في دلالات السياق القرآني
ربما يقال بأن السياق القرآني يساعد على عدم دلالة الآية على إمامة علي بن أبي طالب
السياق القرآني لا يلتقي مع تفسير الولاية بمعنى الإمامة لماذا ؟ لوجوه ثلاثة ، أذكرها و أناقشها
الوجه الأول :
إذا لاحظنا القرآن الكريم عندما يعبر بالزكاة يريد بالزكاة الزكاة الواجبة مو الصدقة
فرق بين الصدقة و بين الزكاة
القرآن الكريم عندما يعبر بلفظ الزكاة فهو يقصد بالزكاة هنا شنو ؟ الزكاة الواجبة - ما هي الزكاة الواجبة ؟ -
الزكاة الواجبة هي الزكاة الواجبة في الأنعام الثلاثة الإبل و البقر و الغنم ، الغلات الأربع الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب - زين -
و النقدين المصكوكين من الذهب و الفضة - زين -
متى ما عطف القرآن الزكاة على الصلاة ، إذا قال { وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ } { يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } متى ما عطف الصلاة على الزكاة
إذا المراد بالزكاة شنو ؟ الزكاة الواجبة
بينما الشيعة تفسر الزكاة في آية الولاية بشنو ؟ بالصدقة !
يقولون تصدق علي بخاتمه و هو راكع
ففسروا الزكاة بالصدقة
و هذا يتنافى مع سياق القرآن الكريم فإننا عندما نقرأ الآيات القرآنية
نجد الآيات القرآنية متى عطفت الزكاة على الصلاة إذاً المراد بالزكاة الزكاة الواجبة و ليست الصدقة
هذا معناه أن تفسير الآية بالامام علي في غير محله لا ينسجم مع سياق القرآن الكريم - زين -
ما هو الجواب هم هذا الوجه ؟ - التفت إلى جيداً -
الزكاة حين نزول القرآن كان معناها الإنفاق المالي ، كل إنفاق مالي قربة إلى الله تعالى يسمى شنو ؟ يسمى زكاة !
الزكاة الواجبة هذا معنى حادث كما يقول علماء الأصول اصطلاح حادث لم يكون هذا الاصطلاح موجوداً عند نزول الآيات
هذا الاصطلاح حصل بعد مرور سنوات طويلة على التشريع الإسلامي
و أما حين نزول الآيات فكان المعنى الذي يفهمه العرف العربي من الزكاة آن ذاك هو كل إنفاق مالي
كل إنفاق مالي قصد به التقرب إلى الله فهو شنو ؟ فهو زكاة
إذا تفسير الزكاة بالكاة الاصطلاحية و هي الزكاة الواجبة لا ينسجم مع ظهور الآيات وقت نزولها
وقت نزولها ما كان هذا المصطلح موجود هذا أولاً .
ثانياً : أنا الآن بضربلك أمثلة من القرآن عطف الزكاة على الصلاة و هو يريد بالزكاة الانفاق المالي
و ليست الزكاة الواجبة مثلاً :
عندما يتحدث القرآن عن الأنبياء و يقول : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }
ما هي الزكاة التي كانت بزمن الأنبياء ؟
كان عليهم زكاة في الغلات الأربع و الأنعام ؟ ما كان !
الزكاة في زمن الانبياء كانت عبارة عن إنفاق مالي
من أنفق من ماله فقد زكّى - زين - تجي مثلاً إلى قوله تعالى في الحديث عن النبي اسماعيل
{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا }
هل اسماعيل كان يأمر أهله بالزكاة الاصطلاحية ؟ و هي اخراج الزكاة من الغلات الأربع ؟ لا !
إنما كان يأمر أهله بالانفاق من أموالهم .
عندما نأتي لقوله تعالى في عيسى ابن مريم
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا }
ما هي الزكاة التي أوصي بها عيسى ؟
الإنفاق المالي
و لم يوصى عيسى بالزكاة الإصطلاحية .
أيضاً من القرآن الكريم ما عطف الزكاة على الصلاة أو بالعكس و أريد بالزكاة الإنفاق المالي
شنو المراد بالزكاة هنا ؟
مو المراد بالزكاة الزكاة الواجبة ليش ؟
لأن هذي السورة نزلت في مكة
و الزكاة الواجبة ما شُرعت إلا بعد سنين من الهجرة إلى المدينة
إذاً المراد بالزكاة في آية المؤمنون شنو ؟
الزكاة بمعنى الإنفاق المالي .
أيضاً في سورة الأعلى يقول:
{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى }
الزكاة في سورة الاعلى بمعنى الإنفاق المالي .
إذا احنا جبنا الك عدة شواهد
الزكاة بمعنى الإنفاق المالي مع أنها قرنت بالصلاة و ليس المراد بها الزكاة
الإصطلاحية الواجبة إذا تفسير الشيعة في الزكاة في آية الولاية يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة بالصدقة منسجم مع سياق القرآن الكريم
و ليس منافياً لسياق القرآن الكريم - لاحظتم شلون ؟ زين -
نجي الآن إلى الوجه الثاني ..
الوجه الثاني يقول إن الإمامية فسروا الركوع في الآية بهذا الركوع يعني بالهيئة الصلاتية
قالوا معنى قوله يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون يعني الركوع الصلاتي
بل قد يراد بالركوع الخضوع مثلاً قوله تعالى : { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ }
و اركعي مع الراكعين يعني اخضعي مع الخاضعين و أقيموا الصلاة و اسجدوا و اركعوا مع الراكعين
يعني اخضعوا مع الخاضعين فالركوع لا ينحصر بأن يفسر بالركوع الصلاتي
ربما يراد به الخضوع فلا ربط للآية حينئذٍ بما صار لعلي ابن أبي طالب .
نحن نقول - التفت جيداً -
تفسير الركوع بمعنى الخضوع خلاف الظاهر اللغوي ، الظاهر الغوي لهذا اللفظ يقول :
ركع فلان - يعني شنو ؟ يعني ركع الركوع الصلاتي لأن هذا الركوه كان موجود قبل الإسلام
كانوا يركعون لملوكهم و يركعون لآلهتهم
هذه الهيئة كانت موجودة من قبل الإسلام هيئة الركوع كما أن هيئة السحود كانت موجودة
الركوع عندما يطلق في اللغة العربية ينصرف إلى هذه الهيئة و ليس بمعنى الخضوع
تفسيره بمعنى الخضوع هو الذي يحتاج إلى قرينة - زين -
ثانياً يقول علماء اللغة عندما تعطف الجملة الفعلية على الفعلية ممكن أن نفسر الواو بواو العطف أو واو الاستئناف
أو عندما تعطف الجملة الإسمية على الجملة الإسمية يمكن أن نفسر الواو بواو العطف أو واو الإستئناف
لكن عندما نعطف الجملة الإسمية على الفعلية فإن ظاهرها الواو واو الحال و ليست واو الإستئناف - شلون ؟ -
مثلاً عندما أقول : دخل فلان المأتم و اشتبك مع فلان الآخر - هذه جملة معطوفة على جملة
أما إذا قلنا دخل فلان المأتم و هو هذه صارت جملة إسمية بمجرد صدرناها لكلمة ( و هو ) صارت جملة اسمية
دخل فلان المأتم و هو يدخن - يعني شنو ؟ هذه سموها واو حالية
يعني دخل فلان المأتم و هو في حالة معينة تلك الحالة أنه يدخن !
إذا عطفن الجملة الإسمية على الفعلية صارت ظاهرة في الحال .
عندما نقرأ قوله تعالى {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي} هذه كلها جمل فعلية فلا مانع هنا أن نقول الواو هنا واو العطف
لكن في آية الولاية قال يقيمون الصلاة ( هذه جملة فعلية ) و يؤتون الزكاة ( هذه جملة فعلية ) و هم - لم يقول و يراكعون - بل قال و هم راكعون - و هذه جملة اسمية فلأنها جملة اسمية صارت ظاهرة في الحال
و أن الواو واو الحال يعني و يؤتون الزكاة و هم في حالة معينة تلك الحالة شنو ؟ حالة الركوع - زين -
هذا الوجه الثاني أجبنا عنه ..
الوجه الثالث - خليك وياي و إن أطلت عليك - الوجه الثالث بأن يقال أن سياق الآيات السابقة على هذه الآية يتحدث عن النصرة فليش نفسر الآية هنا بمعنى الإمامة ؟ بينما الآيات السابقة
على هذه الآية تتحدث عن النصرة أقرأ لك الآيات لازم تحفظ انت الآيات القرآنية :
الواحد من يقرأ الآيات يجي بعض الباحثين من اخواننا أهل السنة يقول هذه الآيات تدل على النصرة - ليش ؟ -
كان في المدينة قبيلتان : قبيلة بني عوف و قبيلة بني قينقاع
قبيلة بني قينقاع يهودية و قبيلة بني عوف كانت قبيلة مسلمة
حصل بينهم حلف قبل الإسلام أن ينصر بعضهم بعضاً
فبينهم عقد على النصرة ، حلف على النصرة - زين -
قبيلة بني قينقاع اليهودية خانت الرسول صلى الله عليه و آله و أصبحت تكيد للمجتمع الاسلامي
و تدبر الخطط و المؤامرات للاطاحة بالكيان الاسلامي فالرسول حاربهم
حينما حارب الرسول بني قينقاع - طيب قبيلة بني عوف ماذا تصنع ؟ -
مو هي متحالفة مع بني قينقاع على أن تنصرها و الآن الرسول بنفسه يصطدم مع قبيلة بني قينقاع - شيسووا ؟ -
فهنا رجلان : رجل و هو عبد الله ابن أبي قال : لا انا ما اخذل جماعتي أنا تحالفت وياهم قبل الإسلام على أن انصرهم
سأبقى أنصرهم و لو كان المحارب لهم هو الرسول خلاص أنا وياهم .
الآخر عبادة ابن الصامت قال لا أنا مادموا حاربوا الرسول أنا بريء منهم
أنا أتولى الله و رسوله و الذين آمنوا ، أنا بريء من هؤلاء
فنزلت هذه الآيات { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء }
يعني لا تنصروهم ، اتركوا نصرتهم ، و مدحت و أثنت على عبادة ابن الصامت
الذي تبرأ من نصرتهم فسياق الآيات يتحدث عن النصرة ، جاي يقول لا تنصروا اليهود و النصارى
يا جماعة أنصروا المؤمنين ترى اللي ينصركم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون
فمقتضى السياق أن المراد بالولاية في آية الولاية : النصرة ! لأن السياق يتحدث عن النصرة .
لاحظوا معي يا اخوان ما هو الجواب على هذه الشبهة ؟
أولاً : السياق القرآني كما يقول علمائنا لا يصح الاحتجاج به - ليش ؟ -
لأن الآيات لم تنزل دفعة واحدة إذا تلاحظ السورة فيها آيات مكية و فيها آيات مدنية
فيها آيات أول الهجرة و فيها آيات آخر الهجرة فيها آيات نزلت في سنة و فيها ’يات نزلت بعد
نفس السورة الواحدة بما أن الآيات لم تنزل دفعة واحدة كيف يكون لها سياق واحد ؟
هذه الآية نحتمل انها { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
نحتمل أنها نزلت قبل حجة الوداع - لمَ ؟ -
لأن المواجهة بين الرسول و بين بني قينقاع صارت قبل حجة الوداع
بينما آية الولاية و ما بعدها نزلت بعد حجة الوداع .
إذاً بما ان الآيات لا نحرز نزولها دفعة واحدة فكيف يكون لها مضمون واحد و يكون لها سياق واحد ؟
هذا المناقشة الأولى -
المناقشة الثانية :
السياق إنما نأخذ به - لاحظ - إذا لم يتغير المعنى \
و الحال أن معاني الآيات تغيرت الأية الأولى تتكم عن النهي عن تولي اليهود و النصارى - هذا معنى -
بينما الآية التي يعدها تتكلم عن حكم الارتداد { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ }
إذاً خرجت إلى معنى آخر و مضمون ثاني
الآية الثالثة آية الولاية { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
فمع اختلاف الأحكام و المضامين لا يصح البناء على السياق لاختلاف أحكام الآيات و مضامينها
- هذه المتاقشة الثانية -