العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.33 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي ما هي الفلسفة؟
قديم بتاريخ : 08-11-2012 الساعة : 01:37 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم



ما هي الفلسفة؟



1- الحاجة إلى الفلسفة:

إنّ من أهمّ الغرائز الإنسانيّة هي غريزة البحث عن الحقيقة، وغريزة حسّ التتبّع الذي لا يعرف الكلل ولا الملل. فالإنسان في تعطّشٍ دائمٍ للمعرفة. وهذه الغريزة موجودةٌ عند الجميع وإن كانت بشكلٍ متفاوتٍ. وقد أفرد الإنسان لكلّ مجموعةٍ من المسائل المترابطة فيما بينها علماً خاصاً بها. ومن بين تلك العلوم هو علم الفلسفة، الذي يجيب عن أسئلةٍ كثيرةٍ تخطر في ذهن الإنسان، كالتي تسأل عن أصل الوجود، وعن بداية العالم ونهايته، وعن وجود الملائكة أو الروح، وعن سعادة الإنسان وشقائه. ولا يوجد إنسانٌ في هذه الدنيا لا يحاول أن يجيب على هذه الأسئلة في نفسه، وحين لا يجد الجواب قد يقنع نفسه بالأسطورة. والعلم الذي يؤمّن لنا الإجابة على هذه الأسئلة ونحوها هو الفلسفة. ونلاحظ أنه لا يمكن الاستغناء عن هذا العلم، لأن هذه الأسئلة فطريةٌ وموجودةٌ في طبيعة كلّ إنسان، وهو بطبيعته يبحث عن حلول وإجابة لأسئلته هذه، فكان علم الفلسفة هو الذي يروي عطش هذه الحاجة.

وكثيراً ما نجد أنّ الإنسان يخطئ في حياته ومعتقداته، فيعتقد بأمورٍ لا أساس لها من الصحة، وتنعكس هذه المعتقدات لتؤثر مباشرة على سلوكه في الحياة. فقد كان الإنسان يعتقد بخرافاتٍ كثيرةٍ أثبت العلم الحديث بطلانها.

وما زال بعض البسطاء يعتقدون بوجود الحظ أو الغول وما شابه ذلك. ونجد أنّ أخلاقهم وأعمالهم وملكاتهم النفسيّة تتأثّر بهذه المعتقدات. وهنا تكمن أهمية علم الفلسفة فإنّه يُعطي الميزان والمعيار للأشياء الحقيقية الموجودة، التي من خلالها نستطيع أن نميّز الموجود الحقيقي عن غيره من الأوهام والخرافات، وما أعظمها من حاجةٍ للإنسان.



2- أسلوب البحث الفلسفي:

وحيث إنّ علم الفلسفة هو الذي يؤمن الاعتقاد الصحيح للإنسان، فلا بد له أن يعتمد على أسلوبٍ محكمٍ وأساسٍ ثابتٍ في استدلالاته، لأجل أن يكوّن الاعتقاد الصحيح، فالشعر الذي يبتنى على الصور والتشبيه والخيال لا يكوّن اعتقاداً محكماً، والخطابة التي تقنع المستمع بأسلوبها الساحر وما يستعمله الخطيب من مؤثراتٍ لا يمكن أن يشكّل أساساً محكماً للاعتقاد، لذلك نجد علم الفلسفة لا يعتمد إلا على البرهان واليقين، الذي يكشف الحقيقة بشكلٍ تامٍ وواضحٍ لا يعتريه أي شك، ولا يمكن زعزعته على الإطلاق.



مصطلح الفلسفة والسفسطة:

أجمع العلماء- ممّن اطلع على اللغة اليونانية قديماً وحديثاً وعلى تاريخ اليونان العلمي القديم- أن لفظ الفلسفة معرب من (فيلوسوفيا)، المؤلفة من كلمتين في الأصل: (فيلو) و(سوفيا)، والأولى منهما تعني المحب، والثانية تعني الحكمة، فيكون معنى الكلمة هو محب الحكمة .
وقد ظهرت جماعةٌ في اليونان القديم قبل سقراط أطلقت على نفسها اسم (سوفيست)، أي العالِم، واتخذت من إدراك الإنسان مقياساً لمعرفة الحقائق، ثم بدأت باستعمال المغالطة في استدلالاتها، فأوجدت موجةً من الشك والفوضى،خاصةً بعد أن أتقنت هذه الجماعة فنَّ الخطابة، ومارست مهنة القضاء والمحاماة، فكانت ما تثبته اليوم تنفيه بالغد، وما تنفيه بالغد تثبته فيما بعده، فظهر بذلك الشك في كلّ شيء وأدّى إلى إنكار الحقائق والواقعيات، عندها أفرغت هذه الكلمة من معناها الحقيقي، وصارت مرادفة للمغالطة، وعُرِّبت هذه الكلمة (السفسطة) لتستعمل في معنى المغالطة، وما زال هذا الاستعمال رائجاً حتى اليوم.

تصدى لهذه الجماعة سقراط. ولأجل هذا المعنى الجديد الذي التصق بلفظ (سوفيست) رفض أن يسمي نفسه بها، وإنما أطلق على نفسه اسم (فيلوسوفوس) أي محب الحكمة. ثم ارتقت بعد ذلك هذه الكلمة لتصبح بمعنى العالِم. وفي المقابل انحطت كلمة (سوفيست) من معنى العالِم إلى معنى المغالِط. وبعد تعريب الكلمة صارت كلمة الفلسفة مرادفةً للعِلم، والفيلسوف للعالِم .



موضوع الفلسفة:

ولكي نحدد موضوع الفلسفة نقوم أولاً بتشبيه العالَم بجسم الإنسان، ونحن بإمكاننا دراسة جسم الإنسان بنحوين وكيفيتين:

الأولى: هي أن ندرس هذا الجسم لكن من زاوية خاصة، كأن ندرس الأعضاء عضواً عضواً، فندرس العين والأعصاب والقلب وهكذا، فإن هذا النحو من الدراسة دراسة خاصة واختصاص ضيق صغير بالنسبة لكل جسم الإنسان، وذلك لأن موضوع هذا العلم ضيّق ومحصور في مجال العضو الذي يبحث عنه.

الثانية: هي أن ندرس جسم الإنسان من ناحية عامة، فنسأل مثلاً: متى جاء هذا الجسم؟ وإلى متى يبقى؟ وهل لهذا الجسم علة أوجدته؟ وما هي علاقة الجسم بعلته؟ ما هي الصفات التي ينبغي أن تتصف به علّة هذا الجسم؟ هل
هذا الجسم حيّ؟ هل كل أعضائه حيّة حتى الظفر والعظم؟ هل لهذا الجسم بمجموعه غاية وهدف يسير نحوه؟ وهل هدف الجسم هو كماله؟ أو أنه لا هدف ولا غاية له أصلاً؟

ومن الواضح جداً الفرق بين هذين النحوين من الدراسة، فالنحو الأول من الدراسة الذي يهتم بدراسة أعضاء العالَم هو العلم الخاص، والنحو الآخر الذي يهتم بدراسة كلّ العالم هو الفلسفة.

فهي التي تبحث عن الموجود بشكل عام، لا من ناحية خاصة وجهة خاصة، بل تبحث عن صفات الوجود العامة، وكليات المسائل، كالأسئلة التي تقدم ذكرها. ومن هنا كان موضوعها ليس عضواً خاصاً أو موجوداً خاصاً ومحدداً، وإنما كان موضوعها الموجود على الإطلاق، أو الموجود المطلق، أي أنها تبحث عن الموجود مهما كان، ولكن بالأسلوب العلمي التعقلي البرهاني، ومن ناحية عامة، لا من ناحية خاصة كما تقدم.



خلاصة الدرس

يمكن القول إن هناك حاجتين أساسيتين للفلسفة، فكرية وعملية. فهناك أسئلةٌ كثيرةٌ تخطر في ذهن الإنسان، كالتي تسأل عن أصل الوجود، وعن بداية العالم ونهايته، وعن سعادة الإنسان وشقائه. والعلم الذي يؤمّن لنا الإجابة على هذه الأسئلة ونحوها هو الفلسفة. وكثيراً ما نجد الإنسان يخطئ في حياته ومعتقداته، فيعتقد بأمورٍ لا أساس لها من الصحة، وهي تؤثر على أخلاقه وسلوكه. والفلسفة هي التي تُعطي الميزان والمعيار للأشياء الحقيقية الموجودة، التي من خلالها نستطيع أن نميّز الموجود الحقيقي عن غيره من الأوهام والخرافات.

وحيث إنّ علم الفلسفة هو الذي يؤمن الاعتقاد الصحيح للإنسان، فلا بد له أن يعتمد على أسلوبٍ محكمٍ وأساسٍ ثابتٍ في استدلالاته، لذلك نجد علم الفلسفة لا يعتمد إلا على البرهان واليقين، الذي يكشف الحقيقة بشكلٍ تامٍ وواضحٍ لا يعتريه أي شك، ولا يمكن زعزعته على الإطلاق.

كما أنّ موضوع الفلسفة ليس موجوداً خاصاً ومحدداً، وإنما هو الموجود على الإطلاق، أو الموجود المطلق، أي أنها تبحث عن الموجود مهما كان، ولكن بالأسلوب العلمي التعقلي البرهاني، ومن ناحية عامة، لا من ناحية خاصة كما تقدم.


من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:28 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية