فقد يظن البعض أن هذه الآية مجرد تذكير بنعمة الله علينا، أو أنها
مجرد حقيقة علمية سبق القرآن لذكرها. ولكن بالإضافة إلى هذا هناك
عبرة عظيمة وهي التذكير بأهمية هذه المنطقة "منطقة مصب النهر في
البحر".
إذاً الآية الكريمة تشير إلى أن الله تعالى هو من خلق هذا النظام ليضمن
لنا الحياة السعيدة والمطمئنة، ولتستمر حركة الحياة وتستمر البحار
والأنهار.
ولكن الذي حدث أن الإنسان خالف هذا القانون وحوَّل مصبات الأنهار
عن البحار من أجل سقاية الأراضي ظناً منه أنه يفعل خيراً...
فماذا كانت النتيجة؟
كانت النتيجة أن البحار والأنهار بدأت تختفي!!
وهذا ما حدث مع بحر الآرال أكبر أربعة بحار موجودة ضمن اليابسة.
فقد بدأ ينحسر ويجف تدريجياً.
تأملوا معي صورة الأقمار الاصطناعية.
صورة بالقمر الصناعي التابع لوكالة الفضاء الأوربية تبين لنا حدود بحر الآرال "اللون الأخضر" هذه الصور التقطت عام 2009 ، وفي الأعلى ضمن المربع صورة التقطت عام 2005 حيث كانت حدود البحر أكبر بكثير... انظروا مدى التدمير البيئي الذي مارسه الإنسان بنتيجة نشاطاته وتلويثه للبيئة وتحويله الأنهار عن مجراها الطبيعي!
وانظروا معي إلى صورة البحر الآن، ولا أتذكر إلا قوله تعالى