[أبو الطيب]

معتقد أهل السنة و الجماعة في الصحابة والمخالفون في هذا الباب

إعداد الطالب:
محمد مبارك عبد الستار
العام الجامعي: 1431-1432.
m

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام علي نبينا محمد المبعوث إلي كافة الوري و علي آله و وصحابته الكرام البررة و من تبعهم بإحسان إلي يوم البوار . وبعد:
فقد شرفنا الله تعالي بدينه الإسلام , وجعله خاتمة رسالاته للناس , وحمله رسول الله هو و أصحابه الغر الميامين عبر تضحيات جسام و جهاد موصول مبرور .
وقد قام في وجوههم طواغيت الجاهلية طويلا , ورموهم بكل نقيصة , ولكن الله اتم نوره , واظهر دينه , واستخلف عباده المؤمنين في الأرض , فكانوا رحمة للعالمين , واخرجوا الناس من الظلمات إلي النور ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام وقال تعالي كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله )[1]
ثم أدركت المسلمون غمرة من دنياهم فعاد الضالون للتطاول علي الإسلام و غلي الطعن في الدين و أهله و في نبيه العظيم و السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين . ولهذا نجد إن الذين يطعنون فيهم إنما هم أذناب المجوس كالرافضة أو أذناب النصارى واليهود كالعلمانيين وغيرهم.
وهذا البحث كتبت فيه شيا موجزا في بيان معتقد أهل الحق في الصحابة رضي الله عنهم فأسال الله تعالى أن يسددني في بيان الحق وان يرزقني الإخلاص في القول والعمل

موضوع الدراسة و أسئلتها:
تدور هذه الدراسة حول إبراز قضية من قضايا العقدية الا و هي ( معتقد اهل السنة و الجماعة في الصحابة و المخالفون في هذا الباب) .
إذن البحث يحاول الإجابة عن السؤال الرئيسي التالي:
ما معتقد اهل السنة و الجماعة في الصحابة و ما هو موقف المخالفين في هذا الباب ؟ -
ويتفرع عن السؤال الرئيسي السابق الأسئلة الفرعية التالية :
ما مفهوم الصحابة وآل البيت عند اهل السنة ؟. -
ما هو معتقد اهل السنة و الجماعة في الصحابة و آل البيت ؟ -
من هم المخالفون لاهل السنة في الصحابة ما اعتقادهم؟.
ما هي الآثار الخطيرة المترتبة علي ذالك؟ -
أهداف البحث:
تهدف البحث إلي تحقيق الأهداف التالية :
بيان اعتقاد أهل السنة و الجماعة في الصحابة عموما آل البيت خاصة بالأدلة . -
توضيح اعتقاد المخالفين في الصحابة و دحض اعتقادهم بالأدلة و البراهين . -
الكشف عن ابرز الآثار الخطيرة المترتبة من سب الصحابة . -
حدود البحث:
يتناول هذا البحث جانب من جوانب العقيدة سأبين في هذا البحث بعض اعتقاد أهل السنة و الجماعة مقيدة بالصحابة و آل البيت مع ذكر المخالفين لهم في هذا الباب قديما و حديثا من المسلمين
مصطلحات البحث:
أهل السنة و الجماعة :هم النخبة الطيبة من الصحابة و التابعين و من تبعهم بإحسان الي يوم الدين الذين اتبعوا النور الذي انزل علي النبي عليه السلام .
الصحابة : هم الذين رأوا الني عليه السلام في حال حياته مومنين به و ماتوا علي ذالك.
منهج البحث:
للإجابة علي أسئلة البحث , وتحقيق الأهداف المشار إليها ,فإن الباحث استخدم المنهج الوصفي الاستنباطي. كما قام البحث بالأمور التالية :
عزو الآيات القرآنية إلي أماكنها في القرآن الكريم , بذكر اسم السورة , ورقم الآية -
عزو الأحاديث النبوية إلي مصادرها . -
وقد يتكون البحث من مقدمة و ثلاثة مباحث و خاتمة , توخيت فيها الإيجاز قدر المستطاع .
خطة البحث:
المقدمة.
المبحث الأول:مفهوم الصحابة.
المطلب الأول: الصحابة لغة و اصطلاحا
المطلب الثاني:إزالة الشبهة في تعريف الصحابة
المطلب الثالث:مقدمة في آل البيت :
المبحث الثاني:عقيدة أهل السنة و الجماعة في الصحابة وآل البيت .
المطلب الأول : معتقد أهل السنة في باب الصحابة
المطلب الثاني: حكم سب الصحابة .
المطلب الثالث:موقف أهل السنة فيما شجر بينهم .
المبحث الثالث:المخالفون لمعتقد أهل السنة في باب الصحابة .
المطلب الأول: الفرق الضالة في هذا الباب.
· الخوارج
· المعتزلة
· النواصب
· الروافض.
المطلب الثاني : الآثار الخطيرة المترتبة بسب الصحابة.
المطلب الثالث:أصول محكمات في رد الطاعنين في الصحابة .
الخاتمة: وفيه خلاصة البحث و المقترحات .
الفهارس:
- فهرس المراجع.
شكرٌ وتقديرٌ:
وإنني في ختام هذا البحث لأتوجَّه إلى الله تعالى بالحمد والشكر والثناء على ما منَّ به عليَّ من إتمام هذا البُحيث، وتذليل سُبُلِه التي حقاً كانت علي صعبةً وعويصةً.
كما أشكر كلَّ مَـن لـه فَـضْلٌ عليَّ من الإخوة والزملاء والأساتذة الأفاضل الذين ساعدوني في وضع الخطة للبحث، ومن ثم مراجعتهم لبعض المسائل حتى اتضح لي الصواب في ذلك، وكذلك بعض الإخوة والأساتذة الذين قاموا بتقويم لسان قلمي الضعيف. ومن أبرزهم فضيلة الشيخ الدكتور احمد الغنيمان وفقه الله تعالى. فلهم جميعاً مِن اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جزيلُ الثواب، ومِنِّي وافرُ الشكرِ والامتنانِ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلى آلِه وَصَحبِه أجمَعِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ.




المبحث الأول :مفهوم الصحابة:
المطلب الأول :تعريف الصحابة

بذكر الصحابة تبتهج النفوس و تزين المجالس و الدروس ,كما قالت عائشة عن عمر رضي الله عنهما زينوا مجالسكم بذكر عمر )[2]
تعريف الصحابة لغة:
الصحابة جمع صاحب , ولم يجمع فاعل علي فعالة إلا هذا [3]
الصحابة لغة: تطلق علي مطلق الملازمة و المرافقة دون تحديد بحد.[4]
الصحابي في الاصطلاح: من لقي النبي مؤمنا به و مات علي ذالك[5]
فمن لقي النبي مومنا به , ثم ارتد فترة ولكنه رجع الي الاسلام و مات عليه , فانه يكون صحابيا علي الصحيح -و الله تعالي اعلم .
المطلب الثاني:إزالة شبهة في تعريف الصحابي :
هذا التعريف السابق للصحابي عليه جماهير أهل العلم من السلف و الخلف , فهم لم يشترطوا لثبوة وصف الصحبة شروطا خارجية كطول الملازمة أو الرواية عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.
قال ابن كثير رحمه الله) والصحابي من رأي النبي في حال الإسلام الرائي إن لم تطل صحبته له, وان لم يرو عنه شيئا , هذا قول جمهر العلماء سلفا و خلفا )[6]
وقد زعم بعض أهل الأهواء أن الصحبة لا تصح إلا للمهاجرين و الأنصار الأوائل، و حينئذٍ لا تثبت عدالة من جاء بعدهم، إلا بما تثبت به عدالة غيرهم من التابعين فمن بعدهم. و هذا غلط شنيعٌ لم يقل به أحد من أهل السنة. و نظيره المذهب المروي عن سعيد بن المسيّب أنه لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله صلي الله عليه وسلم سنة أو سنتين و غزا معه غزوة أو غزوتين، و هذا لا يصح عن سعيد، و اتفق العلماء على خلافه. قال الحافظ العلائي –رحمه الله–: «و الإجماع منعقدٌ في كل عصرٍ على عدم اعتبار هذا الشرط في اسم الصحابي. كيف و المسلمون في سنة تسع و ما بعدها من الصحابة آلاف كثيرة؟ و كذلك من أسلم زمن الفتح من قريش و غيرها و لم يصحب النبي صلي الله عليه وسلم إلا زمناً يسيراً، و اتفق العلماء على أنهم من جملة الصحابة؟![7] و هذا ما جاءت به الأدلة القطعية من السنة النبوية.
المطلب الثالث:مقدمة في آل البيت :
إن آل بيت النبي وصف يجمع ثلاثة أصناف : ذريته , و أزواجه , وبني هاشم الذين هم بنو علي و بنو جعفر و بنو العباس و بنو عقيل و بنو الحارث بن عبد المطلب .
هنا خلاف في بني أبي لهب الذين اسلموا , و التحقيق إنهم داخلون في آل البيت .
ذرية النبي :له سبعة أبناء , ثلاثة من الذكور هم القاسم و عبد الله و إبراهيم , و أربعة من الإناث هم رقية و أم كلثوم و زينب و فاطمة – وهي الوحيدة التي أنجبت من أبنائه – و جميعهم من خديجة رضي الله عنها سوي إبراهيم فمن مارية رضي الله عنهم جميعا .
زوجاته: أمهات المؤمنين و الدليل علي ذالك أنهن من آل البيت قوله تعالي :ﭧﭨﭷﭸﭹ الشيطان الرجيم:"ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ فلا تخضعن بالقول فيطمع ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ تبرجن يترج الجاهلية الأولي ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉليذهب عنكم ﮌﮍالكتاب ويطهركم تطهيرا"الأحزاب32:
وقول النبي عليه السلام :ما علمت علي أهلي إلا خيرا [8]. و قوله عليه السلام: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا .[9]
وقوله صلي الله عليه وسلم :إنا آل محمد لا نأكل الصدقة [10].
فهذه الأحاديث دليل بين بان زوجات النبي عليه الإسلام كانت من آل البيت .