أبارك للعالم الإسلامي المتطلع إلى تغيير وضعه المأساوي حلول عيد الغدير الشريف.. عيد الولاية الزاهر متضرعا إلى الله تعالى أن يجعله على المسلمين نوراً هاديا لعزتهم الحقيقة
أنِخْ ركبَ الشكوكِ كفاكَ همَّا
بِخُمٍّ حيثُ كان النورُ خُمَّا
ونوِّرْ يا أخي أنحاء روحٍ
وخُذْ ما شئتَ منهُ الهدي لمَّا
فإنْ لم تغْتَنِمْ من دوح خُمٍّ
فلنْ تلقى إذاً واللهِ غُنْما
أراكَ اللهُ في خُمٍّ بياناً
وكان الله قد أعطاكَ فهْما
فَلِمْ ترمي عطاء الله كِبْراً
و لِمْ ترضى بأنْ تُهدى بأعمى
إذاً ماقيمةُ الإنسان يَحْيَ
ولَمْ يُحْيِ العقول لدفعِ حُمّى
أزِلْ حُمّى الجهالةِ عن فؤادٍ
من التقليدِ عاشَ الدهرَ شَتْما
تَكَلَّسَ لا يرى إلاّ هواهُ
كأنَّ الحبَّ إلاّ قلبُ سلمى
هي الأهواءُ تُعْبَدُ حين تغدو
مَسَدّاً تجعلُ المسحوق نجما
وتجعلُ سيف من فلق ابن وُدٍّ
كسيفٍ لم يكنْ في الدين أدْمى
وتجعلُ كفَّ من قلَعَ الرزايا
ككفٍّ تنقضُ العهدَ المُسَمّى
كفوفٍ بايعتْ في يوم خُمٍّ
ولكنْ أضمرت خُيثاً ولؤْما
بَخٍ قالوا وخابوا حين خرُّوا
من العزِّ الذي نالوه يوما
وإنْ لو قد بقوا في عرش طه
لمَا حلَّ الظلامُ ولا ادْلَهَمّا
ولكنَّ التمتُعَ بعض يومٍ
أتى بالوهن في الأيام دوْما
فما نلقاهُ من ذلٍّ و خَسْفٍ
هو المُسْقى بماء الغَدْرِ قِدْما
ومهما قد أتى الأنسانُ خيْراً
وأبلى ثمَّ لم يُسْعَدْ بعَمّا
تكُنْ أعمالُهُ تحطيبَ نارٍ
وتسعيراً لها تزدادُ نَقْما
أتَخْبو النار؟ والإضرامُ يأتي
من النَّصْبِ الذي يزداد كمّا
فلولا النصْبُ ما كانت سعيرٌ
وإنَّ الحبَّ يُطْفي النّار حتْما
هنيئاً للنواصبِ فتحَ نارٍ
فما انضموا لمن للحق ضمّا
وقد ضمَّتْ جنان الله قوماً
أقاموا حيدراً في الروح حِلْما
وكان الحلمُ يُوردهم منايا
فهم يمشون مهما الموتُ يُرْمى
مطايا الموتِ تابوتٌ رعاهمْ
وألقاهم إلى المعشوق سِلْما
وفي حِضن الولاية سلسبيلٌ
سقاهم نعمةً من بعد نُعمى
فمن نبع الغدير جَرَتْ عيونٌ
تُفَجَّرُ للمُحبِّ فليس يَظْما
رعى ذكر الغدير وما تناسى
وفدّى للأمير أباً وأُمَّا
فهل ينساهُ حيدرُ يومَ هولٍ
فلن ينساهُ مهما كان مهما
فحُبُّ المرتضى واللهِ دينٌ
ومن عاداهُ نالَ الدين زَعْما
فكن يا صاحبي آذانَ وعيٍّ
تعي ماذا الذي في الدوح تَمّا