تشكلاليونان وبلغاريا ورومانيا بانتمائها للاتحاد الأوروبي، شريطًا مسيحيا يفصلإستراتيجيا بين تركيا والبلقان
علاقات دول البلقان وإثنياتها مع دول أوروبا: الواقع والطموحات
فريد موهيتش
إن فهم العلاقات بين "دول البلقان وإثنياتها" بـ"الدول الأوروبية" (*) يعتمد على فهم أوجه الشبه والاختلاف بين المجموعتين على مستويات ثلاث على الأقل:
على صعيد المستوى الأول
إن وصف "الدول الأوروبية" ينطبق -وبنفس المعايير- على كلتا المجموعتين والتمييز بينهما بالوصف أمر مغلوط. إن التفريق المُمَنهج بين أوروبا والبلقان أدّى إلى فهم خاطئ بأن البلقان ليس جزءًا من أوروبا، وأن دول البلقان لا تنتمي إلى الدول الأوروبية. وأضحى في البلقان سؤال: متى سنلحق بأوروبا؟ يشير إلى أننا -نحن البلقانيين- لسنا في أوروبا، وأننا لن ننتمي إلى أوروبا إلا إذا حققنا جملة شروط الالتحاق التي رسمتها هي لنا؛ وهنا علينا الإشارة إلى التالي: إن شبه الجزيرة البلقانية جزء لا يتجزأ من أوروبا، وكذا كل البلدان التي يتألف منها البلقان هي بلدان أوروبية. كما أن المسلَّمات التاريخية تثبت بلا شك أن شبه جزيرة البلقان عرفت دينامية جعلتها تسبق باقي دول القارة الأوروبية في تطورها الحضاري.المسألة إذن تتعلق بتوحيد كل الدول الأوروبية في منظمة سياسية واقتصادية، وهو الهدف الإستراتيجي الذي تم تحديده بوضوح منذ أول يوم لتأسيس الاتحاد الأوروبي، وهنا يكمن أول مستوى مهم لتحليل العلاقة بينهما.
المستوى الثاني
أهم ما في العلاقات بين المجموعتين: الاتحاد الأوروبي ودول البلقان، يتعلق بالمشترك التاريخي بينهما وكذلك ما عرفاه من اختلافات تاريخية وسياسية وإثنية، إضافة إلى السياق الجغرافي لبلدان البلقان كوحدة جغرافية مستقلة في مجموعها، وتمتلك حدًّا أدنى من المشتركات التي تسمح بتصنيفها ضمن خارطة موحدة تختلف من الناحية النوعية عن التصنيف الذي ينطبق على دول الاتحاد الأوروبي.
المستوى الثالث
يتضمن فهم العلاقات بين الدول البلقانية ونظيراتها الأوروبية في العمق، العلاقات الإثنية في عدد من دول البلقان، وما يرتبط بها من خصوصيات ديموغرافية لمكونات هذه الدول. المنطق الذي يتبعه هذا العرض يؤسَّسُ على ذات المنطق المتعدّد للإثنيات والديانات واللغات الذي يحكم مجموع المجتمعات المنتظمة في نوع من الوحدة السياسية، سواء كانت كونفيدرالية، فيدرالية أو دولة بسيطة غير مركبة. ولبيان ذلك، ينطلق التقرير من مسلَّمة مفادها أن الاتحاد الأوروبي يمثل تلك الوحدة السياسية والاقتصادية والإثنية واللغوية، ومن ثمّ يقارن ذلك بالولايات المتحدة الأميركية، وهي ذلك التنظيم الذي يمثل اتحادًا بين مجموعة من الدول كما تشير إلى ذلك تسميتها الرسمية المعتمدة.
إذا كان كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية يشتركان في الأسس السياسية الفلسفية التي يقوم عليها نظاماهما السياسيان، وإذا كانا على نفس المستوى من التقدم التقني ويعتمدان فعليًّا نفس النظام الاقتصادي، فإن بين هاتين الوحدتين السياسيتين اختلافات دراماتيكية فيما يتعلق بالفعالية التي يبديانها أثناء تعاطيهما مع مختلف الدول الأعضاء في الاتحاد وإدماج شعوبها. وبعيدًا عن التفاصيل، فإن أوروبا اليوم تواجه عددًا من المشاكل والصعوبات مع مختلف دول الاتحاد بدرجات متفاوتة، أكثر مما تواجهه أميركا مع ولاياتها، ويظهر ذلك مثلاً في الاختلاف بينهما حول مسألة الموقف من التعدد الثقافي واللغوي والمفهوم الاجتماعي السائد المتعلق بها؛ حيث تتبنى الولايات المتحدة الأميركية نظامًا واضحًا ومركزيًّا لا تلعب فيه حكومات الولايات المكونة للاتحاد دورًا مؤثرًا، ولا تتمتع باستقلالية فيما يتعلق برسم وإدارة المسائل المتعلقة بالثقافات المختلفة للإثنيات وخصوصياتها الحضارية والثقافية والتقاليد الخاصة بها، وتعتمد لغة رسمية واحدة (الإنكليزية) في الإدارة والمؤسسات الرسمية. في حين ينتظم الاتحاد الأوروبي كوحدة مؤلفة من عدد من الدول ذات سيادة مطلقة تحترم فيما بينها خصوصياتها الإثنية والوطنية والدينية والحضارية، واحترام مبدأ تعدد اللغات الذي تتوخاه إدارة الاتحاد في التعاطي مع الدول الأعضاء.
إذن، وحتى تضمن كل من هاتين الوحدتين السياسيتين تجانسها وانسيابية عمل مؤسساتها؛ فعليها المواءمة بين كل هذه الاختلافات وفرض الاحترام المتبادل في إطار تشريعي واضح لكلّ مكوّنات المجتمعات المنتمية إلى الاتحاد.
وفي سياق متصل بما سبق، لابد من البحث عن أسباب إخفاق الديمقراطية في علاقتها مع الحريات والحقوق الفردية، أو بمعنى أدق البحث في أسباب العجز الملحوظ لدى النظم الديمقراطية عند تعاملها مع الحقوق الإثنية واللغوية لفئات من المجتمع في منطقة البلقان كوحدة سياسية، بالمقارنة مع نفس أسلوب التعامل الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي، ثم مقارنة ما يجري في أوروبا بالمنهج المعتمد في الولايات المتحدة الأميركية. وبشكل عملي، فإن هذا يعني أنّ الطابع السياسي الذي يجب أن يطغى على دول البلقان، لا بد أن يُبنى على مبدأ المصالحة بين جميع شعوب البلقان وحل خلافاتها الإثنية بطرق سياسية وقانونية. واحترام هذا المبدأ نفسه يحدّد مدى الاستقرار الداخلي لكل دولة بلقانية، وهو ما يؤثر بالضرورة على نوع العلاقات مع دول الجوار، كما أنّه ينعكس سلبًا أو إيجابًا على الحفاظ على توازن العلاقات الإثنية داخل مختلف دول البلقان.
خارطة العلاقة بين قوى البلقان وأوروبا
إن خصوصيات الدول البلقانية وجماعاتها الإثنية تفرض استخدام التمثيل الواقعي (جداول إحصائية) وخرائط ديناميكية(1). يهدف النموذج الأول إلى توصيف الحالة الواقعية في كل دولة من دول البلقان، في حين أن الهدف من التحليل الديناميكي للنماذج المحتملة، الإيجابية منها والسلبية، هو دراسة تأثير الخلافات القائمة على عمليات الاندماج في الاتحاد الأوروبي.
أ- التمثيل الواقعي (الإحصائي)
في البداية من المهم الإشارة إلى أن عضوية دولة كرواتيا في الاتحاد الأوروبي باتت أكيدة بعد اكتمال إجراءاتها، وبهذا ستكون كرواتيا خارج اهتمام هذا التحليل. لقد أكدت دول البلقان الأخرى غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عمومًا على طابع التعددية العرقية، في حين أعلن البعض منها عن تبني توجّه يجمع بين التعددية العرقية واللغوية والدينية لمجتمعاتها، باستثناء ألبانيا.
ألبانيا: تتحدث لغة واحدة (مع وجود بعض الأقليات التي تتحدث لغات أخرى كالمقدونيين والبوسنيين وأقليات قادمة من الجبل الأسود والغجر واليونانيين والمصريين..)، وهي بلد متجانس إثنيًّا أيضًا؛ حيث يبلغ عدد السكان من أصل ألباني 93% من مجموع 3,6 مليون نسمة، بحسب إحصاء عام 2003. في حين يبلغ عدد المسلمين الألبان حوالي 80%، مع وجود 12% من الروم الكاثوليك و6% من المسيحيين الأرثوذكس(**).
البوسنة والهرسك: دولة متعددة الأعراق والديانات تقليديًّا، غير أنها موحدة اللغة (البوسنية/الصربو كرواتية) التي تتحدثها كل مكونات المجتمع البوسني. ويبلغ عدد سكان البوسنة وفقًا لأحدث التقديرات 4.8 مليون نسمة، ويمثل البوشناق 58% من عدد السكان، في حين يمثل الصرب 33% والكروات 8.4%، و0.6% للجنسيات الأخرى. أما التوزيع وفقًا للانتماء الديني فيتبع نفس التقسيم السكاني؛ حيث يأتي المسلمون (البوشناق) أولاً، يليهم المسيحيون الأرثوذكس (الصرب) ثم المسيحيون الكاثوليك (الكروات ) (***).
الجبل الأسود (مونتنيغرو): وفقًا لآخر إحصاء أُجرِي في العام 2003، لا توجد إثنية في الجبل الأسود تتمتع بالأغلبية المطلقة، مع وجود 43% من المونتنغريين يليهم الصرب بنسبة 31% ومن ثَمَّ البوشناق بـ8% والألبان بـ 5%، ثم المسلمون بـ 4% والكروات بـ 1% وآخرون بنسبة 8%. ويتكلم أغلب سكان الجبل الأسود اللغة المونتنغرية (الصربية/البوسنية)، ويسيطر المسيحيون الأرثوذكس بنسبة 74%، يليهم المسلمون بـ 18% ثم الكاثوليك بـ1,2 %.
صربيا: برغم أن المكون الصربي العام متعدد الأعراق والأجناس (يوجد أكثر من 25 إثنية)، إلا أن صربيا بلد متجانس؛ فبحسب إحصاء 2002 يمثل الصرب 82% من مجموع السكان، يليهم المجريون 4% ثم البوشناق 2%. أما الخارطة الدينية لصربيا فلا تختلف كثيرًا عن خارطتها العِرقية؛ إذ يمثل الأرثوذكس 85%، ويمثل الكاثوليك نسبة 5.5%، والمسلمون 4.5%، والبروتستانت 1.2%.
كوسوفو: إن كوسوفو منطقة شديدة التجانس من حيث تكوينها الإثني والديني، مع أنها شهدت صراعات عرقية عنيفة بين عامي 1999-2000. وفقًا لإحصاء عام 2003 بلغ عدد السكان حوالي 2 مليون نسمة، منهم 92% من الإثنية الألبانية و4% من الصرب، 2% بوشناق و1% أتراك و1% من الغجر. يمثل المسلمون أغلبية تبلغ 95% وهي أعلى نسبة دينية تجتمع في دولة واحدة في كامل منطقة البلقان.
مقدونيا: يُظهر إحصاء عام 2002، بعد إلغاء إحصاء 2010 لأسباب لم تتضح بعد، أن نسبة المقدونيين من إجمالي عدد السكان بلغ 64%، في حين يمثل الألبان ما مجموعه 26% والأتراك 4% والغجر 3%، ويتوزع التمثيل الديني بنسبة 62 % للأرثوذكس مقابل 37% للمسلمين2.
ب- العرض الحيوي (الديناميكي)
خلافًا للرأي السائد، فإن شعوب البلقان ليس لها تاريخ طويل من العداء المتبادل والحروب؛ ففي عهد الدولة العثمانية، كان البلقان، ولمدة أربعة قرون متتابعة، يُعرف بـ"باكس أوتومانيكا Pax Ottomanica" أو منطقة العهد العثماني، وعرفت المنطقة حينها سلمًا واحترامًا للاختلافات الدينية والحقوق الثقافية وحرية التحدث باللغة التي تنتمي لها كل جماعة. أما ما تعيشه المنطقة من صراعات اليوم فيعود إلى تاريخ حديث تبع انسحاب العثمانيين من البلقان مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فأصبحت العلاقات البينية التي تربط دول شبه جزيرة البلقان ببعضها البعض اليوم محمّلة بتجارب مريرة ودموية للصراعات التي عصفت بها خلال القرنين الماضيين والتي كانت تقوم بالأساس على استغلال الأيديولوجيا والدين والانتماء إلى إثنيات مختلفة.
وبقدر أهمية هذا المعطى الواقعي، فإن إلحاق كل دول البلقان بمنظومة الاتحاد الأوروبي يمثّل سببًا واقعيًّا لتجاوز حالة الاحتقان السائدة بشكل فعّال وسريع.
علاقات دول البلقان البينية
إن تحليل علاقات بلدان البلقان الحالية فيما بينها هو بالتأكيد لحظة أساسية في عملية التخطيط لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، لكن تعقيد الموضوع وأهميته الاستثنائية، يتطلب مع ذلك ترتيبًا تحليليًّا خاصًّا. وهذا ما يحملنا إلى عرض حالة كل دولة من دول البلقان بشكل منفصل وبيان أبعاد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي:
ألبانيا: منذ تأسيسها كدولة حديثة بنت ألبانيا تقليديًّا علاقات جيدة مع إيطاليا، فباستثناء فترة عزلها التام عن العالم الخارجي في عهد حكم أنور خوجة، عرفت ألبانيا علاقات ناشطة ومكثفة مع إيطاليا؛ فقد هاجر عدد مهم من الألبان منذ القرن السادس عشر إلى جنوب إيطاليا حيث استقروا في مدن مثل كلابريا وسيسيليا، وباتوا جزءًا من خارطة تلك المنطقة الديموغرافية. كما لألبانيا علاقات توصف بالطيبة مع الجار اليوناني، ويوجد عدد من الألبان يقيمون منذ زمن في منطقة أبيرا. وحافظ كل من ألبان إيطاليا وألبان اليونان على لغتهم ويتحدثون بها فيما بينهم. ولم تعرف ألبانيا خلال تاريخها الحديث أي صراع أو مواجهة مع أي من دول الاتحاد الأوروبي يمكن الإشارة إليها، وعلى مستوى البلقان حافظ الألبان على علاقاتهم المتميزة التي ربطتهم بالمونتنغريين لاسيما العلاقات العائلية منها.
البوسنة: أصبحت البوسنة منذ العام 1943 دولة قائمة بذاتها داخل الفيدرالية اليوغسلافية، وفي هذا السياق يمكن القول: إن تجربة البوسنة كدولة وعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي تعود فقط إلى العقدين الأخيرين، ويمكن الحكم على هذه التجربة بأنها إيجابية في عمومها. تظل ألمانيا هي أقرب بلدان الاتحاد الأوروبي إلى البوسنيين الذين كانوا قد بنوا علاقاتهم مع الألمانيين والنمساويين، وأعداد كبيرة منهم اليوم تقيم في هذين البلدين.
صربيا: تاريخيًّا، وطوال تاريخها الحديث الذي يبدأ نهاية القرن التاسع عشر، كان لصربيا الدولة علاقات مميزة وتقاليد راسخة في التعاطي مع روسيا، أما عن أصدقاء صربيا في الاتحاد الأوروبي فتأتي فرنسا في المقام الأول ثم بريطانيا، وتعود تاريخية هذه العلاقة إلى الحرب العالمية الأولى. شعب صربيا لديه شعور سلبي ضد ألمانيا، وفي العقد الأخير أصبح الصرب يكرهون الأميركيين بعد تعرض بلدهم لقصف قوات الناتو، أما الحيز الأكبر من الكراهية فيكنّه الصرب للفاتيكان والبابا والكاثوليك، كما أنهم أعداء للإيطاليين، وتقربهم ديانتهم المسيحية الأرثوذكسية من اليونانيين. إلا أن علاقات صربيا بالجارة بلغاريا، التي تدين بدورها بالأرثوذكسية وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، فتتميز بالكراهية الشديدة المتبادلة، والتي تعود أسبابها العميقة إلى ما خلَّفته حرب البلقان الأولى عامي 1911/1912 من جروح ومشاعر سلبية بينهما، وقد أحيتها الخلافات الأخيرة التي جدَّت بينهما بشأن انتقادات الحكومة البلغارية لبلغراد حول تعاملها المتشدد تجاه حقوق البلغار الذين يقيمون في صربيا.
الجبل الأسود (مونتنيغرو): تتمتع جمهورية الجبل الأسود بعلاقات مميزة مع إيطاليا طوال تاريخها الحديث، وتربط شعبي البلدين علاقات مصاهرة بين ملكي البلدين: فيتوريو إيمانويلي ونيكولا، وتواصلت حميمية تلك العلاقات خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن تقليديًّا ترى جمهورية الجبل الأسود وشعبها في روسيا الحليف والصديق الأقرب.
مقدونيا: لم يكن لمقدونيا علاقات سيئة أو جيدة مع الدول الأخرى، عندما كانت منذ العام 1944 دولة ضمن الاتحاد اليوغسلافي. ولكن تُشكِّل اليوم البلدان المجاورة لمقدونيا عائقًا أمام انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ألا وهي صربيا وبلغاريا واليونان، والتي تربطها بمقدونيا علاقات طويلة وديانة واحدة أي الأرثوذكسية؛ فصربيا، وإن لم تكن عضوًا في الاتحاد الأوروبي، فإن عدم اعترافها بالكنيسة الأرثوذكسية المقدونية يثير حنق الحكومة والشعب المقدوني. كما أن محاكمة الأب الصربي الذي أسس الكنيسة الأرثوذكسية على الأراضي المقدونية قد يعرقل انضمام مقدونيا إلى الاتحاد الأوروبي بسبب عدم احترامها للحريات الدينية3.
أما مواقف بلغاريا واليونان، وهما عضوان في الاتحاد الأوروبي، فتزيد من تعقيد مسار انضمام مقدونيا إلى الاتحاد الأوروبي؛ فبلغاريا لا تعترف أبدًا بوجود إثنية مقدونية وتعتبر المقدونيين بلغارًا، كما لا يعترف البلغاريون باللغة المقدونية ويرون أنها لهجة بلغارية محرَّفة أي أنه لا تاريخ لمقدونيا غير التاريخ البلغاري. والجدير بالذكر أن للصرب أيضًا نفس هذا الموقف من المقدونيين ويعتبرونهم مجموعة غير مستقرة من أصول صربية. أما اليونان فهي تطالب مقدونيا بتغيير اسمها الرسمي المنصوص عليه في الدستور كشرط أساسي لانضمامها إلى الناتو والاتحاد الأوروبي. ومن المفارقات، أنه على الرغم من كل هذه الخلافات فإن المقدونيين يعتبرون الصرب والبلغار واليونانيين أصدقاءهم، في حين ينظرون إلى الألبانيين، الذين لم يدخلوا معهم في أي صراع كان على مر التاريخ، على أنهم أشد أعدائهم.
وفي المجمل يمكننا القول: إن نوع العلاقات القائمة بين دول البلقان ودول الاتحاد الأوروبي في الاتجاهين، يقوم أساسًا على المعطى الديني، وبشكل أقل على الانتماء الإثني لأغلبية سكان المنطقة، أو بالأحرى شعوب تلك البلدان.