أختي الفاضلة الجزائرية حياكم الله أشكر مشاركتكم الكريمة
مشاعركم محل تقدير
أنا سأعلق على طرحكم الكريم برد مختصر و أرجو المعذرة
لا مقارنة عزيزتي بين الأمرين و ان أردتم المقارنة أقول أنا
الإمام الحسين عليه السلام خرج من المدينة و من حرم جده لعلمه بأنه سيقتل و ان كان متمسكا بجدار الكعبة فأراد الحفاظ على حرمة بيت الله ان لا يكون سببا في سفك الدم فيه
و خرج بأهله و عياله و أصحابه و كل منهم يعلم بأنه خروج للحرب و انه يسعى في طريقه الى الشهادة
ألا تقول الرواية انه عليه السلام سئل عن خروجه بصحبة النساء و الأطفال فيجيب شاء الله ان يراه قتيلا و يراهن سبايا ؟!
العظمة في كل ذلك انه مظلوم بكل ما للكلمة من معنى فهو خرج من أرضه دفاعا عنها و عن دينه بينما من يريد ان يدافع عن أرضه يبقى فيها و يواجه العدو دفاعا عنها
العظمة في خروجه انه مع من معه كانوا لا يصلون الى عشر معاشر الجيوش التي سيتواجه معها
العظمة في خروجه انه ما أتكل على عون أحد لتأدية فرض الجهاد الذي وقع عليه رغم قلة أنصاره
و كان خروجه لنصرة دين الله و لو بقتله و هو الأمر المحتوم نعم كان الخروج لذلك و يتحتم عليه المواجهة بالسلاح و هكذا كان
كل قد حمل سلاحه و امتطى جواده و توجه الى المعركة يقاتل حتى يقتل
و حصلت الشهادة و هى ارفع درجات الجنان مع الصديقين
لهذا كله يقال لا يوم كيومك يا أبا عبدالله
لأنه لم يحصل لإنسان قائد عظيم ان خرج من أرضه مع أهله لمحاربة عدوه بلا جيش و لا أنصار فلا يمكن ان نطلق على عشرات الافراد اسم جيش
و الشهاد فهي لهم عليهم السلام حسب الرواية ليس منا إلا مقتول أو مسموم
أما نحن في البحرين لم نخرج من أرضنا و لم نحمل أسلحة و لم نكن مجموعة صغيرة
لأنه لم يكن خروجنا لحرب و لكن لمطالب مشروعة بحركة سلمية
و لكن ما جرى علينا حرب فعلية بلا مقدمات و لا استعداد فقط الظالم المستبد خطر على باله يلجم الناس بالسلاح والنار
فليس في قولي تهوين لواقعة الطف و ما جرى بعده
لآننا اليوم مجرد حلقة من حلقات سلسلة تعود لبني آمية و تنتهي بالوهابية
كذلك لا يمكن الاستهانة بطفوف البحرين و ما يجري فيها من مجازر مروعة و اعتداءات صارخة
ان كانت الطف حدثت في ساعة فالبحرين تحت الظلم كله منذ أكثر من 230 سنة
فإن كان في الطف قاسم واحد قتل حاملا سيفه في المعركة ففي البحرين أكثر من قاسم قتلوا بلا سيف و لا معركة و طحنت عظامهم تحت الحديد
أنا لا أشكك في اي معتقد و لكني اكتب عن واقع
في البحرين نساء لا زلن معتقلات يعذبن في السجون
في البحرين لا زالت النساء يتعرضن للإعتداء بالضرب في المنازل و الشوارع و غيرها
في البحرين عاد عصر العبودية و اكثر حيث العبد يؤخذ من ارضه الى ارض بعيدة
بينما نحن في بلادنا و أوباش من أماكن بعيدة غريبة تريد استعبادنا
تتعرض لنا بالشتائم و الإهانات و التجريح و التهديد و الضرب و الخطف
اقربها البارحة تقطعت أجساد أولاد صغار بسلاح محرم و اعتقل الكثير حتى المرضى من اسرة المشفى
هذا الحال يعيدنا الى مجازر العام الماضي القريب حيث يخطف المريض حتى و هو تحت الجراحة
الى اليوم الناس يهددون بتسليم أولادهم للتحقيقات أو يتعرضون للهجوم و المداهمات كل يوم
و التحقيقات يعني التعذيب لأيام بلا رحمة و بعدها السجن بتهم وهمية
ما حصل في العراق و فلسطين و البوسنة كل ذلك نحن على علم به قبل دخول الأمريكان بسنوات
و لكن ما يحصل في البحرين لا يقارن بمناطق اخرى آقله بالفترة الزمنية
فلا يوجد شعب وقع تحت الظلم حتى العبودية كما نحن
و ليس هذا فقط
إنما لم يسمع عنا أحد و كأنه البحرين جزيرة مهجورة لا اهل لها و لا حياة فيها رغم انه كل المعاناة و الالام تحيط بها
مئات من السنين يعيشها الناس في صمت و صبر قاتلين
وكما قال الشيخ المالكي ثورة البحرين كثورة كربلاء مظلومة لأنها بلا ناصر