على مرأى الزمان يهبُ صرحٌ = يحاكي الخُلد منبثق سناهُ
يمرُ بقربه التسبيحُ دوما = وتهليل السماء على ثراه
كأن القبة الصفراء شمسٌ = تلاصف نورها ومشى ضياه
هنا لا تسألين عن المنايا = فبين الموت والموت اشتباه
ولكن عايني آثار خلدٍ = على التاريخ قد صنعت يداه
وان شئت السماع الى نشيد = فهذي ارض كوفان صداه
سفير السبط مسلمُ إذ تجلى = تسابقت المكارمُ في مداه
شجاعٌ لم يهب خوض المنايا = وفنَ الحرب اتقن في صباه
وسيف من سيوف الله امضى = على كل الضبا غلبت ضباهُ
سفيرٌ للهدى باسم ابنِ طه = أتى والخطبُ يرصدُ مبتغاه
تشرف ساعيا فيها مُجدا = وفي الإقدام لم تضعف قواهُ
عزيمةُ حيدرٍ وإبا حسينٍ = به كانت وهذا محتواهُ
تحشدت الحشودُ عليه غدرا = وخان العهدَ جمع قد أتاهُ
ترجل باسلا لم يثنِ عزما = إبيّا والعدى تخشى لقاهُ
وهذا ِشأنُ هاشم في التلاقي = لهم في البأس مكرمة وجاه
وهذا مسلمٌ ينبيك لما = لأجل الله قد سالت دماه
بان الحق لا يعلى عليه = وان الدين لن يهوي لواه