بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ابو القاسم محمد وعلى ال بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
اللهم عجل لوليك الفرج والنصر والعافية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد ادعى الجهلة الذين اعلنوا عدائهم لأهل البيت وشيعتهم بأنه من سب صحابي او لعنه او لعن بعض ازواج الرسول فقد كفر فقتلوا وذبحوا المسلمين على هذا الادعاء الباطل ولا ادري الى أي دليل من القرآن الكريم او السنة النبوية قد استدلوا...
فلقد رأى غير واحد من اعلامهم ان السب واللعن إذا كان مستندا إلى دليل وبرهان فلا إشكال فيه وإن كان من غير دليل وبرهان فهو فسق، حتى إذ كان على أصحاب النبي (ص) وزوجات اوهذا رأي بعض أعلامهم كأبن حزم حيث يقول في كتابه " الفصل ج3/257 ".
وأما من سب أحدا من الصحابة (رض)، فإن كان جاهلا فمعذور، وإن قامت عليه الحجة فتمادى غير معاند فهو فاسق، كمن زنى وسرق وإن عاند الله تعالى في ذلك ورسوله (ص) فهو كافر، وقد قال عمر (.) بحضرة النبي (ص) عن حاطب، وحاطب مهاجر بدري: دعني أضرب عنق هذا المنافق!
فما كان عمر بتكفيره حاطبا كافرا، بل كان مخطئا متأولا... الخ.
وقد أفرط أبو الحسن الأشعري [ وهو إمامهم في مثل هذه المسائل ] فإنه يرى: إن من كان في الباطن مؤمنا وتظاهر بالكفر، فهو غير كافر، حتى إذا سب الله ورسوله (ص) من غير عذر بل حتى إذا خرج لحرب النبي!!! [ والعياذ بالله ].
ويستدل على ذلك بأن الكفر والإيمان محلهما في القلب وهما من الأمور الخفية الباطنية، فلا يمكن لأحد أن يطلع على باطن الإنسان وما في قلبه إلا الله سبحانه..
فكيف يكفر الوهابية الان شيعة ال محمد لمجرد لعنهم لبعض من يدعون صحبتهم لرسول الله وقد ثبت نفاقهم ولعنهم بالقرآن والسنة النبوية ؟؟
ولقد صرح الكثير من علمائهم ان سب الصحابة لايوجب الكفر ومنهم الإمام محمد الغزالي، صرح بأن سب الصحابة لا يوجب الكفر ، حتى سب الشيخين ليس بكفر.
ومنهم سعد الدين التفتازاني في كتابه شرح العقائد النسفية، تناول هذا البحث بالتفصيل وخرج إلى أن ساب الصحابة ليس بكافر
ومما يذكر في عدم كفر الساب لبعض صحابة رسول الله (ص واله) أن أبا بكر قد سبه أحد المسلمين وشتمه فما أمر بقتله،
كما جاء في مستدرك الحاكم النيسابوري ج4/355 أخرج بسنده عن أبي برزة الأسلمي (رض) قال: أغلظ رجل لأبي بكر الصديق (رض) فقلت: يا خليفة رسول الله ألا أقتله؟! فقال: ليس هذا إلا لمن شتم النبي (ص).
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ج1/9 بسنده عن ثوية العنبري قال: سمعت أبا سوار القاضي يقول: عن ابن برزة الأسلمي قال: أغلظ رجل لأبي بكر الصديق (رض) قال: فقال أبو برزة: ألا أضرب عنقه؟
قال فانتهره وقال: ما هي لأحد بعد رسول الله.
ورواه الذهبي في تلخيص المستدرك، والقاضي عياض في الشفاء ج4/ الباب الأول، والإمام الغزالي في إحياء العلوم ج2.
فإذا كان الأمر كذلك، إذ يسمع الخليفة من رجل السباب والشتم ولا يحكم بكفر ولا يقتله.
فلماذا الوهابية يغوون أتباعهم العوام ويكفرون الشيعة عندهم بحجة أنهم يسبون الصحابة ويشتمون الخلفاء، ثم يبيحون لهم قتل الشيعة المؤمنين!!
وإذا كان سب صحابة الرسول (ص) موجبا للكفر، فلماذا لا تحكمون ايها النواصب بكفر معاوية وأتباعه الذين كانوا يسبون ويلعنون أفضل صحابة رسول الله وأعلمهم وأروعهم، ألا وهو أمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (ع) ؟!
وإذا كان سب الصحابة يوجب الكفر، فلماذا لا تكفرون عائشة إذا كانت تشتم عثمان وتحرض أبناءها على قتله فتقول: اقتلوا نعثلا فقد كفر؟!
كيف تحكمون في موضوع واحد بحكمين متناقضين؟!
فإذا سب أحد الشيعة ولعن عثمان، تكفروه وتحكمون بقتله. ولكن عائشة التي كفرت عثمان وحرضت المسلمين على قتله تكون عندكم محترمة ومكرمة!! فما هذا التهافت والتناقض؟!
إذا كان سب الصحابة يلزم منه الكفر، فإن أول من بدأ بالسب هو أبو بكر لما سب الإمام علي بن أبي طالب (ع) على المنبر في المسجد، وعلي هو أفضل الصحابة وأقربهم إلى رسول الله (ص) وأعظمهم قدرا وأكبرهم شأنا عند الله عز وجل. ومع ذلك أنتم لا تقبحون عمل أبي بكر، بل تكرموه وتعظموه!! فقد جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 /214 و 215 ط. إحياء التراث العربي، قال
فلما سمع أبو بكر خطبتها [ أي خطبة سيدة النساء فاطمة (ع) ] شق عليه مقالتها فصعد المنبر و قال أيها الناس......
إنما هو[ أي علي (ع) ] ثعالة شهيده ذنبه، مرب لكل فتنة هو الذي يقول كروها جذعة بعد ما هرمت، يستعينون بالضعفة و يستنصرون بالنساء كأم طحال أحب أهلها إليها البغي...
فإذا حكمتم بكفر من سب أحد الصحابة، فيلزم أن تحكموا بكفر أبي بكر وبنته وعائشة، وكذلك معاوية وأنصاره وتابعيهم، وإذا لم تحكموا بكفر هؤلاء لسبهم ولعنهم عليا فيلزم أن تعمموا الحكم ولا تكفروا الشيعة الموالين للعترة الهادية (ع) لسبهم بعض الصحابة .
كما أفتى وحكم كثير من فقهائكم وعلمائكم بأن الساب للصحابة غير كافر ولا يجوز قتله وذلك باستناد الخبر الذي رواه أحمد ابن حنبل في مسنده ج3، والقاضي عياض في كتاب الشفاء ج4 الباب الأول، وابن سعد في كتاب الطبقات ج5 /279 أخرج بسنده عن سهيل بن أبي صالح أن عمر بن عبد العزيز قال: لا يقتل أحد في سب أحد إلا في سب نبي
.
واستنادا على ما مر من الخبر الذي نقلناه عن الحاكم النيسابوري في مستدركه ج4/355، وأخرجه أحمد في مسنده ج1/9 كلاهما عن أبي برزة الأسلمي قال: أغلظ رجل لأبي بكر، فقال أبو برزة: ألا أضرب عنقه؟ فانتهره ـ أبو بكر ـ وقال: ما هي لأحد بعد رسول الله (ص).