|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 71681
|
الإنتساب : Apr 2012
|
المشاركات : 62
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
ألذين ولاهم الخليفة عمرأبن الخطاب فكانو نقمة على المسلمين
بتاريخ : 10-10-2012 الساعة : 01:34 PM
في عصر عمر بن الخطاب طفح على السطح فريق يذهب إلى المساجد بوجهه ويطلب الإمارة بقلبه. (منهم): المغيرة بن شعبة. ذكر البغوي وابن شاهين أن المغيرة قال: أنا أول من رشا في الإسلام جئت إلى حاجب عمر وكنت أجالسه. فقلت له: خذ هذه العمامة فالبسها. فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب. فكنت أجلس في القائلة. فيمر المار فيقول: إن للمغيرة عند عمر منزلة إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحدا (18).
واستعمل عمر المغيرة على البحرين فكرهوه وشكوا منه فعزله. ثم ولاه البصرة.
ثم عزله لما شهد عليه أبو بكرة بالزنا ثم ولاه الكوفة. وأقره عثمان ثم عزله وبعد قتل عثمان حضر مع الحكمين. ثم بايع معاوية فولاه الكوفة. والمغيرة الذي اعتبر نفسه أول من رشا في الإسلام. اعتبره التاريخ أول من وضع بذرة الحكم الملكي في الإسلام. وذلك عندما علم أن معاوية سيعزله أشار إليه بتنصيب ابنه يزيد من بعده. فلم يعزله معاوية وطلب منه أن يعد العدة لذلك.
(ومنهم): معاوية بن أبي سفيان ولاه عمر الشام وأقره عثمان. ثم إستمر فلم يبايع عليا بعد قتل عثمان. ثم حاربه واستقل بالشام ثم أضاف إليها مصر ثم
تسمى بالخلافة بعد صلحه مع الحسن. وقال في الإصابة: عاش ابن هند - يعني معاوية - عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة (19). ومعاوية أسلم يوم الفتح مع أبيه وأمه. وروى البعض أنه أسلم بعد الحديبية وكتم إسلامه حتى أظهره يوم الفتح وإنه كان في عمرة القضاء مسلما. وهذا يعارضه ما ثبت في الصحيح عن سعد. بن أبي وقاص أنه قال في العمرة في أشهر الحج. فعلناها وهذا يومئذ كافر (20).
(ومنهم). عمرو بن العاص. نظر عمر بن الخطاب إليه وهو يمشي فقال: ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا (21) ولاه عمر فلسطين وذكر ابن سعد. أن عثمان لما عزله عن مصر قدم إلى المدينة. فجعل يطعن على عثمان. فبلغ عثمان ذلك فزجره. فخرج عمرو إلى أرض له بفلسطين. وبعد قتل عثمان بلغته بيعة علي ثم بلغته وقعة الجمل. وخروج معاوية. فلحق بمعاوية لعلمه أن عليا لا يشركه في أمره (22). وساند معاوية مقابل شيئا واحدا. أن يعطيه معاوية مصر طعمة ما بقي(*).
فهذه الطائفة وغيرهم ما كانت الدعوة هدفا من أهدافهم وإنما كان الكرسي هو الهدف. كانوا في أول الطريق أصحاب أحمال خفيفة. أما في نهاية الطريق فقد أمطروا الأمة بفتن لا حد لها. وإذا كان عمر بن الخطاب قد اعتمد على سواعد الولاة القوية في بداية الطريق. فإن عثمان بن عفان لم يتخير إلا أقاربه حتى ولو كانوا من الذين طردهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(ومنهم): عبد الله بن أبي السرح. قال في الإصابة. كان أبوه من المنافقين (23). ويوم فتح مكة أمن الرسول الناس كلهم إلا أربعة نفر منهم: ابن أبي السرح. الذي اختبأ عند عثمان وكان أخوه من الرضاعة. فجاء به عثمان
حتى أوقفه على النبي وهو يبايع الناس. فقال يا رسول الله: بايع عبد الله. فبايعه بعد ثلاث. ثم أقبل النبي على أصحابه وقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله (24) وعبد الله هذا ولاه عثمان على مصر. وكان على الصعيد في زمن عمر ثم ضم إليه عثمان مصر كلها (25) وفي مصر فرض عبد الله الضرائب وعامل الشعب هناك بقسوة. وترتب على هذا كله الخروج على عثمان وقتله.
(ومنهم): الوليد بن عقبة الذي نزل فيه:! يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وقال ابن عبد البر لا خلاف بين أهل العلم أن الآية نزلت فيه (26) والوليد نشأ في كنف عثمان وكان أخوه لأمه. استخلفه عثمان على الكوفة. وقصة صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة (27) وكان الوليد شاعرا وروي أنه كان يحرض معاوية على قتال علي بكتبه وبشعره (28).
(ومنهم): الحكم بن العاص. عم عثمان ووالد مروان. أسلم يوم الفتح وسكن المدينة ثم نفاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الطائف. ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان (29) وروي في سبب طرده أنه كان يتبع سر رسول الله (30) وروي أن أصحاب النبي دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص. فقالوا:
أفلا نلعنه نحن؟ قال: لا. فإني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه. فقالوا يا رسول الله ألا نأخذهم؟ قال: لا. ونفاه (31) وروي أن الحكم مر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي. (ويل لأمتي مما في صلب هذا " (32)
والنبي لم يأمر بقتله. لأن الحكم وأمثاله ثمرة طريق وباب للفتن والرسالة أغلقت في وجوه هؤلاء الأبواب. فمن فتح الباب عليه استقبل الرياح.
(ومنهم): مروان بن الحكم. وهو ابن عم عثمان وكاتبه في خلافته (33) كان قد خرج مع أبيه إلى الطائف حين نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعندما أذن عثمان للحكم في الرجوع إلى المدينة رجع مع أبيه (34) روي أن عائشة قالت لمروان: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله. لعن أباك وأنت في صلبه (35). وكان مروان من أسباب قتل عثمان (36) وشهد الجمل مع عائشة ثم صفين مع معاوية ثم ولي إمرة المدينة لمعاوية وخرج منها في أوائل إمرة يزيد بن معاوية. وبقي بالشام إلى أن مات معاوية بن يزيد بن معاوية. فبايع بعض أهل الشام مروان. وعندما تمت له المبايعة من هؤلاء. أراد أن يستحوذ على الشام بأسرها. فكانت الواقعة بينه وبين الضحاك بن قيس. وانتصر مروان واستوثق له ملك الشام. ثم توجه إلى مصر فاستولى عليها. وكان الطريد هذا وابن الطريد يلقب حينئذ بأمير المؤمنين في بلاده. إلى أن مات فعهد إلى ولده (أمير المؤمنين) عبد الملك بن مروان. لتبدأ سلسلة أمراء المؤمنين الذين طرد رسول الله أكبر رأس فيهم إن الفريق الذي كان يذهب إلى المساجد بوجهه ويطلب الإمارة بقلبه. حفر في نفوس الشعوب الحفائر العديدة. وهذه الحفائر أنتجت ثقافة. وعلى هذه الثقافة جاء غلمان قريش وسفهائها كل منهم يطلب الكرسي لنفسه. ولقد مهدت حفائر كل حلقة للأخرى حتى إستقرت عند الطريد الذي مهد إلى الضياع. ولقد كان بين كل حلقة وأخرى فتوحات. ولكن الفتوحات جاءت بالأموال حتى كثر التنافس الذي جر الفتن. والإسلام لم يكن في أصوله البحث عن الأموال والنعيم. وإنما في أصوله البحث عن الفطرة التي تئن تحت أحمال الجاهلية في أصول الإسلام أن وضع الفطرة في المكان الصحيح يترتب عليه
____________
(33) الإصابة: 156 / 6.
(34) الإصابة: 157 / 6.
(35) قال في الإصابة أصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة 29 / 2.
(36) الإصابة: 157 / 6.
الصفحة 446
دوران صاحبها في اتجاه حركة الكون. ومع هذا الدوران الصحيح سيأتي حتما الاطعام والأمن. وليس معنى ذلك أن الفتوحات كانت سياسة خاطئة وأن حركة جميع الولاة كانت في اتجاه الكرسي والمال. فالتاريخ يشهد بأن العديد من الفتوحات صان بيضة الإسلام من أعدائه المحيطين به. وأن من الولاة من عمل إبتغاء مرضاة الله. ولكن حركة الفريق الذي قدمناه وأمثالهم طغت على أعمال غيرهم. ووضعت مقدمات أثمرت نتائج هي بكل المقاييس لا علاقة لها بالإسلام إلا بالاسم. وهذا إن دل على شئ إنما يدل على أن الحركة لم تكن في الاتجاه الصحيح. فنحن لا نصدق على سبيل المثال لا الحصر أن ضرب الكعبة ورميها بالمنجنيق أو دخول الخيل إلى مسجد الرسول في واقعة الحرة أو قتل الحسين.
لا نصدق أن كل هذا كان نتيجة صحيحة لمقدمة صحيحة. ولأننا لا نصدق فإننا نقول إن حركة هؤلاء الولاة منذ البداية كانت تعمل لخدمة هوى تلبس بالاسلام
الانحرافات الكبرى سعد ايوب
|
|
|
|
|