العراق يطيح بخلية بيع نساء تتزعمها (إيمان داخلية) ومنظمة تتهم امن السعدون بإخفائها
أعلن في العراق، مؤخرا عن توقيف خلية تتاجر بالنساء والأعضاء البشرية تقودها سيدة تدعى "إيمان داخلية" ويساعدها شخص يدعى "عمار زيتونة".
وكثفت السلطات العراقية من ملاحقتها للخلايا التي تتاجر بالنساء. وكان مصدر في الشرطة قال بحسب شفق نيوز مطلع الشهر الجاري بان الأجهزة الأمنية اعتقلت مجموعة تتاجر بالنساء وترسلهن إلى الأردن والإمارات، وسط العاصمة بغداد.
وشرّع مجلس النواب العراقي قانون مكافحة الاتجار بالبشر في، بداية العام الحالي، والتي تصل إحدى عقوباته إلى حد الإعدام، بالإضافة إلى استحداث لجنة في وزارة الداخلية تسمى (اللجنة المركزية لمكافحة الاتجار بالبشر).
واكتسبت إيمان لقب (داخلية) من أسم (وزارة الداخلية) بعد حصولها على "تعاون" الأمن المحلي لمنطقة السعدون معها منذ أكثر من خمسة أعوام حيث كان سطوتها واضحة من خلال نقل رجال الشرطة الذين لم يبدوا المساعدة على الفور من المركز.
وتتزعم إيمان "اكبر" شبكة تجارة النخاسة ورئيستها والتي تعتبر من أخطر عصابات الاتجار بالنساء في بغداد، الذين كانوا يتاجرون بأجساد النساء وأرواحهم و بأعضائهم البشرية.
ويساعد، ايمان، شخص يدعى (عمار زيتونة) الذي يترأس عصابة تقوم بخطف الفتيات وإجبارهن على العمل في بيوت البغاء التابعة لإيمان، وبخلاف ذلك فانه يقوم بقتلهن أو على الأقل إحداث ضرر بوجوههن كتشويههن.
العشرات من النساء والفتيات المراهقات يتم أخذهن لبيوت البغاء وهن يعشن في ظروف مروعة، تحت التهديد المستمر والضرب، مع إعطائهن الكثير من المخدرات والكحول وحبوب منع الحمل و الهلوسة.
ومؤخرا، قامت القوات الأمنية العراقية في منطقة السعدون ببغداد بإلقاء القبض على شبكة تجارة النخاسة ورئيستها والتي تعتبر من أخطر عصابات الاتجار بالنساء في بغداد، الذين كانوا يتاجرون بأجساد النساء وأرواحهم و بأعضائهم البشرية.
وفي بيان لمنظمة (حرية المرأة) تقول فيه أنه "وأخيراً تم اعتقال (إيمان داخلية) في ساعة متأخرة من ليلة الأحد المصادف من (الثاني/الثالث) من أيلول الجاري، مع عدد من التجار الآخرين والقوادين الذين يتاجرون بأجساد النساء وكرامتهن وأرواحهن بسوق النخاسة".
ويتابع البيان أن "إيمان لديها العديد من (المنازل) التي تستخدمها لهذا الغرض والتي تقع في وسط بغداد بالعديد من المناطق كالبتاوين، الكرادة و شارع فلسطين"، مشيرا الى ان "عصابة يترأسها المدعو (عمار زيتونة) تقوم بخطف الفتيات وإجبارهن على العمل في بيوت البغاء التابعة للمدعوة إيمان داخلية".
ويوضح البيان ان "النساء المخطوفات اللواتي يحاول الامتناع عن الخضوع فان العصابة تقوم بقتلهن أو على الأقل إحداث الضرر بوجوههن كتشويههن العشرات من النساء والفتيات المراهقات يتم اخذهن لبيوت البغاء وهن يعشن في ظروف مروعة، تحت التهديد المستمر والضرب، مع إعطائهن الكثير من المخدرات والكحول وحبوب منع الحمل و الهلوسة".
وتشير المنظمة أنه "كان هناك تعاون بين الأمن المحلي لمنطقة السعدون مع إيمان منذ عام 2007"، موضحا انه "كان يتم نقل رجال الشرطة الذين لم يبدوا المساعدة على الفور من المركز، ومن هذا واكتسبت إيمان لقب (داخلية) من أسم (وزارة الداخلية)".
ويتابع البيان ان "عمل شبكة (ايمان داخلية) لم يقتصر على التجارة ومجال استغلال النساء في البغاء، فحسب بل تعداه للتجارة بالأعضاء البشرية"، موضحا أن "النساء اللواتي لا يمكنهن أن يدفعن نقدا لتسديد ديونهن يتم اخذ أعضائهن مقابل ذلك".
ويلفت البيان الى ان "(إيمان داخلية) كانت مستجدة على سوق النخاسة حينما عملت منظمة (حرية المرأة) على نشر تقرير لتقصي الحقائق بشأن الإتجار والبغاء في العراق وفقا لوثائق منذ عام 2008".
وجاء في البيان ان المنظمة لم تجرؤ على تقديمها إلى الحكومة خصوصا اذ "كنا نُعامل على أساس كوننا "خونة" لمكانة المرأة العراقية بعد أن كشفنا تقارير حول بيع النساء إلى أسواق النخاسة في المنطقة ولم يرق للحكومة العراقية أن نقوم بـ "تخريب" سمعتهم أمام المجتمع الدولي".
وتم إدراج العديد من المتاجرين في هذا التقرير الذي نشر علناً في عام 2010، ولكن لم يصل لمسامعنا اعتقال اي منهم.
وقالت المنظمة إنه "تم الكشف عن إيمان كمتاجرة للنساء في البغاء من خلال جريدة (المساواة) عام 2010 من خلال تقرير حول منازل البغاء الخاصة بإيمان، ورجال العصابات و الخاطفين وكم تتقاضى في بيع الفتاة الواحدة محليا ودولياً".
وتؤكد المنظمة انه "في الأسبوع الثاني من أكتوبر عام 2010، أرسلت لنا إيمان داخلية قواديها (سمسار) (عمار زيتونة) و (ابو الحمرا) لتهديد كاتب العمود (وسام يوسف) ونائبة رئيسة منظمة حرية المرأة (دلال الربيعي) للبقاء بعيداً عن أعمالهم، وإلا فإنها سوف ترسلهم "وراء الشمس"، مهددة بتوجيه "اتهامات ضد منظمة حرية المرأة بالنشر الكاذب".
وتضيف "عالجنا الأمر على الفور بارسال رسالة إلى وزير الداخلية جواد البولاني وابلاغه عن التهديدات"، مستدركة ان "البولاني لم يكترث أن يجيب على شكوانا باي شكل من الاشكال".
وفي مؤتمر صحفي عقد لاحقا في وزارة الداخلية بشأن قضية الاتجار بالبشر، أعلنت الناشطة في منظمة حرية المرأة دلال الربيعي أمام جميع المسؤولين الذين حضروا من وزارة الداخلية والشرطة بأن "أسماء التجار وأماكنهم معروفة جمعها، وينبغي أن تعقد حملة اعتقالات ضدهم وخصوصا ضد المدعوة إيمان داخلية بدلاً من الحديث وإعطاء الوعود في المؤتمر".
وأشارت إلى انه "في ليلة الثاني/ الثالث من شهر أيلول الجاري قامت قوة أمنية خاصة بعمل كمين (لإيمان داخلية) والعصابات التابعة لها واعتقلتهم جميعا، وهكذا تم كسر واحدة من أشرس عصابات الاتجار بالنساء في بغداد".
وتتابع أنه "على الرغم من أنها لم تكن المتاجرة الوحيدة بالنساء في بغداد، إلا أن عصابتها الإجرامية ازدهرت بسرعة لأنها بدأت من أفقر حي في بغداد وهو البتاوين حيث تكثر فيه الشابات اللواتي بلا مأوى واللواتي ينتهي بهن المطاف متعبات، جائعات ويائسات. وليس هناك من يأويهن".