يقع في إحدى الأزقة التي تتفرع من شارع العباس عليه السلام وقد جدد إنشاؤه بعد سقوط النظام البائد
لم يكن إسهام فضه في خدمه البيت , ومساعدتها للزهراء مقتصراً على العمل اليومي في المنزل , بل كانت التربية الفاطمية تنعكس على هذه التلميذة الملازمة لمعلمتها فتصنع منها رمزا للمرأة المثقفة المؤمنة التي تجعل القرآن كتاب الله الخالد نصب عينها في شتى شؤون الحياة والقصة التالية تشرح لك طرفاً من حياة فضه التلميذة
قال ابو القاسم القشيري في كتابه : قال بعضهم :
انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة ، فقلت لها : من أنت ؟
فقالت ( وقل سلام فسوف تعلمون ) فسلمت عليها ، فقلت : ما تصنعين ههنا ؟
قالت : ( من يهدي الله فلا مضل له )
فقلت : أمن الجن أنت أم من الانس ؟ قالت :
( يا بني آدم خذوا زينتكم )
فقلت : من أين أقبلت ؟
قالت : ( ينادون من مكان بعيد )
فقلت : أين تقصدين ؟
قالت : ( ولله على الناس حج البيت )
فقلت : متى انقطعت ؟
قالت : ( ولقد خلقنا السموات والارض في ستة أيام )
فقلت : أتشتهين طعاما ؟
فقالت : ( وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ) فأطعمتها ،
ثم قلت : هرولي ولا تعجلي ، قالت : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )
فقلت : أردفك ؟
فقالت : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فنزلت فأركبتها ،
فقالت : ( سبحان الذي سخر لنا هذا )) . فلما أدركنا القافلة قلت : ألك أحد فيها ؟
قالت : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض ) ( وما محمد إلا رسول ) ( يا يحيى خذ الكتاب ) ( يا موسى إني أنا الله ) فصحت بهذه الاسماء ، فإذا أنا بأربعة شباب متوجهين نحوها
، فقلت : من هؤلاء منك ؟
قالت : ( المال والبنون زينة الحيوة الدنيا ) فلما أتوها
قالت : ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين ) فكافوني بأشياء
فقالت : ( والله يضاعف لمن يشاء ) فزادوا على فسألتهم عنها فقالوا : هذه أمنا فضة جارية الزهراء ( عليها السلام ) ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن..