[الرجل الحر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
الاخ الحبيب ايمن النجفي ..
أنا شخصياً لست من هواة السب و اللعن لهذا و ذاك ,, غير ان هنالك موارداً يكون فيها اللعن من ضروريات الدين بل من مرتكزات التوحيد ,, خصوصاً اذا ما ورد من باب اعلان البراءة و الانسلاخ من عبادة الطاغوت و اعلان الكفر به ,, فلو تدبرت في كتاب الله كله من الجلد الى الجلد لوجدت الدعوة الى الايمان بالله سبحانه رباً واحداً احداً صمداً هو المحور الذي تدور حوله آيات الكتاب الكريم ,, بل لتجد ان هذا المبدأ الاسمى هو المقدم على كل اعتقاد و عقيدة و سلوك بل هو المقدم على علاقتنا بأبائنا و امهاتنا اللذين انجبونا في هذه الحياة و لهم الفضل في تنشئتنا بعد ذلك ,,
فالايمان بوحدانية الله يتقدم على طاعتهما ( فأن جاهداك على ان تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما ) .. فتجد ان الايمان بالله سبحانه و الاعتقاد بتوحيده هو المبدأ الاشمل الأكمل الذي يكتف كل معتقد و منهج .. الا ... الكفر بالطاغوت فهو وحده المقدم كعقيدة و مبدأ و سلوك على الايمان بالله سبحانه ,, ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) ..

و على هذا الاساس يجب على كل امرء مسلم خالص العقيدة ان يتبرأ من كل ما يستبطن او يظهر طغياناً على النواميس الالهية التي جاء بها المرسلون صلوات الله عليهم و التي ختمت برسالة النبي الخاتم صلوات الله و سلامه عليه و على آله المصدق للرسل و المهيمن على كتب الاولين ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ) .. فلا اشكال في اللعن كمفهوم للبراءة من الذين حاولوا ان يحرفوا مسيرة رسالات السماء و يضيعوا جهود مئة و اربعة و عشرين الف نبي منصبين انفسهم ائمة للأمة و فارضين امرهم قبالة الامر الالهي الذي وجه الله سبحانه نبيه الكريم بتبليغه مرجحاً له على سائر الرسالة و شرائعها و احكامها بما احتوت من عقائد في التوحيد و التنزيه و غيرها طوال ثلاث و عشرين سنه بقوله سبحانه ( فأن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ..

مع مراعاة ظروف الزمان و المكان و الحال معتمدين الواقع القرآني الذي يلعن الظالمين في مرات شتى ,, و ينهى عن سب آلهة الكفار كي لا يسبوا الله في موارد معينة ..

و عليه فأن الكفر بآلهة المنافقين البشرية و غير البشرية,, لهو من أُسس التوحيد .. اذا ما وظف وفق المقاييس الشرعية التي تحافظ على كيان الامة و كرامتها ..

و عذراً للأطالة