العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

ابو عبدالله
عضو جديد
رقم العضوية : 6916
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 7
بمعدل : 0.00 يوميا

ابو عبدالله غير متصل

 عرض البوم صور ابو عبدالله

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي كربلاء في التأريخ
قديم بتاريخ : 27-07-2007 الساعة : 11:04 PM


كربلاء في التأريخ
(1) تعريف: هي مدينة عراقية إسلامية عربية، بيد أنها كانت مشهورة قبل الإسلام بزمن بعيد، تمتاز بقدسيتها وتأريخها الحافل بالأمور العظام والحوادث الجسام، حيث شهدت تربتها حادثة فريدة، هي بحق من أنبل ملاحم الشهادة والفداء، ألا وهي حادثة الطف الخالدة.
(2) الموقع: تقع المدينة على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد، على حافة الصحراء في غربي الفرات وعلى الجهة اليسرى لجدول الحسينية.
وتقع المدينة على خط طول 44 درجة و40 دقيقة وعلى خط عرض 33 درجة و31 دقيقة، ويحدها من الشمال والغرب محافظة الأنبار ومن الجنوب محافظة النجف الأشرف ومن الشرق محافظة بابل وقسم من محافظة بغداد.
ومناخ كربلاء رطب شديد الحر صيفاً، معتدل في الخريفين، تسقي أراضيها الخصبة – أنهار الحسينية المتفرعة من شاطئ الفرات، تحيط مدينة كربلاء البساتين من جميع أرجائها. فهي أرض سهلة وخصبة حيث تكثر فيها زراعة الفاكهة والخضراوات والنخيل التي تحيطها من كل حدب وصوب، وطبيعة أرض كربلاء أن المدينة القديمة ومن ضمنها (حائر الروضتين) تعلو نحو 22 - 28 متر عن مستوى سطح البحر، في حين تعلو ضواحيها عن سطح البحر من 30 - 34 متر.
(3) أصل التسمية وتاريخ النشوء: يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الإسلامي، ويرى بعض الباحثين ان كلمة كربلاء يعني (قرب الإله) وهي كلمة أصلها من البابلية القديمة، ورأى بعضهم ان التوصل إلى معرفة تاريخ (كربلاء) القديم قد يأتي من معرفة نحت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل إنها منحوتة من كلمة (كور بابل) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة، منها نينوى القريبة من سدة الهندية، ومنها الغاضرية، وتسمى اليوم (أراضي الحسينية)، ثم كربلاء أو عقر بابل ثم النواويس، ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر إذ حار الماء حول موضع قبر الإمام الحسين (عليه السلام) عندما أمر المتوكل العباسي بهدم وسقي القبر الشريف، ويرى آخرون أن تاريخ كربلاء يعود إلى تاريخ مدن طسوح النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس (الفرات القديم) وعلى أرضها معبد قديم للصلاة، ان لفظ كربلاء مركب من الكلمتين الآشوريتين (كرب) أي حرم و(أيل) أي الله ومعناهما (حرم الله)، وذهب آخرون إلى أنها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما (كار) أي عمل و(بالا) أي الأعلى فيكون معناهما (العمل الأعلى)، ومن أسمائها (الطف) ويحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة، فلما كانت ارض هذا الموضع رخوة سميت كربلا... أو من النقاوة ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها. فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك. والكربل اسم نبت الحماض، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر وجوده هناك فسميت به.
وخلاصة القول تعتبر مدينة كربلاء من المدن العراقية القديمة التي يرتفع تأريخها إلى الأزمنة البعيدة حيث عرف التأريخ (كربلاء) - بدون الهمزة في آخر الكلمة، ولكن جاءت هذه الهمزة فيما بعد - قبل الفتح الإسلامي للعراق، حيث ذكر أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني ج12) ترجمة معن بن أوس المزني من شعراء العرب المخضرمين في الجاهلية، وأدرك عصر الإسلام، ورافق عبد الله بن الزبير وأصبح ملازماً له. أنه أول من أستخدم لفظ كربلاء - إثبات الهمزة - في شعره، منها قوله :
إذا هـي حــلت كـــربلاء فــلعـــــلها فجـوز العذيـــب دونــها فـالنــوائـح
الأقضية والنواحي
(1) مركز القضاء وتتبعه ناحية الحر وناحية الحسينية.
(2) مركز قضاء الهندية وتتبعه ناحية الخيرات وناحية الجدول الغربي.
(3) قضاء عين التمر.
محلاتها: محلة باب السلالمة، محلة باب الطاق، محلة باب بغداد، محلة باب الخان، محلة المخيم، محلة باب النجف، محلة العباسية الشرقية والغربية.
أحياؤها السكنية: حي الحسين، حي المعلمين، حي العباس، حي النقيب، حي الثورة، حي الحر، حي العسكري، حي رمضان، حي الصحة، حي الإسكان، حي القزوينية، حي العدالة، حي البنوك، حي الأنصار، حي الموظفين، حي البلدية، حي العروبة (الغدير)، حي السعدية، حي العلماء، حي الملحق، حي التعليب، حي الإصلاح الزراعي، حي العامل، حي سيف سعد (الإمام علي)، حي الأسرة، حي التعاون،حي الجاهز (الإيمان) وغيرها.
شوارعها: شارع الإمام علي (عليه السلام)، شارع الحسين (عليه السلام)، شارع العباس (عليه السلام)، شارع الحائر، شارع السدرة، شارع الجمهورية، شارع ميثم التمار، شارع المهدي، شارع صاحب الزمان، شارع الفرات، شارع أحمد الوائلي.
مراقدها ومقاماتها
الروضة الحسينية المطهرة حيث تضم قبر سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وبجانبه العديد من القبور التي تزار منها: مرقد السيد إبراهيم المجاب (عليه السلام)، مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي، ضريح الشهداء من أصحاب الحسين (عليه السلام)، والقاسم بن الحسن (عليه السلام).
الروضة العباسية المطهرة وقد ثوى فيها قمر بني هاشم العباس بن على بن أبي طالب (عليه السلام).
ومن المقامات والأماكن التي يتبرك بها الزوار: مرقد الشهيد الحر بن يزيد الرياحي (عليه السلام)، المخيم الحسيني، مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، مقام تل الزينبية، مقام الكف الأيمن للعباس (عليه السلام)، مقام الكف الأيسر للعباس (عليه السلام)، مقام الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، مقام عون بن عبد الله، مقام بن حمزة، مقام الحسين وابن سعد، مقام ابن فهد الحلي، مقام فضة، مقام الإمام علي (عليه السلام)، مقام موسى بن جعفر (عليه السلام)، مقام علي الأكبر (عليه السلام)، مقام رأس الحسين (عليه السلام)، مقام أم البنين (عليه السلام)، مقام الأخرس بن الكاظم (عليه السلام)، نخل مريم وقد درس أثرها بعد التوسعات التي طرأت على الروضة المقدسة، وكانت تقع قرب موضع الاستشهاد المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) حيث ذكرت بعض الروايات أن موقع ولادة المسيح (عليه السلام) كان تحت تلك النخلة، ما جعله مكاناً مباركاً يفد إليه الزوار قبل درسه. ولا يخفى أن نذكر ما تبقى من الأماكن الأثرية المعروفة في كربلاء والتي من أهمها حصن الاخيضر.
مساجدها: هنالك أكثر من 100 مسجد في المدينة أشهرها: مسجد رأس الحسين، مسجد عمران بن شاهين، مسجد الشهيد الثاني، جامع السردار حسن خان، الجامع الناصري، جامع الشهرستاني، جامع الحميدية، مسجد السيد علي نقي الطباطبائي، مسجد كبيس، مسجد الشيخ يوسف البحراني، جامع الشيخ خلف، جامع الاردبيلية، جامع الحاج نصر الله، جامع المخيم.
حسينياتها: هناك أكثر من 100 حسينية في المدينة أشهرها: الحسينية الحيدرية، حسينية السيد محمد صالح، حسينية ربيعة، حسينية المشاهدة، حسينية أولاد عامر، حسينية الحاج حنن، حسينية الكرادة الشرقية، حسينية الإمام الحسن (عليه السلام).
مدارسها الدينية
(1) المدرسة المحسنية 1327 هـ.
(2) المدرسة الجعفرية 1333 هـ.
(3) المدرسة الاحمدية1339هـ.
(4) المدرسة الفيصلية 1339هـ.
(5) المدرسة الرضوية 1345 هـ.
(6) مدرسة الإمام الباقر (عليه السلام) 1381 هـ.
(7) مدرسة المجاهد 1270 هـ.
(8) مدرسة البادكوبة 1270 هـ.
(9) مدرسة الصدر الأعظم 1276 هـ.
(10) مدرسة الحاج عبد الكريم 1287 هـ.
(11) مدرسة البقعة 1250 هـ.
(12) مدرسة السليمية 1250 هـ.
(13) مدرسة الهندية الكبرى 1338هـ.
(14) مدرسة الهندية الصغرى 1300 هـ.
(15) مدرسة ابن فهد الحلي 1358 هـ جُدد بناؤها، وأعيد التدريس فيها بعد سقوط النظام.
(16) مدرسة الزينبية 1276 هـ.
(17) مدرسة المهدية 1287 هـ.
(18) مدرسة البروجردي 1381 هـ.
(19) مدرسة شريف العلماء المازندراني1384 هـ.
(20) مدرسة الخطيب 1355 هـ.
(21) مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) 1376 هـ.
(22) مدرسة الحسينية 1388 هـ.
(23) مدرسة السردار حسن خان 1180 هـ.
(24) مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) الدينية التي تأسست في الصحن الحسيني الشريف بعد سقوط النظام البائد.
(25) مدرسة دار العلم في الصحن العباسي المطهر وتأسست بعد السقوط أيضاً.
مكتباتها العامة
مكتبة الجعفرية، مكتبة سيد الشهداء، المكتبة المركزية العامة، مكتبة أبي الفضل العباس، مكتبة الروضة الحسينية، مكتبة السيد علي اكبر الحائري، مكتبة المولى عبد الحميد الفراهاني، مكتبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)، مكتبة النهضة الإسلامية، مكتبة السيدة زينب الكبرى (عليه السلام)، مكتبة القرآن الكريم.
مكتباتها
خزانة مشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، خزانة السيد نصر الله الحائري، خزانة الشيخ عبد الحسين الطهراني، خزانة السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة، خزانة السيد حسين القزويني، خزانة السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي، خزانة الشيخ احمد بن زين العابدين الحائري، خزانة الشيخ محسن أبو الحب، خزانة الشيخ محمد بن داود الخطيب، خزانة السيد مهدي الحكيم الشهرستاني، خزانة السيد محسن الجلالي الكشميري.
ومما تجدر الإشارة إليه أن معظم المساجد والحسينيات والمدارس الدينية والمكتبات العامة والخاصة قد هدمت أو نسفت أو أحرقت على يد أزلام النظام الصدامي البائد قبل وأثناء وبعيد الانتفاضة الشعبانية عام 1991م، وبالتحديد فقد بدأت سياسة التعسف ضد الفكر الديني الأصيل منذ تربع حزب البعث على سدة الحكم في العراق سنة 1968م واستمرت حتى سقوطه، حقداً منه على أهل البيت وأتباعهم ومحبيهم، وللحيلولة دون انتشار فكرهم وثقافتهم في العراق ومنه إلى شتى أصقاع العالم، وأن بعض تلك المعالم الدينية قد هدم أثناء توسعة المدينة المقدسة في أزمنة متفاوتة.
أسواقها القديمة والحديثة: سوق المخضر، سوق النجارين، سوق الهرج، سوق الصفارين، سوق الصاغة، سوق البزازين (سوق العرب)، سوق العلاوي، سوق الحسين (عليه السلام)، سوق الزينبية، سوق باب الخان.
المقابر القديمة: ساحة المخيم، وادي العتيق - مدرسة الغرة حاليا -، ساحة الهيابي (مقابل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، الوادي القديم (مقابل محطة القطار السابقة)، مقبرة الهنود (بستان ابن ذرب المقابل لمرقد ابن حمزة).
الشخصيات المهمة
امتازت مدينة كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينية والعلمية والتاريخية، فهي رمز الشموخ والإباء والمجد في دنيا العلم والأدب والجهاد منذ أقدم العصور والأزمنة، ونشير هنا إلى أهم شخصياتها الدينية من العلماء الفطاحل الذين أقاموا فيها وتخرجوا من معاهدها ونبغوا فيها.
(1) حميد بن زياد النينوي مؤسس جامعة العلم في كربلاء (المتوفى سنة 310 هـ).
(2) الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (المتوفى سنة 460 هـ).
(3) الشيخ هشام بن الياس الحائري صاحب (المسائل الحائرية) (المتوفى سنة 490 هـ).
(4) السيد فخار بن معد الحائري الموسوي (المتوفى سنة 630 هـ).
(5) الشيخ احمد بن فهد الحلي الاسدي (المتوفى سنة 841 هـ).
(6) الشيخ إبراهيم الكفعمي (المتوفى سنة 900 هـ).
(7) السيد نصر الله الحائري المدرس في الروضة الحسينية (المتوفى سنة 1168 هـ).
(8) الشيخ يوسف البحراني (المتوفى في كربلاء سنة 1186 هـ) - المدفون في الحضرة الحسينية -.
(9) المؤسس الوحيد باقر البهبهاني (المتوفى سنة 1205 هـ) والمدفون في الحضرة الحسينية.
(10) السيد محمد مهدي بحر العلوم (المتوفى 1212 هـ).
(11) السيد علي الطباطبائي الشهير بصاحب الرياض المتوفى سنة 1231 هـ دفن بجوار الإمام الحسين (عليه السلام).
(12) الشيخ شريف العلماء المازندراني (المتوفى سنة 1245 هـ).
(13) الشيخ خلف بن عسكر الحائري (المتوفى سنة 1246 هـ).
(14) الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب الفصول (المتوفى سنة 1261 هـ).
(15) السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط (المتوفى سنة 1262 هـ).
(16) الشيح عبد الحسين الطهراني (المتوفى سنة 1286 هـ).
(17) السيد مرزا صالح الداماد (المتوفى سنة 1303 هـ).
(18) الشيخ زين العابدين المازندراني (المتوفى سنة 1309 هـ).
(19) السيد محمد حسين المرعشي (المتوفى سنة 1315 هـ).
(20) الشيخ محمد تقي الشيرازي (المتوفى سنة 1338 هـ).
(21) السيد هادي الحائري الخراساني (المتوفى سنة 1368).
(22) السيد عبد الحسين آل طعمة (المتوفى سنة 1380 هـ).
(23) السيد مرزا مهدي الشيرازي (المتوفى سنة 1380 هـ).
(24) السيد محمد علي الطباطبائي (المتوفى سنة 1381 هـ).
من الذاكرة
سنة 61 هـ. 680م لما انتهى الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء وأحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال: ما اسم تلك القرية؟ وأشار إليها، فقيل له: اسمها العقر فقال (عليه السلام): نعوذ بالله من العقر فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها؟ فقالوا: كربلاء، قال: أرض كرب وبلاء.
في العاشر من المحرم سنة 61 هـ استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الميامين فيها ودفن في الحائر المقدس.
في عهد يزيد بن معاوية حدثت ثورة يزيد بن المهلب في ميدان العقر بالقرب من كربلاء، على ضفة الفرات ودارت هنالك معركة رهيبة أسفرت عن انسحاب الثوار أمام جيش مسلمة بن عبد الملك قائد جيش يزيد.
سنة 369 هـ. 979م حدثت غارة ضبّة بن محمد الأسدي على كربلاء عندما كان أميراً لعين التمر.
سنة 479 هـ. 1086م غارت خفاجة على كربلاء في زمن إمارة سيف الدولة.
سنة 795 هـ. 1392م وقعت هجمات تيمورلنك على كربلاء.
سنة 858 هـ. 1454م استولى مولى (علي المشعشعي) على كربلاء ونهب المشهد الحسيني وقتل أهلها قتلا ذريعا واسر من بقي منهم إلى دار ملكه في البصرة.
سنة 1013 هـ. 1604م غزت قبيلة آل مهنا كربلاء بزعامة أميرها المدعو - ناصر بن مهنا - وبسطت زعامتها على المدينة 40 عاماً إلى سنة 1053 هـ. 1643م.
سنة 1216 هـ. 1801م، أغار الوهابيون على مدينة كربلاء بقيادة سعود بن عبد العزيز وقتلوا اغلب أهلها في الأسواق والبيوت، وهدموا قبة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ونهبوا جميع ما في المدينة والمرقد الشريف من أموال وسلاح ولباس وفضة وذهب وكانت تسمى بحادثة (الطف الثانية).
سنة 940هـ. 1534 م، احتل العثمانيون العراق وقام السلطان سليمان القانوني بحفر نهر من الفرات سمي (النهر السليماني) وهو نهر الحسينية الحالي.
سنة 1241 هـ. 1825 م، وقعت حادثة المناخور في عهد الوالي داود باشا حيث حاصرت قوات داود باشا كربلاء بقيادة أمير خيالته (سليمان ميراخور) حيث حاصرها واستباح حماها لمدة 8 أشهر.
سنة 1258 هـ. 1842 م، وقعت حادثة محمد نجيب باشا إذ اجبر سكان مدينة كربلاء بقوة السلاح للخضوع لحكم العثمانيين.
سنة 1032هـ. 1623 م، احتل الإيرانيون العراق بزعامة الشاه عباس الصفوي.
سنة 1047هـ. 1638 م، حاصر السلطان العثماني مراد الرابع مدينة كربلاء.
سنة 1293 هـ. 1876 م، حدثت حركة علي هدلة المناوئة للحكومة العثمانية.
سنة1341هـ. 1923 م، هاجم الوهابيون مدينة كربلاء مرة ثانية.
سنة 1338هـ. 1920 م، اندلعت الثورة العراقية المسماة - ثورة العشرين العظيمة -، وكان اندلاعها من مدينة كربلاء التي اتخذت معقلا للثوار وعلى رأسهم المرحوم الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي وإصداره فتواه بتحريم انتخاب غير المسلم لحكم العراق.
في 29 حزيران 1920 م، القي القبض على الشيخ محمد رضا نجل الإمام الشيرازي مع تسعة من الشيوخ والإعلام المجاهدين وتم تسفيرهم إلى هنكام.
المصادر
كربلاء في الذاكرة: تأليف سلمان هادي الطعمة، ط1، سنة 1988م - بغداد (بتصرف).
تراث كربلاء: سلمان هادي الطعمة، ط1، سنة 1983م.
موسوعة العتبات المقدسة: ج8، ط2، سنة 1987م.
العراق قديماً وحديثاً: السيد عبد الرزاق الحسني.
ما هو معنى الحير
لم يرد في التأريخ أو كتب الحديث ذكر لكربلاء باسم الحائر أو الحير قبل واقعة الطف أو أثنائها وحتى بعدها بزمن يسير. إذ أن الأحاديث النبوية المخبرة بقتل الحسين (عليه السلام) بأرض العراق تضمنت كل الأسماء عدا الحائر. فمنها ما ورد فيه اسم كربلاء ونينوى، وأرض الطف، وشط الفرات، وشاطئ الفرات، ولا واحد منها ورد فيه اسم الحائر أو الحير مع أنها جاءت بأسماء هذه الأرض كلها(1). أما كلمة الحير فقد وردت في دائرة المعارف الإسلامية الفرنسية (بانّ بختنصر بنى هناك لتجار العرب الموجودين في بلاده حيراً أي محلاً على نحو سوق محلي جمعهم فيه)(2). وجاء قي الصحاح قول اللغويين: (والحير بالفتح، شبه الحضيره، والحمى، والبستان، منه الحير بكربلاء)(3).
ففي أخبار الإمام الصادق (عليه السلام) نجد اسم الحير في أوائل القرن الثاني من الهجرة، وقد رأينا فيما سبق أن الطبري في حوادث سنة (193هـ) يعبر عن كربلاء أيضا بهذا الاسم في أواخر هذا القرن، ولكن لم يقدر له البقاء طويلاً على ما يظهر كما قدر لاسم الحائر، فانقرض استعماله وزال مع الزمن إذ لم يعد له ذكر بعد القرن الثالث والرابع من الهجرة(4).
تاريخ كربلاء الحقيقي
ورد لكربلاء ذكر في كتب التاريخ القديمة، فقد سكنها قوم من النصارى والدهاقين، وعلى أرضها أُقيم معبد تقام فيه الصلاة، ومن حولها معابد أخرى، وقد عثر في القرى المجاورة لها على جثث للموتى داخل أوانٍ خزفية يعود تاريخها إلى ما قبل عهد السيّد المسيح عليه السّلام.
وفي عهد الفتوحات الإسلاميّة مر بها خالد بن عرفطة سنة 14 هـ، واتخذها مقراً لجنده ومعسكراً لجيشه فترة من الزمن ثم انتقل منها إلى الكوفة بعد بنائها وتمصيرها. ونزلها أيضاً خالد بن الوليد قبل هذا التاريخ أي في سنة 12 هـ عند مسيره لنجدة عياض بن غنم (5). ويروي الشيخ المفيد (قدس سره) في كتاب (الإرشاد) حديثاً مفاده أن الإمام علي (عليه السلام) عند توجهه إلى صفين عام 36 هـ بلغ طف كربلاء فأخذ ينظر يميناً وشمالاً ثم استعبر وقال: هذا مناخ ركابهم وموضع قتلهم فسئل ما هذا الموضع؟ فأجاب (عليه السلام): هذه كربلاء يقتل فيها قوم يدخلون الجنة بغير حساب ثم سار الإمام علي (عليه السلام) دون أن يعرف الناس تأويل حديثه، حتى كان أمر الحسين (عليه السلام) وقد مر من كربلاء سنة (61 هـ. 680 م) وخيم فوق أرضها (6).
أما تاريخ كربلاء الحقيقي فقد بدأ يوم وصلها الإمام أبو عبد الله الحسين بن عليّ (عليه السّلام) سنة 61 هـ وكرر فيها موقفه الرافض لبيعة يزيد بن معاوية معلناً الثورة عليه، وكان أهل الكوفة قد كتبوا إليه يدعونه بالقدوم عليهم لنصرته، ولما بلغ أطراف بلدهم تخاذلوا عنه، فصبر وجاهد ولم يهن، وواجه بالقلة القليلة من أهل بيته وأصحابه الجيشَ الكبير الذي خرج لقتاله. وفي اليوم العاشر من محرم حدثت الواقعة التي أدمت قلوب المسلمين، وأفزعت نفوسهم، وأسفرت عن مصرع الإمام الحسين (عليه السّلام) ومن معه. وفي كتب المقاتل - وهي كثيرة - تفاصيل تلك الواقعة الخالدة التي ضرب فيها الإمامُ الحسين (عليه السّلام) وأهله وأصحابه الميامين أروعَ الأمثلة في قوة الإيمان وصدقه، وما أبدوه من ضروب الصمود والشجاعة.
وهكذا أصبحت كربلاء بعد هذه الواقعة من المدن الإسلاميّة المقدسة والحواضر المعروفة، فقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يُعلي شأنها، ويجعلها مهوى أفئدة الملايين من المسلمين، ومقصدَ الجموع الغفيرة من الصالحين، وحباها بنعمة دائمة لا تزول، واسمها يتردد على ألسنة المؤمنين يترنمون به، ويلهجون بذكره، ويهفو إليها البعيد والقريب بعد أن خصها البارئ الجليل بمقام كريم ومرقد عظيم، ذلك هو مرقد سبط الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الإمام الحسين بن عليّ (عليه السّلام)، فنُسبت إليه المدينة، وقيل عن كربلاء مدينة الحسين (عليه السّلام).
وهكذا أخذت كربلاء بالتوسع والازدهار، لما ذكر إضافة لخصوبة تربتها وكثرة العيون المنتشرة في أرجائها، وكان يومئذ بدء نزول القوافل العربية أرض العراق وسكناهم بها واتخاذهم خط الحيرة وعين التمر والأنبار منزلاً لهم، وذلك على امتداد نهر الفرات الذي كان يدعى بنهر (بالاكوباس) وأخيرا عرف بنهر العلقمي. كان يجري في الجنوب الغربي ماراً بطف كربلاء ويذكر النويري في كتابه (بلوغ الأدب في فنون الأدب) قال أن الفرات بعد أن يمر بهيت ويتجاوز الأنبار ينقسم إلى قسمين ثم يأخذ نحو الجنوب الغربي قليلاً وهو المسمى بالعلقمي، وذهب فريق من المؤرخين إلى أن القسم المحاذي لطف كربلاء قد كلف بحفره رجل من (بني علقمة) بطن من تميم ثم من (دارم) جدهم علقمة بن زراره بن عدس، فسمى النهر بالعلقمي، حيث كان نهر الفرات الذي أطلق عليه مؤرخو العرب المسلمين المتأخرين، نهر العلقمي كان آثار النهر ظاهرة حتى العصور المتأخرة، ثم اندثر عندما فتح السلطان سليمان القانوني سنة (940 هـ. 1533م) نهر السليمانية - الذي يطلق عليه اليوم (الحسينية)(7).
ومما جاء عن استمصار كربلاء بعد واقعة الطف ما رواه (سبط ابن الجوزي) عن السدي بأنه قال: نزلت بكربلاء ومعي طعام للتجارة، فنزلنا على رجل فتعشينا عنده، وتذاكرنا قتل الحسين (عليه السلام)، وقلنا: ما شرك أحد في دم الحسين (عليه السلام) إلاّ ومات أقبح موتة، فقال الرجل: ما أكذبكم! أنا شركت في دمه، وكنت فيمن قتله وما أصابني شيء، فلما كان آخر الليل إذا بصياح، قلنا ما الخبر؟ قالوا: قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت إصبعه ثم دب الحريق في جسده فاحترق. قال السدي: فأنا والله رأيته كأنه حممه(8).
التسلسل الزمني للتطور العمراني
يرجع تأريخ بناء كربلاء وتأسيسها إلى القرن الرابع الهجري. روى المسعودي في تاريخه (مروج الذهب): جدد بناء قبر الحسين (عليه السلام) (فنا خسرو) الملقب عضد الدولة بن أبي الحسن بن علي بن أبي شجاع البويهي، وبنى حوله مسجداً وشيد بجانبه دوراً للسكنى المجاورين للقبر، وأمر بتوسيع الحائر (كربلاء) حتى جعل مساحته المحيطية 2400 قدم، وبنى بجانب قبر الحسين (عليه السلام) العمارات والخانات وقطنها الكثير من الأسر العلوية وغير العلوية من العرب المسلمين، وهكذا أخذت مدينة الحسين (عليه السلام) تتوسع شيئاً فشيئاً ولم ينقض القرن الرابع الهجري إلا وفي كربلاء زهاء (2200) نسمة من العلويين عدا غيرهم من العرب المسلمين. وبذلك يعتبر عضد الدولة (فنا خسرو) أول أمير من أمراء المسلمين قد شيّد قصبة كربلاء الماثلة للعيان اليوم، وخصص المبالغ الطائلة لتمصيرها وعمرانها. واستغرق بناء الحائر الحسيني - قصبة كربلاء - زهاء ثلاث سنوات حيث بدأ بالبناء في عام (369 هـ. 979م) وأنجز عام (371 هـ. 981م).
وبالرغم من المحن والنكبات التي أصابت كربلاء خلال تأريخها الطويل سيما حادثة الوهابيين التي وقعت سنة (1216 هـ. 1801 م) أصبحت كربلاء في حال يرثى لها. إذ هجم الوهابيون على هذه المدينة مستغلين غياب اكبر عدد من أهلها لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) بمناسبة عيد الغدير المصادف (18 ذي الحجة) حيث عاثوا فيها فساداً، فقتلوا الكبار والصغار على حد سواء، وسرقوا النفائس الثمينة من حرم الحسين (عليه السلام) حتى سميت هذه الواقعة بـ (غدير دم)، لما جرى فيها من انتهاكات.
وفي عام (1217 هـ. 1802م): قام السيد صاحب الرياض بإصلاح خرابها، وأعاد إليها العمران رويداًً رويداً بعد أن سوّرها وجعل لها الأطراف الستة وفي عام (1285 هـ. 1867 م): قام الوالي العثماني مدحت باشا بعمران هذه المدينة، إذ خطط لها مخططاً جديداً، فقسمت هذه المدينة إلى قسمين كربلاء القديمة وهي الحائر، والمحلة الجديدة التي تسمى الآن بالعباسية الشرقية والغربية. ولعبت أيادي الاستعمار مطلع القرن العشرين دوراً في الانتقام من هذه المدينة العريقة، لأنها كانت مهد ثورة العشرين الكبرى في عراقنا الحبيب، وبالرغم من مشيئة المستعمرين، أبت الأقدار إلاّ أن تواكب هذه المدينة المقدسة التقدم الحضاري والعمراني، فنالت بعض الازدهار وتنفست الصعداء، وبلغ سكان كربلاء حسب إحصاء 1947م هو 69396 نسمة، بينما بلغ تعداد نفوسها حسب إحصاء 1957م بـ (83300) نسمة، كما بلغ تعداد نفوس مركز المحافظة فقط عام 1970 بـ (90000) نسمة(9)، أما مساحة مركز محافظة كربلاء حسب المسح الذي قام به طلاب الصف الخامس للدورة الرابعة لخريجي ثانوية كربلاء لسنة (1317 هـ. 1919 م) تقدر بـ 6 كم، أما في عام (1970 م) بعد استحداث الأحياء السكنية الجديدة تقدر مساحة مركز المحافظة بـ 25 كم2 واليوم تقدر مساحة مركز المحافظة بأضعاف الرقم السابق، أما عدد نفوسها أكثر من 750000 نسمة.
وتقسم المدينة من حيث العمران إلى قسمين يسمى الأول «كربلاء القديمة» وهو الذي أقيم على أنقاض كربلاء القديمة، ويدعى القسم الثاني «كربلاء الجديدة» والبلدة الجديدة واسعة البناء ذات شوارع فسيحة وشيدت فيها المؤسسات والأسواق والمباني العامرة والمدارس الدينية والحكومية الكثيرة، ويصل المدينة الخط الحديدي الممتد بين بغداد والبصرة بفرع منه ينتهي بسدة الهندية طوله 36 كم وتربطها بالعاصمة وبسائر الأطراف طرق مبلطة حديثة.
ويمكن تلخيص التوسعة والاعمار التي شهدتها المدينة المقدسة بالتسلسل التاريخي الآتي:
في 12 محرم عام 61 هـ. 680م، بدأ تاريخ عمران مدينة كربلاء بعد واقعة الطف بيومين حيث دفن بنو أسد رفات الإمام الحسين (عليه السلام) وأخيه العباس (عليه السلام) وصحبه الميامين (عليهم السلام).

من مواضيع : ابو عبدالله 0 كربلاء في التأريخ
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:52 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية