من الجهل ان يعتقد الإنسان انه بلغ درجة الكمال والتمام ..
في نظرته للأمور..مهما كانت خبراته المكتسبه..
اما من خلال صعوبة المنعطفات التي مربها في حياته..
او من خلال عمق احتكاكه بشتى اصناف البشر..
فهو مع ذلك يظل في مقام البشر
لا يملك من معرفة الحقيقة بالقدر الذي يجعله يؤكد مايراه اكثر مما هو ظاهر امام العيان..
فلا يحق له في لحظة من اللحظات ان يظن نفسه صاحب رأي صحيح بإستمرار وان ماعاداه مخطئ لايستحق الا التسفيه..
وعدم اتاحة المجال له لسماع صوته..
فعلى الإنسان ان يتذكر دوما بأن طبيعته البشريه تحتم عليه النظر الى الأمور بتحيز لصالح نفسه..
ومتى ماوعى وادرك ذلك فسيتريث قبل اصدار حكم يتفق فقط مع عواطفه..
والذي قد يسئ الى وجهة نظره ..فتبدو قاصرة غير ناضجة..وبعيدة كل البعد عن الواقعية والعدل..
وعليه سيفقد الكثير من محبة الآخرين وتقديرهم واحترامهم واخلاصهم له..
وكل ماسبق لايعني اننا ندعو الى ضرورة اتفاق الآراء..فتفاوت الآراء امر مألوف وطبيعي..
وانما المطلوب هو ان نعي بأنه ليس من المعقول الإعتقاد بأن نظرتنا صحيحة بإستمرار وان اراءنا لاتحتاج الى اي دراسة
فهي الأفضل والأرجح على الدوام.. لان الكمال لله سبحانه0
ومن هنا يمكننا ان نقيم مدى نضج واتزان العقول وذلك بحسب قدرتها على ضبط النفس وتجاوزاتها الحمقاء..
منقول