اولا بالنسبة للسجود على القطن و الكتان عن الائمة عليهم السلام :
قال الصادق (ع) : ( السجود على ما انبتت الارض إلاّ ما اُكل أو لبس ) .
و عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : وكلّ شيء يكون غذاء الإنسان في مطعمه أو مشربه أو ملبسه فلا تجوز الصلاة عليه ولا السجود إلاّ ما كان من نبات الأرض من غير ثمر قبل ان يصير مغزولاً ، فاذا صار غزلاً فلا تجوز الصلاة عليه إلاّ في حال ضرورة . وللاطلاع على بقية الروايات راجعوا وسائل الشيعة : 5 / 343 ط : مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) .
روي ان التابعي الفقيه مسروق بن الاجدع المتوفي عام 62 كان يصحب في اسفاره لبنة من المدينة يسجد عليها كما اخرجه ابن شيبة في كتابه المصنف باب من كان حمل في السفينة شيئا يسجد عليه . فاخرج باسنادين ان مسروقا كان اذا خرج خرج ومعه في السفينة لبنة يسجد عليها' ابو بكر شيبة : المصنف 1 \ 400 كما في السجدة على التربة 91 ... من كتاب السنة في مايصح السجود عليه للدكتور شمران العجلي.
وفي نفس المصدر السابق من كتاب السنة للعجلي ص 24 'وكان مسروق بن الاجدع من اصحاب ابن مسعود: لايرخص في السجود على غير الارض حتى في السفينة'. طبقات ابن سعد 6\53.
--------------------------------------------------------------
اما عما ذكرته عن الامام علي عليه الاسلام بشأن ارغام الانف
فهو مشهور (الارغام بالانف) وعن غير واحد دعوى الاجماع عليه، وعن ظاهر الصدوق في الفقيه والهداية: والقول بوجبه. وهو الاقوى بحسب الروايات كموثق عمار عن جعفر (ع) عن ابيه (ع) قال: قال علي (ع): لاتجزي صلاة لا يصيب الانف ما يصيب الجبين ومصحح عبد الله بن المغيرة قال: اخبرني من سمع ابا عبد الله (ع) يقول: لا صلاة لمن لم يصب انفه ما يصيب جبينه وقيل: يتعين حملها على الاستحباب لوجوده: مادل على انه سنة: كصحيح زرارة قال أبو جعفر (ع): قال رسول الله (ص): السجود على سبعة اعظم: الجبهة، واليدين، والركبتين، والابهامين من الرجلين، وترغم بانفك ارغاما، اما الفرص فهذه السبعة واما الارغام بالانف فسنة من النبي (ص) الوسائل باب 4 من ابواب السجود حديث 2.
بالاضافة لهذا تجد الكثير من الشيعة بالرغم من استحبابية الارغام يرغمون انفهم على التربة الحسينية زيادة في التذلل لله
------------------------------------------------------------
الان لنأتي لقول ائمتك في السجود على التربة :
ان من اكبر الادلة على السجود على التربة _ حديث الخمرة _
الخُمْرَة : هي مقدارُ ما يَضَع الرجُل عليه وجْهه في سجوده من حَصِير أو نَسِيجة خُوص ونحوه من النَّباتِ ولا تكون خُمْرة إلا في هذا
المقدار وسُمِّيت خُمْرة لأنّ خُيوطها مَسْتُورة بِسَعَفِها . وقال ابن حجر العسقلاني في الفتح :
وَالْخُمْرَة : هُوَ مُصَلًّى صَغِير يُعْمَل مِنْ سَعَف النَّخْل . فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 20) 1- الصحابي عبد الله بن عـباس .
فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده : عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ . 2- عبد الله بن عمر .
روى أحمد بن حنبل : عَنِ الْبَهِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ n يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ . مسند أحمد - (ج 11 / ص 439) وروى أيضا : عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهقَالَ لِعَائِشَةَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَتْ إِنَّهَا حَائِضٌ قَالَ إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي كَفِّكِ .
3- الصحابي أنس بن مالك . روى أحمد بن حنبل : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَتَبْسُطُ لَهُ نِطْعاً فَيَقِيلُ عَلَيْهِ فَتَأْخُذُ مِنْ عَرَقِهِ
فَتَجْعَلُهُ فِي طِيبِهَا وَتَبْسُطُ لَهُ الْخُمْرَةَ فَيُصَلِّي عَلَيْهَا . مسند أحمد - (ج 24 / ص 108) 4- أم المؤمنين أم سلمة .
روى أحمد بن حنبل : عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ . 5- أم المؤمنين عائشة .
روى أحمد بن حنبل : عَنْ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه قَالَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ قَالَتْ إِنِّي حَائِضٌ قَالَ إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي يَدِكِ .
6- أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث . روى البخاري في صحيحه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ .صحيح البخاري / ح 381 /21 - باب الصَّلاَةِ عَلَى الْخُمْرَةِ / ص 87 وروى أحمد بن حنبل : عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ فَيَسْجُدُ فَيُصِيبُنِي ثَوْبُهُ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ وَأَنَا حَائِضٌ .
7- أم المؤمنين أم حبيبة . قال الترمذي بعد ذكر حديث ابْن عَبَّاس أن النبي كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ : وَفِي الْبَاب عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ سُلَيْمٍ وَعَائِشَةَ وَمَيْمُونَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ .. . 8- الصحابية أم كلثوم بنت أم سلمة روى ابن خزيمة : عن أبي قلابة ، عن أم كلثوم بنت أم سلمة ، أن النبي كان يصلي على الخمرة .صحيح ابن خزيمة – ح 957 (ج 4 / ص 127) 9- الصحابية أم سليم . روى أحمد : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَتَبْسُطُ لَهُ نِطْعاً فَيَقِيلُ عَلَيْهِ فَتَأْخُذُ مِنْ عَرَقِهِ فَتَجْعَلُهُ فِي طِيبِهَا وَتَبْسُطُ لَهُ الْخُمْرَةَ فَيُصَلِّي عَلَيْهَا .
فلو لاحظنا هذا الحديث الأخير ((فَتَبْسُطُ لَهُ نِطْعاً فَيَقِيلُ عَلَيْهِ .. وَتَبْسُطُ لَهُ الْخُمْرَةَ فَيُصَلِّي عَلَيْهَا )) لعرفنا أن النبي لم يضع جبهته على النطع ( بساط مصنوع من الجلود ) ، بعكس باقي الأعضاء السبعة التي بطبيعة الحال كانت تلامس النطع ؛ لأن الخمرة تغطي الوجة فقط .. وأخيرا أقول لك إن النبي لم يسجد على غير التراب والنبات ، بل كان يتحرز محل سجود الجبهة بالذات دون البقية الأعضاء السبعة .
في مجموع الفتاوي في مسألة السجود ، وذلك بعد أن ساق مجموعة من الأحاديث في مسألة السجود :
( فَالْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ فِي حَالِ الِاخْتِيَارِ كَانُوا يُبَاشِرُونَ الْأَرْضَ بِالْجِبَاهِ وَعِنْدَ الْحَاجَةِ كَالْحَرِّ وَنَحْوِهِ : يَتَّقُونَ بِمَا يَتَّصِلُ بِهِمْ مِنْ طَرَفِ ثَوْبٍ وَعِمَامَةٍ وَقَلَنْسُوَةٍ ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَنَّهُ يُرَخَّصُ فِي ذَلِكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ ..) مجموع فتاوى ابن تيمية /ج 22 / كتاب الصلاة /الصلاة على السجادة /ص 92 / ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
أقول : إن أعدل الأقوال عند ابن تيمية السجود على الأرض في الإختار وعلى الثوب وغيره في الضرورة كالحر وغيره . وبعد أن ذكر مجموعة أخرى من الأدلة على سجود النبي، وصل ابن تيمية إلى هذه النتيجة وهي أن سجود الشيعة ( السجود على الأرض أو ما أنبتت ) هو السجود المتفق عليه عند علماء السنة وسجود غير الشيعة والامام مالك هو السجود المتنازع فيه :
( وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي جَوَازِ الصَّلَاةِ وَالسُّجُودِ عَلَى الْمَفَارِشِ إذَا كَانَتْ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ كَالْخُمْرَةِ وَالْحَصِيرِ وَنَحْوِهِ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي كَرَاهَةِ ذَلِكَ عَلَى مَا لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ : كَالْأَنْطَاعِ الْمَبْسُوطَةِ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ وَكَالْبُسُطِ وَالزَّرَابِيِّ الْمَصْبُوغَةِ مِنْ الصُّوفِ .. ) مجموع فتاوى ابن تيمية /ج 22 /كتاب الصلاة / الصلاة على السجادة / ص 93/ ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
ثم ساق ابن تيمية أدلة أصحاب السجود المخالف : (وَقَدْ اسْتَدَلُّوا عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ أَيْضًا بِحَدِيثِ عَائِشَةَ فَإِنَّ الْفِرَاشَ لَمْ يَكُنْ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ أَدِيمٍ أَوْ صُوفٍ . وَعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : " { كَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي عَلَى الْحَصِيرِ وَعَلَى الْفَرْوَةِ الْمَدْبُوغَةِ } رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو داود مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُغَيَّرَةِ . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرازي : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ مَجْهُولٌ . وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ " { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ } رَوَاهُ أَحْمَد وَابْنُ ماجه .) مجموع فتاوى ابن تيمية /ج 22 /كتاب الصلاة / الصلاة على السجادة / ص 94/ ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
------------------------------------------------
ما رأيك الان يا ابو ديمة ..؟!
بوركت يا شاعرة الحسين
حياك الله ونصرك وايدك وحشرك في الاخرة مع الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام