بعض الروايات التي تبين ان ارض فدك ملك للسيدة فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام من مصادر المخالفين
قال ياقوت الحموي: فدك، قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، أفاءها الله تعالى على رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) في سنة سبع صلحاً، وذلك أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلاّ ثلث، واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يسألونه أن يُنزلهم على الجلاء وفعل، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك.
فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيها عيّن فوّارة ونخيل كثيرة، وهي التي قالت فاطمة (عليها السلام): إن رسول الله نحلنيها.
فقال أبو بكر أريد لذلك شهوداً، ولها قصة.(معجم البلدان، الحموي: 4 / 238)
دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فأعطاها فدك
قال ابن كثير: قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا أبو يحيى التيمي، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد قال: لما نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)(سورة الإسراء: 26) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) فأعطاها فدك.( تفسير القرآن العظيم: ابن كثير: 3 / 39)
وقال السيوطي: وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)قال: لما نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فأعطاها فدك.
أقطع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فدكاً
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) أقطع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فدكاً.(الدر المنثور، السيوطي: 5 / 273 ـ 274)
وأخرج ابن جرير، عن علي بن الحسين (عليه السلام) انّه قال لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أفما قرأت في بني إسرائيل (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)؟ قال: وانكم للقرابة الذي أمر الله أن يؤتى حقّه؟
قال: نعم.(الدر المنثور، السيوطي: 5 / 271، روح المعاني، الآلوسي: 15 / 62، فتح القدير: 3 / 224 و 21 / 44)
ورواه الطبري بسنده قال: حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا الصباح بن يحيى المزني عن السدي عن أبي الديلم عن علي بن الحسين... الخ.(جامع البيان في تفسير القرآن، الطبري: 15 / 53 وط اُخرى: 15 / 72)
ورواه الشيعة عن الصادق (عليه السلام): وحقّهم توقيرهم وأعطاؤهم الخمس.(روح المعاني، الآلوسي: 15 / 62)
وقال القرطبي: قال علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) هم قرابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).(الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: 10 / 247)
وروي عن السدي: انّ المراد بذي القربى هم: أقارب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).(روح المعاني، الآلوسي: 15 / 62)
نصوص الحوار في شأن فدك
نحن أحق الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
1 ـ الطبراني بسنده عن عمر قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)جئت أنا وأبو بكر إلى علي (عليه السلام) فقلنا: ما تقـول فيما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
قال: نحن أحق الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبما ترك.
أما والله حتى تحزّوا رقابنا بالمناشير فلا!!
قال: فقلت: والذي بخيبر؟!
قال: والذي بخيبر.
قلت: والذي بفدك؟
قال: والذي بفدك.
فقلت: أما والله حتى تحزّوا رقابنا بالمناشير فلا!!( المعجم الأوسط، الطبراني 6 / 162 ـ 163 ح 5335، مجمع الزوائد، الهيثمي: 9 / 39 ـ 40 ب فيما تركه (صلى الله عليه وآله وسلم).)
إن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) جعلها في حياته لفاطمة
وقد ذكر ذلك الحموي قال:
فكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جعلها في حياته لفاطمة (عليها السلام).(معجم البلدان، الحموي: 4 / 239)
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاني فدك
2 ـ ابن شبّه النميري البصري (المتوفّى سنة 262 هـ) حدثنا محمد بن عبدالله بن الزبير قال: حدّثنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثني النميري بن حسان، عن زيد بن علي أن فاطمة (عليها السلام) أتت أبا بكر فقالت: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أعطاني فدك.
فقال لها: هل لك على هذا بيّنة؟
فجاءت بعليّ (عليه السلام) فشهد لها، ثمّ جاءت بأمّ أيمن فقالت: أليس تشهد أنّي من أهل الجنّة؟
(هذا وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال في حقّ اُمّ أيمن رضي الله تعالى عنها: من سرّه أن يتزوّج امرأة من أهل الجنّة فليتزوج اُمّ أيمن.
راجع: الطبقات الكبرى، ابن سعد: 8 / 224،الإصابة، ابن حجر: 8 / 171، سير أعلام النبلاء، الذهبي: 2 / 224، فيض القدير، المناوي: 6 / 152، كنز العمال، الهندي: 12 / 146 ح 34416.
وكما روي أيضاً عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال في حقّها: هي أمي بعد أمي.
راجع: فتح الباري: 7 / 88، تحفة الأحوذي: 10 / 217، شرح النووي على صحيح مسلم: 16 / 9، فيض القدير، المناوي: 2 / 184، تهذيب التهذيب: 12 / 486، تهذيب الكمال، المزي: 35 / 329، الاستيعاب، ابن عبد البر: 4 / 1794، الإصابة، ابن حجر: 8 / 169، تهذيب الأسماء واللغات، النووي: 2 / 621.)
قال: بلى.
قالت: فأشهد أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاها فَدك.
فقال أبو بكر: فبرجل وامرأة تستحقينها أو تستحقين بها القضية.(تاريخ المدينة المنورة، ابن شبّه: 1 / 199 ـ 200، وفاء الوفاء للسمهودي: 3 / 1000)
فجاءت بعلي (عليه السلام) فشهد لها
3 ـ وقد روى حديث الإشهاد أبو بكر الجوهري أيضاً قال: أخبرنا أبو زيد قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن الزبير، قال حدثنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثني النميري بن حسان، عن زيد بن علي (عليه السلام) قال: إن فاطمة (عليها السلام) أتت أبا بكر فقالت: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أعطاني فدك.
فقال لها: هل لك على هذا بيّنة؟
فجاءت بعليّ (عليه السلام) فشهد لها.
فأنا أشهد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاها فَدك
ثمّ جاءت بأمّ أيمن فقالت: ألستما تشهدان أنّي من أهل الجنّة؟
قالا: بلى.
(قال أبو زيد: يعني انّها قالت لأبي بكر وعمر).
قالت: فأنا أشهد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاها فَدك.
فقال أبو بكر: فرجل آخر وامرأة اُخرى لتستحقي بها القضية.( السقيفة وفدك، الجوهري: 107، شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 16 / 219، الصواعق المحرقة: 79 ب 2، معجم البلدان: 4 / 239)
فشهد لها علي (عليه السلام) واُمّ أيمن
وقال الحلبي (ت 1044 هـ) عن الواقدي: ولعل طلب إرثها (عليه السلام) من فدك كان منها بعد أن أدعت (عليها السلام) أنّ النبي (عليه السلام) أعطاها فدكاً.
وقال لها: هل لك بينة؟ فشهد لها علي كرم الله وجهه واُمّ أيمن، فقال لها: أبرجل وامرأة تستحقينها.(السيرة الحلبية، الحلبي: 3 / 487)
إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعل لي فدك
5 ـ وقال البلاذري (ت 279 هـ): وحدثنا عبدالله بن ميمون المكتب، قال: أخبرنا الفضيل بن عياض، عن مالك بن جعونة، عن أبيه، قال: قالت فاطمة (عليها السلام)لأبي بكر: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعل لي فدك، فأعطني إياها. وشهد لها علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فسألها شاهداً آخر فشهدت لها اُمّ أيمن!
فقال: قد علمت يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه لا تجوز إلاّ شهادة رجلين أو رجل وامرأتين، فانصرفت.
فقد جعلها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي
6 ـ وقال: وحدثني روح الكرابيسي قال: حدثني زيد بن الحباب، قال: أخبرنا خالد بن طهمان، عن رجل حسبه روح جعفر ابن محمد أنّ فاطمة (عليها السلام) قالت لأبي بكر: أعطني فدك، فقد جعلها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي.
فسألها البينة فجاءت باُمّ أيمن ورباح مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشهدا لها بذلك.
فقال: إنّ هذا الأمر لا تجوز فيه إلاّ شهادة رجل وامرأتين.(فتوح البلدان، البلاذري: 44، معجم البلدان، الحموي: 4 / 239)
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نحلنيها
7 ـ السمهودي عن المجد في ترجمة فدك... قالت فاطمة (عليها السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)نحلنيها.
فقال أبو بكر: أريد بذلك شهوداً، فشهد لها علي (عليه السلام) فطلب شـاهداً آخر، فشهدت لها اُمّ أيمن، فقال: قد علمت يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انّه لا يجوز إلاّ شهادة رجل وامرأتين، وانصرفت.(وفاء الوفا، السمهودي: 3 / 999)
بعض مصادرنا الشيعية
في الكافي عن الكاظم عليه السلام في حديث له مع المهدي أنّ الله تعالى لمّا فتح على نبيّه فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيّه صلىَّ الله عليه وآله وسلم وآت ذا القربي حقّه ولم يدر رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم من هم فراجع في ذلك وراجع جبرئيل ربّه فأوحى الله إليه ان أدفع فدك إلى فاطمة عليهَا السلام فدعاها رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم فقال يا فاطمة إنّ الله تعالى أمَرَني أن أدفع إليك فدك فقالت يا رسول الله من الله ومنك الحديث.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث له مع المأمون والآية الخامسة قول الله تعالى وآتِ ذَا القربى حقّه خصوصيّة خصّهم الله العزيز الجبّار بها واصطفاهم على الأمّة فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم قال ادعوا لي فاطمة عليها السلام فدعيت له فقال يا فاطمة قالت لبيّك يا رسول الله فقال هذه فدك هي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصّة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لكِ ولولدك.
والعياشي عن الصادق عليه السلام لمّا أنزل الله وآتِ ذَا القربى حقّه والمسكين قال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم يا جبرئيل قد عرفت المسكين من ذو القربى قال هم أقاربك فدعا حسناً وحسيناً وفاطمة فقال إنّ ربّي أمَرني أن أعطِيكم ممّا أفاء الله عليّ قال أعطيكم فدك مع أخبار اُخر في هذا المعنى.
منقول من كتاب محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله صل الله عليه واله لعبد الله الحسن