اطل عليكم اليوم ووقفة مع اسد تهابه الاسود وعبوسا في ميادين القتال عبوسا على الاعداء
عالم
تقي
له من شجاعة ابيه
يسمى سبع الكنطره
لااخفي عليكم كنت اعتقد هو ساقي للعطاشى في كربلاء ولكن للقب سبع الكنطره قصة مختلفة دهشت لقرائتها
ضافت الى نظرتي الكبيره لهذا الجليل ارويها لكم
قيل ان أمير المؤمنين عليه السلآم لما رجع من قتال صفين
انعزلت عنه طائفة من أصحابه قيل لهم الخوارج فاخذوا يحرضون الناس على قتاله في كل بلد يدخلونه حتى وصلوا النهروان ،وكان عليها عبد الله بن الخباب بن الارت واليا عليها من قبل الإمام علي ،
فقالوا له :ما تقول في الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأثنى عليهم جميعا ،قالوا له ما تقول في علي ابن أبي طالب (ع) قال ما أقول في رجل قال فيه ر سول الله علي مني بمنزلة هارون من موسى ألا خيرا .
قالوا الله اكبر لقد كفر الرجل ثم شدوا عليه فقتلوه وكانت زوجته حاملا وقد دافعت عنه فقتلوها وشقوا بطنها واستخرجوا جنينها وذبحوه على صدرها وكان ذلك على نهر دجلة فسالت دماؤهم جميعا في الماء .
فلما سمع (ع)بذلك خطب أصحابه ونعى إليهم عبد الله ابن الخباب وبكاه وقال :لا قعود بعد قتل العبد الصالح عبد الله ابن الخباب .
ثم تجهز للمسير وسار بعسكره حتى وصل إلى مدينة النهروان فلما سمع به القوم أغلقوا باب السور عليهم وتحصنوا فبعث إليهم عبد الله بن عباس (رض)فخطبهم وذكرهم فلم يفد ذلك . فنهض إليهم الإمام (ع)ورفع صوته يخاطبهم محذرا من الفتنة وحاججهم فألجمهم وذكرهم ووعظهم فرجع منهم جماعة عن حربه وأصر الباقون و اعلنوا العناد فعند ذلك شعر الإمام لحربهم واستعد معه أصحابه للحرب فقال (ع) لا ينهض لحربهم غيري وغير ولدي .
ثم مضى نحوهم ومشى خلفه ولده الحسن ثم الحسين ثم محمد ابن الحنفية فمسك الامام بباب المدينة واقتلعه قالع باب خيبر والقوم يرمونه وولده بالنبل .
وكان لمدينة النهروان أربعة أبواب فقال لولده الحسن (ع) : بني دونك ذلك الباب وأشار للباب الشرقي فمضى الحسن حيث أمره أبوه ،وقال للحسين (ع) :أنت عليك بالباب الغربي ، وقال لمحمد: أنت عليك بالباب الشمالي فمضيا حيث أمرهما أبوهما وانغمس (ع) في وسط المدينة وحمل عليهم بسيفه البتار فتركهم بين طريح وجريح ومنهزم .
وبينما هو كذلك وإذا بغلام قد اقبل فنظر إليه فإذا هو ولده ، فقال له: بني ما الذي جاء بك في هذا الوقت.
قال العباس – وكان في ذلك الحين غلاما صغيرا – يا أبتاه من هذا وأشار بيده إلى الحسن .
قال: هذا الحسن.
قال ومن أبوه ؟
قال: أنا أبوك علي .
قال العباس: ومن ذاك ؟
قال علي: هذا أخوك الحسين بن علي .
قال العباس : ومن ذاك وأشار إلى محمد ابن الحنفية ؟
قال علي:ذاك أخوك محمد بن علي.
قال إذا نحن أبناء أب واحد. قال :نعم يابني. فما الذي تريد بهذا. قال : ياسيدي أراك قد خصصت كل واحد من أخوتي بباب من أبو اب هذه المدينة يكون عليه عند الحملة وما أراك جعلتني على باب من أبواب هذه المدينة وهذا الباب الجنوبي ليس فيه احد من أخوتي واني جئت إليك لهذا الأمر .
فلما سمع الإمام كلام ولده تبسم وقال :يابني أنت غلام صغير بعد.
قال :يا أبتاه ألم تجاهد بين يدي رسول الله و أنت غلام صغير ؟
قال : نعم يا ولدي .
قال وأنا الشبل من ذاك الأسد أسألك بعيش عاشه رسول الله (ص) الا ما جعلتني على ذلك الباب.
قال علي :إن أمامه نهرا وعلى النهر قنطرة واني أخشى عليك منهم في مثل هذا المكان .
قال العباس :القنطرة لي وإنا لها وانا ولدك .
قال علي (ع) : وأنت كفؤ كريم دونك يابني ما تريد .
قال الراوي :ففرح وذهب مسرعًا نحو الباب المذكور ،ومضى علي (ع) يحمل فيهم كلما تجمع منهم جمع ، ثم صرخ فيهم صرخته المعروفة عند الغضب
فلم يجدوا بدا من الفرار ، قال عبد الله بن حازم الخارجي: لما صرخ علي صرخته المعروفة خلنا الحيطان تت جاوب معه فلذنا بالفرار فلما صرنا إلى الباب الشرقي إذا بالحسن هناك فلما رآنا حمل علينا وصاح فينا قائلا: امن قبلي تفرون وانا ابن أمير المؤمنين
فملنا إلى الباب الغربي فحمل علينا الحسين (ع) وهو ينادي أمن قبلي تفرون و إنا ابن سيد الوصيين
فصرنا إلى الشمالي وإذا بفتى اسمر اللون حمل علينا وهو ينادي: أنا ابن قائد الغر المحجلين
فسألت عنه فقيل: هذا محمد بن الحنفية فعند ذلك صاح بعضنا ببعض ويلكم عليكم بباب القنطرة .
الهرب الهرب من سيف علي وسيوف أولاده فلما صرنا إلى القنطرة إذا نحن بغلام صغير قد جثى على ركبتيه وعيناه تقدحان وبيده سيف وبالأخرى فرس فحمل علينا وهو ينادي: امن قبلي تفرون وأنا ابن الموت الأحمر أنا ابن علي ،
فما ترى إلا رؤوسا طائرة وأكفا نادرة وما زال يقاتل حتى انكسر سيفه فكان يأخذ بالفارس وهو على القنطرة ويرمي به في النهر حتى أدركه أبوه علي (ع) وقد انهزم القوم فحمله و وضعه على صدره وهو مبتسم وقبّله ما بين عينيه وقال له: بارك الله فيك يابني اني مدخرك ليوم اعظم من هذا اليوم .فأجابه (ع) قائلا:
لأنعمنك عينا وأنا ولدك . قال: كفؤ كريم
هو
قمر بني هاشم
كان العبّاس ( عليه السلام ) في روعة بهائه ، وجميل صورته آية من آيات الجمال ، ولذلك لقّب بقمر بني هاشم ، وكما كان قمراً لاَسرته العلوية الكريمة ، فقد كان قمراً في دنيا الاِسلام ، فقد أضاء طريق الشهادة ، وأنار مقاصدها لجميع المسلمين.
السقّاء
وهو من أجلّ ألقابه ، وأحبّها إليه ، أما السبب في امضاء هذا اللقب الكريم عليه فهو لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت عليهم السلام حينما فرض الاِرهابي المجرم ابن مرجانة الحصار على الماء ، وأقام جيوشه على الفرات لتموت عطشاً ذرية النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، محرّر الاِنسانية ومنقذها من ويلات الجاهلية... وقد قام بطل الاِسلام أبو الفضل باقتحام الفرات عدّة مرّات ، وسقى عطاشى أهل البيت ، ومن كان معهم من الاَنصار ، وسنذكر تفصيل ذلك عند التعرّض لشهادته.
بطل العلقمي
أمّا العلقمي فهو اسم للنهر الذي استشهد على ضفافه أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) ، وكان محاطاً بقوى مكثّفة من قبل ابن مرجانة لمنع ريحانة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسيّد شباب أهل الجنّة ، ومن كان معه من نساء وأطفال من شرب الماء ، وقد استطاع أبو الفضل بعزمه الجبّار ، وبطولته النادرة أن يجندل الاَبطال ، ويهزم أقزام ذلك الجيش المنحطّ ، ويحتلّ ذلك النهر ، وقد قام بذلك عدّة مرّات ، وفي المرّة الاَخيرة استشهد على ضفافه ومن ثمّ لُقِّب ببطل العلقمي.
حامل اللواء
ومن ألقابه المشهورة (حامل اللواء) وهو أشرف لواء انّه لواء أبي الاَحرار الاِمام الحسين ( عليه السلام ) ، وقد خصّه به دون أهل بيته وأصحابه ، وذلك لما تتوفر فيه من القابليات العسكرية ، ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من أهمّ المناصب الحسّاسة في الجيش وقد كان اللواء الذي تقلّده أبو الفضل يرفرف على رأس الاِمام الحسين ( عليه السلام ) منذ أن خرج من يثرب حتّى انتهى إلى كربلاء ، وقد قبضه بيد من حديد ، فلم يسقط منه حتى قطعت يداه ، وهوى صريعاً بجنب العلقمي.
كبش الكتيبة
وهو من الاَلقاب الكريمة التي تُمنح الى القائد الاَعلى في الجيش ، الذي يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبير ، وقوّة بأس ، وقد اضفي هذا الوسام الرفيع على سيّدنا أبي الفضل ، وذلك لما أبداه يوم الطفّ من الشجاعة والبسالة في الذبّ والدفاع عن معسكر الاِمام الحسين ( عليه السلام ) ، فقد كان قوّة ضاربة في معسكر أخيه ، وصاعقة مرعبة ومدمّرة لجيوش الباطل.
العميد
وهو من الاَلقاب الجليلة في الجيش التي تُمنح لاَبرز الاَعضاء في القيادة العسكرية ، وقد قُلّد أبو الفضل ( عليه السلام ) بهذا الوسام لاَنّه كان عميد جيش أخيه أبي عبدالله ، وقائد قوّاته المسلّحة في يوم الطفّ.
حامي الظعينة
ومن الاَلقاب المشهورة لاَبي الفضل ( عليه السلام ) (حامي الظعينة). يقول السيّد جعفر الحلّي في قصيدته العصماء التي رثاه بها:
حامى الظعينة أين منه ربيعة أم أين من عليـاً أبيـه مكرم
وانّما اضفي عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرّف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي ، فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهنّ وحراستهنّ وخدمتهنّ ، فكان هو الذي يقوم بترحيلهنّ ، وانزالهنّ من المحامل طيلة انتقالهنّ من يثرب إلى كربلاء.
ومن الجدير بالذكر أن هذا اللقب اطلق على بطل من شجعان العرب وفرسانهم وهو ربيعة بن مكرم ، فقد قام بحماية ظعنه ، وأبلى في ذلك بلاءً حسناً.
باب الحوائج
وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً ، وانتشاراً بين الناس ، فقد آمنوا وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلاّ قضى الله حاجته ، وما قصده مكروب إلاّ كشف الله ما ألمّ به من محن الاَيام ، وكوارث الزمان .
إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله ، وباب من أبوابه ، ووسيلة من وسائله ، وله عنده الجاه العظيم ، وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الاسلام ، والذبّ عن أهدافه ومبادئه ، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى استشهد في سبيله هذه بعض ألقاب أبي الفضل ، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الاَخلاق.
نافذتنا تطل عليه اليوم مولاي لنقف ونعرف عن سيرته
يستحق وقفات من الزمن احترام له
اسد قال له المعصوم اركب بنفسي انت
هو العباس ابن امير المؤمنين علي بن ابي طالب
أمّا الأب الكريم لسيّدنا العباس ( عليه السلام ) فهو الاِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وصيّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وباب مدينة علمه ، وختنهُ على حبيبته ، وهو أول من آمن بالله ، وصدّق رسوله وكان منه بمنزلة هارون من موسى ، وهو بطل الاِسلام ، والمنافح الاَول عن كلمة التوحيد ، وقد قاتل الاَقربين والاَبعدين من أجل نشر رسالة الاِسلام وإشاعة أهدافه العظيمة بين الناس ، وقد تمثلت بهذا الاِمام العظيم جميع فضائل الدنيا ، فلا يدانيه أحد في فضله وعلمه ، وهو ـ بإجماع المسلمين ـ أثرى شخصية علمية في مواهبه وعبقرياته بعد الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو غنّي عن البيان والتعريف ، فقد استوعبت فضائله ومناقبه جميع لغات الاَرض... ويكفي العباس شرفاً وفخراً أنّه فرع من دوحة الاِمامة ، وأخ لسبطي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
أمّا الاَم الجليلة المكرّمة لاَبي الفضل العباس ( عليه السلام ) فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد.. ، وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب
وكان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) ، وقد ازدهرت يثرب ، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الاَسرة العلوية ، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره ، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً. وحينما بُشِّر الاِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله ، وأوسعه تقبيلاً
تزوره كل الشخصيات عبر كل العصور
راية حمراء دليل القتيل الذي للأن لم ياخذ بثأره
له حضرة ومعلم من القديم
ارض ولكنما السبع الشداد لها ** دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
وللان يقصده الزائر حبا له ولوذ به وامتنان لمواقفه وتجديد للولاء وطلب شفاعته عند الله لقضاء الحوائج لان الله قال ابتغوا اليه الوسيلة
وتقام في صحن ضريحه الصلاة
سمّى الاِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وليده المبارك (بالعباس) وقد استشفّ من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من أبطال الاِسلام ، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ، ومنطلق البسمات في وجه الخير ، وكان كما تنبّأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لاَهل البيت عليهم السلام ، فقد دمّر كتائبها وجندل أبطالها ، وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء ، ويقول الشاعر فيه:
عبست وجوه القوم خوف الموت والعبّاس فيهـم ضاحـك متبسّم
دائما اقول قتلوكم سيدي لأجل دنيا يصيبونها وها هو الذهب يرمى على اعتباكم
مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب
كان الاِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يرعى ولده أبا الفضل في طفولته ، ويعنى به كأشدّ ما تكون العناية فأفاض عليه مكوّنات نفسه العظيمة العامرة بالاِيمان والمثل العليا ، وقد توسّم فيه أنه سيكون بطلاً من أبطال الاِسلام ، وسيسجّل للمسلمين صفحات مشرقة من العزّة والكرامة.
كان الاِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوسع العباس تقبيلاً ، وقد احتلّ عواطفه وقلبه ، ويقول المؤرّخون: إنّه أجلسه في حجره فشمّر العبّاس عن ساعديه ، فجعل الاِمام يقبّلهما ، وهو غارق في البكاء ، فبهرت أمّ البنين ، وراحت تقول للاِمام:
« ما يبكيك ؟ »
فأجابها الاِمام بصوت خافت حزين النبرات:
« نظرت إلى هذين الكفّين ، وتذكّرت ما يجري عليهما.. »
وسارعت أمّ البنين بلهفة قائلة:
« ماذا يجري عليهما »..
فأجابها الاِمام بنبرات مليئة بالاَسى والحزن قائلاً:
« إنّهما يقطعان من الزند.. »
وكانت هذه الكلمات كصاعقة على أمّ البنين ، فقد ذاب قلبها ، وسارعت وهي مذهولة قائلة:
« لماذا يقطعان »..
وأخبرها الاِمام ( عليه السلام ) بأنّهما انّما يقطعان في نصرة الاِسلام والذبّ عن أخيه حامي شريعة الله ريحانة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأجهشت أمّ البنين في البكاء ، وشاركنها من كان معها من النساء لوعتها وحزنها.
وخلدت أمّ البنين إلى الصبر ، وحمدت الله تعالى في أن يكون ولدها فداءً لسبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وريحانته
ولمكانة امه عند اهل البيت
ولهذه السّيّدة الزّكية مكانة متميّزة عند أهل البيت(عليهم السّلام)، فقد أكبروا إخلاصها وولاءها للإمام الحُسين (عليه السّلام)، وأكبروا تضحيات أبنائها المكرمين في سبيل سيّد الشّهداء (عليه السّلام)، يقول الشّهيد الأول وهو من كبار فقهاء الإمامية:
(كانت أُمّ البنين من النّساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت(عليهم السّلام)، مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرّفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، كما كانت تعزّيها أيام العيد..).
وإنّ زيارة حفيدة الرّسول (صلّى الله عليه وآله) وشريكة الإمام الحُسين (عليه السّلام) في نهضته زينب الكبرى(عليهاالسّلام) لأمّ البنين، ومواساتها لها بمصابها الأليم بفقد السّادة الطّيبين من أبنائها، مما يدلّ على أهميّة أُمّ البنين وسموّ مكانتها عند أهل البيت(عليهم السّلام).
وقامت السّيّدة أُمّ البنين برعاية سبطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وريحانتيه وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحُسين (عليهما السّلام)، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التّي مُنيابها بفقد أمّهما سيّدة نساء العالمين فقد توفّيت، وعمرها كعمر الزّهور فقد ترك فقدها اللوعة والحزن في نفسيهما.
لقد كانت السّيدة أُمّ البنين تكنّ في نفسها من المودّه والحبّ للحسن والحُسين(عليهما السّلام) ما لا تكنّه لأولادها الذّين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم.
لقد قدّمت أُمّ البنين أبناء رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، على أبنائها في الخدمة والرّعاية، ولم يعرف التّاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السّيّدة الزّكيّة، فقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودّتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وريحانتاه، وقد عرفت أُمّ البنين ذلك فوفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام.
لكِ منا الف سلام مولاتي وجزاك الله عن الاسلام واهله خير الجزاء
مرة وانا صغيرة كنت عند حضرة ابا الفضل جائت امراءة كبيرة في السن تنادي وكأنه امامها { ها يجفيل زينب }
اثرت في هذه المنادة التي على الفطرة او على السجية ثم ماحكاية كقيل زينب
إنه لما مضت ايام على ولادة ابا الفضل العباس عليه السلام ، جاءت السيدة زينب عليها السلام الى ابيها امير المؤمنين عليه السلام يوما وهي تحمل أخاها العباس عليه السلام وقد ضمته الى صدرها وقالت له : يا امير المؤمنين! ما لي أرى قلبي متعلق بهذا الوليد أشد التعلق، ونفسي منشدة اليه اكبر الانشداد؟
فأجابها ابوها الامام امير المؤمنين عليه السلام بلطف و حنان قائلا: وكيف لا تكونين يا أبة كذلك ، وهو كفيلك و حاميك؟
فقالت السيدة زينب عليها السلام بتعجب: إنه كفيلي و حاميني؟
فأجابها عليه السلام بعطف و شفقة: نعم يا بنية، ولكن ستفارقينه و يفارقك.
فقالت السيدة زينب عليها السلام باستغراب: يا أبتاه! أيتركني هو أم أتركه أنا؟
فقال الامام امير المؤمنين عليه السلام وهو يجيبها بلهفة ولوعة: بل تتركينه يا بنية وهو صريع على رمضاء كربلاء، مقطوع اليدين من الزندين، مفضوخ الهامة بعمد الحديد، ضام الى جنب الفرات.فلم تتمالك السيدة زينب عليها السلام لما سمعت ذالك حتى اعولت و صاحت: واأخاه واعباساه.
هنا اريد ان اقدم سلامي ودمعتي على عقيلة الطالبين زينب عليه السلام التي تقف الكلمات عاجزة عن ماقدمته من صبر وتضحيات في سبيل اعلاء كلمة الله حفظ الله هذاالصرح
بعض صفات العبّاس بن عليّ عليهما السّلام
كان سيّدنا العبّاس عليه السّلام دنيا من الفضائل والمآثر، فما من صفة كريمة أو نزعة رفيعة إلاّ وهي من عناصره وذاتياته، وحسبه فخراً أنّه نجل الاِمام أمير المؤمنين الذّي حوى جميع فضائل الدّنيا، وقد ورث أبو الفضل فضائل أبيه وخصائصه، حتى صار عند المُسلمين رمزاً لكل فضيلة، وعنواناً لجميع القيم الرّفيعة، ونلمح بإيجاز لبعض صفاته:
1 الشّجاعة:
أمّا الشّجاعة فهي من أسمى صفات الرّجولة لاَنها تنمّ عن قوة الشّخصية وصلابتها، وتماسكها أمام الاَحداث، قد ورث أبو الفضل هذه الصّفة الكريمة من أبيه الاِمام أمير المؤمنين عليه السّلام الذّي هو أشجع إنسان في دنيا الوجود، كما ورث هذه الصّفة من أخواله الذّين تميّزوا بهذه الظّاهرة، وعرفوا بها من بين سائر الاَحياء العربية.
لقد كان أبو الفضل دنيا في البطولات، فلم يخالج قلبه خوف ولارعب في الحروب التّي خاضها مع أبيه كما يقول بعض المؤرخين، وقد أبدى من الشّجاعة يوم الطّف ما صار مضرب المثل على امتداد التّأريخ، فقد كان ذلك اليوم من أعظم الملاحم التّي جرت في الاِسلام، وقد برز فيه أبوالفضل أمام تلك القوى التّي ملاَت البيداء فجبَّنَ الشّجعان وأرعب قلوب عامة الجيش، فزلزلت الاَرض تحت أقدامهم وخيّم عليهم الموت، وراحوا يمنّونه بإعطاء القيادة العامة إن تخلّى عن مساندة أخيه، فهزأ منهم العبّاس، وزاده ذلك تصلّباً في الدّفاع عن عقيدته ومبادئه.
ان شجاعة أبي الفضل عليه السّلام، وما أبداه من البسالة يوم الطّفّ لم تكن من أجل مغنم مادي من هذه الحياة، وانّما كانت دفاعاً عن أقدس المبادئ الماثلة في نهضة أخيه سيّد الشّهداء المدافع الاَوّل عن حقوق المظلومين والمضطهدين.
إن شجاعة أبي الفضل قد أدهشت أفذاذ الشّعراء، وصارت مضرب المثل على امتداد التّأريخ، ومما زاد في أهميتها انّها كانت لنصرة الحق والذّبّ عن المثل والمبادئ التّي جاء بها الاِسلام، وانها لم تكن بأي حال من أجل مغنم مادي من مغانم هذه الحياة.
2 الاِيمان بالله:
أمّا قوّة الاِيمان بالله، وصلابته فانها من أبرز العناصر في شخصية أبيالفضل عليه السّلام، ومن أوليات صفاته، فقد تربّى في حجور الاِيمان ومراكز التّقوى، ومعاهد الطّاعة والعبادة لله تعالى، فقد غذّاه أبوه زعيم الموحّدين، وسيّد المتّقين بجوهر الاِيمان، وواقع التّوحيد، لقد غذّاه بالاِيمان النّاشىء عن الوعي، والتّدبّر في حقائق الكون، وأسرار الطّبيعة، ذلك الاِيمان الذّي اعلنه الاِمام عليه السّلام بقوله: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً وقد تفاعل هذا الاِيمان العميق في أعماق قلب أبي الفضل وفي دخائل ذاته حتى صار من عمالقة المتقين والموحّدين، وكان من عظيم إيمانه الذّي لا يحد أنّه قدم نفسه واخوته وبعض أبنائه قرابين خالصّة لوجه الله تعالى.
لقد جاهد العبّاس ببسالة دفاعاً عن دين الله، وحماية لمبادىَ الاِسلام التّي تعرّضت للخطر الماحق أيّام الحكم الاَموي، ولم يبغ بذلك إلاّ وجه الله والدّار الآخرة.
3 الاِباء:
وصفة أخرى من أسمى صفات أبي الفضل عليه السّلام، وهي الاِباء وعزّة النّفس فقد أبي أن يعيش ذليلاً في ظلّ الحكم الاَموي الذّي اتخذ مال الله دولاً، وعباد الله خولاً، فاندفع إلى ساحات الجهاد كما اندفع أخوه أبو الاَحرار الذّي رفع شعار العزّة والكرامة، وأعلن أن الموت تحت ظلال الاَسنّة سعادة، والحياة مع الظّالمين برماً.
لقد مثّل أبو الفضل عليه السّلام يوم الطّفّ الاِباء بجميع رحابه ومفاهيمه فقد منّاه الاَمويون بإمارة الجيش، وإسناد القيادة العامة له أن تخلّى عن أخيه سيّد شباب أهل الجنّة، فهزأ منهم وجعل إمارة جيشهم تحت حذائه، واندفع بشوق وإخلاص إلى ميادين الحرب يجندل الاَبطال ويحصد الرّؤوس دفاعاً عن حرّيته ودينه وكرامته.
4 الصّبر:
ومن خصائص أبي الفضل عليه السّلام ومميّزاته الصّبر على محن الزّمان، ونوائب الدّهر، فقد ألمّت به يوم الطّف من المصائب والمحن التّي تذوب من هولها الجبال، فلم يجزع، ولم يفه بأيّ كلمة تدلّ على سخطه، وعدم رضاه بما جرى عليه وعلى أهل بيته، وانّما سلّم أمره إلى الخالق العظيم، مقتدياً بأخيه سيّد الشّهداء عليه السّلام الذّي لو وزن صبره بالجبال الرّواسي لرجح عليها.
لقد رأى أبو الفضل الكواكب المشرقة، والممجدين الاَوفياء من أصحابه وهم مجزّرون كالاَضاحي في رمضاء كربلاء تصهرهم الشّمس، وسمع عويل الاَطفال، وهم ينادون العطش العطش، وسمع صراخ عقائل الوحي، وهنّ يندبن قتلاهنّ، ورأى وحدة أخيه سيّد الشّهداء، وقد أحاط به أنذال أهل الكوفة يبغون قتله تقرّباً لسيّدهم ابن مرجانة، رأى أبو الفضل كل هذه الشّدائد الجسام فلم يجزع وسلّم أمره إلى الله تعالى، مبتغياً الاَجر من عنده.
5 الوفاء:
ومن خصائص أبي الفضل عليه السّلام الوفاء الذّي هو من أنبل الصّفات وأميزها، فقد ضرب الرّقم القياسي في هذه الصّفة الكريمة وبلغ أسمى حدّ لها، وكان من سمات وفائه ما يلي:
أ الوفاء لدينه:
وكان أبو الفضل العبّاس عليه السّلام من أوفى النّاس لدينه، ومن أشدّهم دفاعاً عنه، فحينما تعرّض الاِسلام للخطر الماحق من قبل الطّغمة الاَموية الذّين تنكّروا كأشدّ ما يكون التّنكّر للاِسلام، وحاربوه في غلس الليل وفي وضح النّهار، فانطلق أبو الفضل إلى ساحات الوغى فجاهد في سبيله جهاد المنيبين والمخلصين لترتفع كلمة الله عالية في الاَرض، وقد قطعت يداه، وهوى إلى الاَرض صريعاً في سبيل مبادئه الدّينية.
ب الوفاء لاَمّته:
رأى سيّدنا العبّاس عليه السّلام الاَمّة الاِسلامية ترزح تحت كابوس مظلم من الذّلّ والعبودية قد تحكّمت في مصيرها عصابة مجرمة من الاَمويين فنهبت ثرواتها، وتلاعبت في مقدراتها، وكان أحد أعمدتهم السّياسية يعلن بلا حياء ولا خجل قائلاً: إنما السّواد بستان قريش فأي استهانة بالاَمة مثل هذه الاستهانة، ورأى أبو الفضل عليه السّلام أن من الوفاء لاَمّته أن يهبّ لتحريرها وإنقاذها من واقعها المرير، فانبرى مع أخيه أبي الاَحرار والكوكبة المشرقة من فتيان أهل البيت عليهم السّلام، ومعهم الاَحرار الممجدون من أصحابهم، فرفعوا شعار التّحرير، وأعلنوا الجهاد المقدّس من أجل إنقاذ المُسلمين من الذّلّ والعبودية، وإعادة الحياة الحرّة الكريمة لهم، حتى استشهدوا من أجل هذا الهدف السّامي النّبيل، فأي وفاء للاَمة يضارع مثل هذا الوفاء؟
ج الوفاء لوطنه:
وغمرت الوطن الاِسلامي محن شاقّة وعسيرة أيام الحكم الاَموي، فقد استقلاله وكرامته، وصار بستاناً للاَمويين وسائر القوى الرّأسمالية من القرشيين وغيرهم من العملاء، وقد شاع البؤس والحرمان، وذلّ فيه المصلحون والاَحرار، ولم يكن فيه أي ظلّ لحرية الفكر والرّأي، فهبّ العبّاس تحت قيادة أخيه سيّد الشّهداء عليه السّلام إلى مقاومة ذلك الحكم الاَسود وتحطيم أروقته وعروشه، وقد تمّ ذلك بعد حين بفضل تضحياتهم، فكان حقاً هذا هو الوفاء للوطن الاِسلامي.
د الوفاء لاَخيه:
ووفى أبو الفضل ما عاهد الله عليه من البيعة لاَخيه ريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله، والمنافح الاَول عن حقوق المظلومين والمضطهدين.
ولم يرَ النّاس على امتداد التّاريخ وفاءً مثل وفاء أبي الفضل لاَخيه الاِمام الحُسين عليه السّلام، ومن المقطوع به أنه ليس في سجلّ الوفاء الانساني أجمل ولا أنظر من ذلك الوفاء الذّي أصبح قطباً جاذباً لكل إنسان حرّ شريف.
6 قوّة الإرادة:
أمّا قوّة الاِرادة فانّها من أميز صفات العظماء الخالدّين الذّين كُتب لهم النّجاح في أعمالهم إذ يستحيل أن يحقق من كان خائر الاِرادة، وضعيف الهمّة أي هدف اجتماعي، أو يقوم بأي عمل سياسي.
لقد كان أبو الفضل عليه السّلام من الطّراز الاَول في قوة بأسه، وصلابة إرادته، فانظمّ إلى معسكر الحق، ولم يهن، ولم ينكل، وبرز على مسرح التّأريخ كأعظم قائد فذّ، ولو لم يتّصف بهذه الظّاهرة لما كتب له الفخر والخلود على امتداد الاَيّام.
7 الرّأفة والرّحمة:
وأترعت نفس أبي الفضل بالرّأفة والرّحمة على المحرومين، والمضطهدين وقد تجلّت هذه الظّاهرة بأروع صورها في كربلاء حينما احتلّت جيوش الاَمويين حوض الفرات لحرمان أهل البيت من الماء حتى يموتوا أو يستسلموا لهم، ولما رأى العبّاس عليه السّلام أطفال أخيه، وسائر الصّبية من أبناء اخوته، وقد ذبلت شفاهم، وتغيّرت ألوانهم من شدّة الظّمأ ذاب قلبه حناناً وعطفاً عليهم، فاقتحم الفرات، وحمل الماء إليهم، وسقاهم، وفي اليوم العاشر من المحرّم، سمع الاَطفال ينادون العطش العطش، فتفتت كبده رحمة ورأفة عليهم، فأخذ القربة، والتّحم مع أعداء الله حتى كشفهم عن نهر الفرات، فغرف منه غرفة ليروي ظمأه فأبت رحمته أن يشرب قبل أخيه وأطفاله، فرمى الماء من يده.
فتّشوا في تاريخ الاَمم والشّعوب فهل تجدون مثل هذه الرّأفة والرّحمة، التّي تحلَّى بها قمر بني هاشم وفخر عدنان.
هذه بعض عناصر أبي الفضل وصفاته، وقد ارتقى بها إلى قمّة المجد التّي ارتقى إليها أبوه !!
السّلام عليك يا ساقي العطاشي
السّلام عليك يا بطل العلقمي
السّلام عليك يا باب الحوائج
السّلام عليك يا حامي الظّعينة