العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

محمد عباس التميمي
عضو جديد
رقم العضوية : 73159
الإنتساب : Jul 2012
المشاركات : 21
بمعدل : 0.00 يوميا

محمد عباس التميمي غير متصل

 عرض البوم صور محمد عباس التميمي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
Waz2 العلم نور والجهل ظلام .. بقلم .. محمد عباس التميمي
قديم بتاريخ : 09-07-2012 الساعة : 05:24 PM


العلم نور والجهل ظلام ..
كتابة وتأليف : محمد عباس خلف لامي التميمي
طالب في المرحلة الاعدادية .. من مواليد 1996
تمت الكتابة عام 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم على نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين ، وأما بعد : فقد وفقنا الله تعالى للقيام بهذا البحث الصغير والذي تناولنا فيه كلاً من العلم والجهل ، نظراً لأهمية العلم في تسيير حياة الشعوب والأمم نحو الأفضل ، وكذلك تناولنا الجهل بوصفه النقيض الدائم و الأساسي للعلم فان لكل شيء في الحياة نقيضاً ، وحاولنا أن نورد الآيات الكريمة الموجودة في القرآن الكريم سواء التي تتحدث عن العلم أم عن الجهل ، وكذلك أوردنا أقوال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وآل بيته الأطهار عن العلم وما يتعلق به وكذلك عن الجهل وما يتعلق به ، وقد حاز كل من العلم والجهل اهتماما كبيرا من قبل رسول الله و أهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) ، إن لكل منهما تأثيراً على الأمم فللجهل الأثر الكبير في تردي أحوال عدد من شعوب العالم ، والعلم له تأثير معاكس للجهل ، فالعلم ذو أهمية في تطور حياة الشعوب ، ولو أردنا تخيل أنفسنا من دون العلم فسنجد أننا لا نستطيع العيش ومواجهة ما يعترضنا من أمراض فتاكة وغيرها من العوامل التي وجد لها العلم حلا ، ولو نظرنا إلى التأريخ ودققنا النظر في صفحاته ، سنرى أن التأريخ قد مجّد العلماء وذكرهم بخير وبقي الكثير من العلماء إلى يومنا هذا رموزا يُقتدى بها في مسيرة الإنسان العلمية ، ونجد أنهم قد بذلوا جهداً عظيماً إلى أن توصلوا إلى ما يرمون إليه ، فنجد علماءً قد اهتموا بدراسة جسم الإنسان وطبيعة عمله وتكوينه ، فكرّس جمع من العلماء حياتهم وما يملكون من وقت في سبيل التعلم ، ونجد علماء آخرين قد اهتموا بدراسة أجسام الحيوانات وطبيعة عملها وتكوينها وقاموا بإجراء المفارقة بين أجسام البشر والحيوانات ، واتجه علماء آخرون في اتجاه الاختراعات فحاولوا صنع نوع من الأدوات والوسائل التي تعمل على تسهيل القيام بالأعمال ، فقاموا باختراع أشياء لم تخطر على بال احد ، لقد اخترعوا لنا السيارات والسفن والطائرات و القطارات ووسائل النقل الأخرى ، واخترعوا لنا الهواتف النقالة وشبكة الانترنت ، فحولت العالم إلى قرية صغيرة يسهل التواصل بين سكانها ، فخلدهم التأريخ على أنهم أشخاص عِظام كرسوا ساعات عمرهم في سبيل خدمة البشرية جمعاء ، فيطرح السؤال نفسه : لماذا فعل هؤلاء الأشخاص كل هذه الأمور ؟، هل أجبرهم احد على فعل ذلك ؟.
والجواب أنهم أشخاص يعجز اللسان عن وصفهم ، كرسوا حياتهم في سبيل العلم والتعلم ، من دون أن يجبرهم احد على ذلك ، على الأقل لم يُجبر نصفهم على التعلم ، لأنهم كانوا في عصور كان الجهل سائداً فيها ، ولكن عندما نبحث عن أشخاص مثلهم في هذا الزمن نجد أنهم قليلون بالنسبة إلى وسائل الراحة و توفر الوسائل التي سَهلت التعلم ، وإذا ما قارنّا بين العصور السالفة والعصر الحالي نجد اختلافا كبيراً في نمط العيش ، ثم يأتي السؤال الذي يقول : بماذا يختلف هؤلاء الأشخاص عن سائر الناس ؟.
والجواب هو أنهم مثابرون ومجدون ، يسعون إلى هدف ألا وهو العلم و التعلم ، وان ما دخل إلينا من وسائل التسلية ذات اثر كبير في تقليل نسبة الأشخاص الراغبين في التعلم ، لقد تعب من سبقنا من الناس في سبيل تحسين صور العيش ، فقاموا بالاختراعات والابتكارات ، ولم نفعل شيئا سوى استخدام ما ابتكره غيرنا ، فقد وصلنا كل شيء مهم في حياتنا إلينا دون أن نتكبد عناء و دون أن نفكر في كيفية صنع هذا الشيء ، وما يحتاج من مواد لإتمام صنعه.
إن ما يجلبه العلم من نفع على الشخص المتعلم وعلى من يحيط به من أشخاص دفع به إلى محاولة تسهيل نمط عشيه ، لذا فان العلم في الوقت الحاضر كالسيف في يد الفارس وكحاجته إليه ، فان من لا يحمل علما لا يستطيع أن يخوض معترك الحياة ، أن العلم مفتاح فرج لكل الهموم و الآلام فهنيئا لمن يحمل علما يعود بالنفع على نفسه وعلى الأشخاص الذين يتعلمون ويكتسبون علمه .



العلم نور والجهل ظلام









{الباب الأول : ما هو العلم؟}

لقد خلق الله تعالى الإنسان مفطوراً على العديد من الأمور و الأشياء كالنطق والمشي و التعلم ، فقد خلق الله الإنسان و أعطاه عقلا يميز بواسطته بين البشر والعجماوات وجعل للإنسان القابلية على النطق في عمر معين وكذلك المشي وغيرها الكثير من الأمور وخلقه مفطورا على اكتساب المعارف والعلوم بشكل بديهي وفطري فيمر الطفل بمراحل عديدة إلى أن يصل إلى العلم المسمى بالعلم الأكمل فكلما توسعت مداركه ازداد علمه ومعرفته ، وعند ولادة الطفل فأنه يأتي إلى عالم غريب عنه فيكون كالورقة البيضاء لا يحمل أي نوع من انواع العلم فيكتسب العلم بمرور الزمن كالورقة البيضاء التي تكون خالية من الكتابة (خالية من العلم) فتكتسب هذه الورقة العلم بمرور الزمن ، فكلما مر الوقت تزداد علما (عند الكتابة عليها).
و إن العلم بالأمور ليس سوى انطباع صور الأشياء وترسخها في العقل فإذا أمعنت النظر في شيء ما ، وليكن أي شيء ، عندما تنظر إليه بدقة ثم تغمض عينيك فأنك تستطيع استذكار صورة الشيء لأنه قد انطبع وترسخ في دماغك وذاكرتك وهذا يعتبر علماً ، وكذلك إذا تذوقت شيئا ما فانك تستطيع تذكر طعم هذا الشيء بمجرد سماع اسم هذا الشيء مهما كان طعمه ، وهذا يعتبر علماً.
لذا فعندما نريد تعريف العلم ، نقول انه :( حضور صورة الشيء عند العقل ) أو انطباع صورة الشيء في العقل أو الذاكرة .


قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون




{الباب الثاني :ما أهمية العلم ؟}

العلم هو أساس تقدم الأمم ، وهو الدعامة الرئيسية التي تستند عليها شعوب العالم بأكملها ، فلولا العلم لما حصل شيء من التقدم في حياة الانسان ولبقي الناس على تخلفهم ولماتوا من أمور نعتبرها في هذا الوقت بسيطة ، وان حاجتنا إلى العلم كحاجة المسافر إلى وسيلة السفر لا يستطيع التقدم والسير من دون وجود وسيلة نقل تنتقل به من مكان إلى آخر ، وكذلك نحن لا نستطيع التقدم في الحياة من دون الوسيلة التي تطورنا وتقدمنا إلى الأمام ألا وهي العلم ، فبواسطة العلم نستطيع التقدم في أساليب الحياة التي نعيشها .
إن ما أحدثه العلم من قفزة كبيرة في دول العالم اكبر دليل على أهميته ، حيث بدأت الدول بتصنيع مختلف الأدوات وغيرها من الأمور التي تُصنع باسم العلم ، فبدأت الاختراعات تصبح جزءاً أساسياً من حياة الناس ، بحيث لا يستطيعون الاستغناء عنها ، ولو أردنا أن نقارن بين الحقبة التي عاشها البشر في جهل وتخلف وبين ما حدث الآن في العصر الحاضر لوجدنا أننا لا نستطيع المقارنة بينهما ، بل علينا أن نميز بين كل عصر من العصور ، لعدم وجود مجالٍ للمفارقة بينها ، فان ما وصلت إليه البشرية في العقود السابقة والقريبة من عصرنا الحاضر له اثر في نمط العيش لدى شعوب العالم ، إضافة إلى أن العقود اللاحقة ستحمل تطورا كبيرا ، ومن الضروري توافر شيء آخر مهم مع العلم ألا وهو العمل على وفق هذا العلم ، فلا يفيد العلم أحداً ما لم يعمل به ، فما الفائدة من شخص متعلم لا يعمل وفق ما يقتضيه علمه عليه.

وعندما يسأل شخص ما : ما الهدف من العلم والتعلم ؟ ، لم على كل شخص ان يتعلم؟.

فنقول أن العلم كأجنحة الطيور ، لا يستطيع الطير أن يطير او يعيش ما لم يملك جناحين يحلق بهما ، وعليه أن يتعلم لان منافعه كثيرة وكبيرة له ولغيره ، ولكن يعترضنا تساؤل وهو : ما الهدف الذي ينوي الشخص المتعلم الوصول إليه ؟.

الجواب هو ان هناك هدفان لا هدف واحد : احدهما المنفعة الدنيوية والتي يمكن تلخيصها بالمكانة بين الناس و مقدار احترامهم للشخص المتعلم ، وما يعود على الشخص من اهتمام من قِبل من يحيط به من أشخاص وسعيهم للتقرب منه وامضاء بعض اوقاتهم معه لما يمتلك من علم يفيدهم في امور حياتهم اليومية ، فنرى الكثير من الأشخاص يتمنون التعرف على حياة العلماء - سواء في ما مضى من الوقت وما لحق – وذكرهم بخير بين الناس باعتباره صاحب فضل عليهم ، فمن منّا ينكر فضل مخترع الهاتف علينا ، وفضل مخترعو وسائل النقل المختلفة من برية وبحرية وجوية علينا ، من يستطيع أن ينكر فضل العلماء الذين اكتشفوا الأمراض ووجدوا الدواء لها ، ومن يفعل ذلك من العلماء في الوقت الحاضر ، وستطول القائمة إذا ما استمررنا بذكر العلماء والمخترعون .

والهدف الثاني هو منفعة أخروية لمن يفكر بالآخرة تعود على الشخص المتعلم ، فقد بيّن الله تعالى في القرآن الكريم الفضل العظيم و الأجر الكبير للشخص المتعلم ، ومن ثم بيّن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) المنزلة الأخروية للشخص المتعلم ، آخذين بنظر الاعتبار أن هذه المنزلة للشخص المسلم ، الذي يتعلم فيستفيد ويفيد الآخرين ،أما الشخص الكافر فلا يستفيد من علمه ومن ما يخترعه سوى المكانة والسمعة بين الناس في الحياة الدنيا ، فالله تعالى لن يتقبل عمله لأنه غير خالص لوجه الله تعالى.

لذا فان أهمية العلم واضحة جلية لكل شخص عاقل يفقه ما يدور حوله ويدرك أن عجلة الحياة تستمر بالدوران سواء كان دورانها معه أم من دونه ، فيجب على الشخص ذا العقل الراجح أن يحاول مواكبة هذه العجلة والالتحاق بها ، فيحاول مواكبة الأمم التي سبقته والتقدم على من تخلف من الأمم والشعوب فالغلبة للمتعلم والخسران للجاهل دائماً .




وتعلموا فالعلم مفتاح العلى لم يبق بابا للســعادة مغلقا




{الباب الثالث :ما أقسام العلم؟}

إن للعلم أقاسما وموارد عديدة يمكن تلخيصها كالآتي :

1- العلم الحسي : عندما يولد الطفل فانه يولد بلا مشاعر وأحاسيس ، يولد خاليا من كل أمر يعد علما فيبدأ بمرور الوقت باكتساب العلوم والتي يدركها من خلال حواسه (البصر والشم والسمع واللمس والذوق) فعندما يصبح قادراً على التعلم فانه يستطيع الإحساس بما يدور حوله ، سواء كان صوتا أم رائحة أو أي شيء آخر يستطيع إدراكه بواسطة حواسه فانه يعد علما ويعد أول علم يحصل عليه الإنسان وكذلك أساس للعلوم اللاحقة التي سيحصل عليها الإنسان ويشارك الإنسان في هذا العلم سائر الحيوانات ويعرف بالعلم الحسي .

2- العلم الخيالي : وهو القسم الثاني من أقسام العلم والذي يحصل عليه الإنسان بواسطة قوة تعرف بـ(قوة الخيال) حيث تترقى مداركه الحسية ويستطيع أن يؤلف بواسطة مدركاته الحسية صوراً لأشياء ومفارقات بينها كالمفارقة بين شيئين أو بين شخصين من حيث الطول ومن حيث الجمال ومن نواح عديدة ، فيؤلف صوراً للأشياء بواسطة مخيلته ، فإذا سمع عن مدينة لم يشاهدها فانه يقوم بجمع معلوماته عن المدن فيؤلف صورة لمدينة مشابهة لما يشاهده من المدن في التلفاز أو في أي مكان آخر وقد يشارك الإنسان في هذا العلم بعض الحيوانات ، ويسمى هذا العلم بالعلم الخيالي .

3- العلم الوهمي : وهو العلم الذي يحصل عليه الإنسان بواسطة قوة الوهم ، فتتوسع ادراكات الطفل إلى أكثر من المحسوسات التي تحسسها بواسطة حواسه الخمس ، فيبدأ بادراك المعاني لبعض الأشياء التي لا مادة لها كحبه أو بغضه لبعض الأشخاص وكذلك فرحه وغضبه وحزنه في أحيان معينة دون غيرها ، ويعتبر هذا العلم موضع الافتراق بين الإنسان والحيوان ، ويعرف هذا العلم بالعلم الوهمي .

4- العلم الأكمل : وفي هذا العلم يفترق الإنسان عن الحيوان حيث يبدأ الإنسان بجمع كل ما أدركه من جزئيات وينتزع المعاني الكلية منها ويبدأ بالتفكير بواسطة العقل والفكر التي لا حد لها ولا مقدار فيبدأ الإنسان باستنتاج الأمور من حوله ويبدأ التحكم بمدركاته الحسية والخيالية والوهمية ويستفيد من كل منها في طريقه للوصول إلى العلم الأكمل ، ويبدأ التصرف بوفق ما تقتضيه عليه قدراته العقلية ، حيث يصبح بمقدوره التوصل إلى الاستنتاجات ، والعلم الذي يحصل للإنسان في هذه المرحلة هو العلم الأكمل والذي أصبح به الإنسان إنسانا ، فبواسطته يتم التفريق بين الإنسان والحيوانات ، فلا يشارك الإنسان احد الحيوانات في هذا العلم ، فينفرد به عن المخلوقات الأخرى ، ويسمى هذا العلم بالعلم الأكمل .

هذه هي أقسام العلم إضافة إلى ما سيلحق بها من أقسام ذات مفاهيم لا تختلف عنها كثيراً فهي مشتملة على كل منها ، وان من يفقد احد هذه المراحل من العلم فمن الطبيعي حصول خلل في العمليات العقلية التي يقوم بها .


كل وعاء يضيق بما وضع فيه إلا وعاء العلم فانه يتسع








{الباب الرابع :العلم ضروري و نظري }

إضافة إلى الأقسام الأربعة التي يقسم إليها العلم ، فانه يقسم إلى ضروري ونظري ويمكننا شرح كل منهما كالآتي:

1- الضروري (البديهي): وهو العلم الذي لا يحتاج الإنسان فيه إلى إمعان ونظر وتفكير حيث يمكننا التوصل إليه بالبداهة التي تمتاز بالمفاجأة حيث يتم النطق بهذا العلم بارتجال كتصديقنا أن الكل اكبر من الجزء وكإدراكنا أن الإنسان أفضل المخلوقات وان الواحد نصف الاثنين وغيرها الكثير من الأمور البديهية والتي تحصل بقوة البداهة ، ولكن ماذا لو حصل جهل في البديهيات ، كعدم معرفة احد الأشخاص لشيء ما نعتبره بديهيا ونستطيع التوصل إليه بدون أي تفكير ولكن ذاك الشخص لا يستطيع التوصل إليه كما نفعل نحن فليس من الواجب أن يكون الإنسان عالما بكل البديهيات ، ويعود سبب جهل الإنسان ببديهي ما إلى احد الأسباب التالية :

أ- الانتباه : وهذا السبب قد يحدث مع أي شخص كان ويحدث الجهل بأي بديهية كانت بسبب عدم توفر هذا العامل المهم في إدراك البديهيات ، فالشخص الغافل الغير المنتبه قد تخفى عليه أوضح البديهيات بسبب عدم الانتباه .

ب- سلامة الذهن : وهذا من الأمور التي تحصل أيضا مع بعض الأشخاص ، فان من كان سقيم الذهن قد يشك ببداهة الكثير من الأمور الواضحة ، ويعتقد ببداهة الكثير من الأمور التي يشك في كونها أمرا بديهيا والتي تحتاج إلى إمعان وتفكير ، وقد ينشأ هذا الخلل والسقم بفعل عارض طبيعي أو تربية على أسس خاطئة .

جـ - سلامة الحواس : وهذا خاص بالبديهيات التي تعتمد على قوة الحواس فان هناك الكثير من الأشخاص الذين افقدهم الله تعالى نعمة من نعمه على الإنسان من خلال فقدانه لإحدى حواسه ، كفقدانه لنعمة البصر فانه لا يستطيع التوصل إلى ابسط البديهيات المدركة من خلال العين وبواسطة النظر ، وكذلك في شكه في ابسط البديهيات المسموعة لفقدانه حاسة السمع وهكذا .

د- فقدان الشبهة : وهي أن يؤلف الذهن دليلا فاسدا وخاطئا عن بديهية من البديهيات فيعتقد بعدم بديهية ما أو يشك في كونها بديهية ولا يلتفت إلى المغالطة التي وقع فيها ، فان من البديهيات عند العقل هو أن الوجود والعدم نقيضان لا يجتمعان ، ولكن بعض الأشخاص اعتبروا أن الوجود والعدم يلتقيان في حالة أسموها بـ(الحال) ، أما من تعرض للشبهة في بديهية ما من أصحاب التفكير المستقيم فانه يقول (شبهة في مقابل بديهية).
هـ - عملية غير عقلية : الذي يحصل لكثير من البديهيات ، كالتفكير في زيارة دولة ما أو مكان ما و كرغبة شخص ما في قراءة كتاب ما أو مجلة وغيرها الكثير من الأمور التي لا تحتاج إلى عملية عقلية تعتمد على النظر والتفكير ، أما العلم الحاصل نتيجة للتفكير والنظر و الإمعان فانه لا يكون علما ضرورياً أو المسمى بالعلم البديهي .


2- النظري (الكسبي) : وهو العلم الحاصل نتيجة للقيام بتفكير وإمعان ونظر وإجراء عملية عقلية ، ويستخدم في الأمور غير البديهية التي لا يمكن التوصل إليها بشكل بديهي وسريع حيث يحتاج الإنسان للتوصل إليها القيام بعمليات عقلية وذهنية ليستطيع لتوصل من خلالها إلى العلم بشيء ما كتصورنا لحقيقة الروح والكهرباء وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى التفكير ، ويسمى هذا العلم بالعلم النظري ا والعلم الكسبي .



العلم أساس العيش






{الباب الخامس :التصور والتصديق}

إن التصور والتصديق من أنواع العلم حيث سنبين كل منهما :

1- التصور : إذا رسمت في ذهنك صورة المثلث ، يعد علما يعرف بالتصور ، وهو تصور لا يعتمد على جزم وتأكد ويقين ، بل تصور مجرد منها جميعا
، فإذا أردت التنبه إلى أضلاع المثلث ستحدث لها صورة في ذهنك ، وهو أيضا تصور مجرد ، وإذا أردت التنبه إلى زوايا المثلث ، ستظهر لها صورة في ذهنك أيضا ، وهو أيضا تصور مجرد ، لذا فالتصور المجرد هو تصور غير متبوع بتصديق وإذعان وجزم ، أي غير المستتبع للحكم ، وهو محض تصور ساذج مجرد ، وأما إذا قيل التصور المطلق ، فالمقصود به ، انه يعم كلا التصورين ، التصور المجرد ، والتصور المعروف بالتصديق ، والذي يُستتبع بحكم وإذعان وتصديق وجزم .

2- التصديق : وهو أن تبرهن على صحة أو عدم صحة شيء ما ، وهو علم يتطلب جزما ويقينا وتأكدا ، فيجب على النفس إدراك كل مفاهيم التصديق لكي تصل إلى حالة تُعرف بالتصديق ، والتي يحصل فيها إذعان من قِبل النفس بنسبة صحة أو عدم خبر ما ، فإذا حاولت معرفة إن كانت إحدى زوايا المثلث مطابقة للأخرى ، فأنت تحتاج إلى تفكير وإمعان إلى أن تصل النفس إلى يقين وجزم ، ومن الملاحظ أن التصديق هو تصور أيضا لكن تصور متبوع بإذعان وجزم وحكم من قِبل النفس ، لذا فهو ترجيح طرفي خبر ما وهما الوقوع و اللاوقوع سواء كان الطرف الآخر متحملا أم لا ، فان كان محتملا فيسمى عندها بالظن ، وأما إذا تم الجزم ولم يحصل احتمال للطرف الآخر فانه يسمى اليقين ، والتي سيأتي ذكرها .

أقسام التصديق :

كما أن للعلم أقساما فان هناك أقسام للتصديق ، فإذا عرضت على نفسك خبراً ما ، فأنت لا تخلو من حالات أربع لا خامس لها وهي :

1- اليقين : وهو أن يعرض عليك خبراً ، فتحصل عملية عقلية يتم التوصل من خلالها إلى ترجيح احد طرفي الخبر وهما صحة الخبر من عدم وقوعه ، فتصدق بمضمون الخبر ولا تحتمل كذبه على الإطلاق أو تصدق بعدمه ولا تحتمل صدقه على الإطلاق ، فتصدق به على نحو الجزم وهو أعلى قسمي التصديق .

2- الظن : وهو أن يُعرض عليك خبر ما ، فتصل إلى مرحلة يحصل فيها ترجيح طرف على آخر ، شرط أن يكون الطرف هو الاعتقاد بصحة وقوع الخبر أو عدمه مع ترجيح وقوع الطرف الآخر ، أما إذا اعتقد بكذب وقوع الخبر فانه يسمى وهماً وهو عكس الظن .

3- الشك : وهو أن يُعرض عليك خبر ما ، فان تساوى الطرفان فأنه يكون شكاً ، من دون ترجيح طرف على طرف آخر .

4- الوهم : كما ذكرنا سابقاً ، وهو أن تحتمل صحة مضمون الخبر مع تجويز صحة الطرف الآخر ، فتتوهم إن كان الخبر صحيحا أم لا ، وهو احد أقسام الجهل .

ومن الضروري الإشارة إلى أن الوهم والظن نقيضان فهما يتضادان دائما ً ، فإذا توهمت مضمون الخبر فأنت تظن بعدمه ، وإذا توهمت عدم الخبر فأنت تظن وقوعه.

بماذا يتعلق التصور والتصديق ؟:

ليس للتصديق إلا مورد واحد وهو النسبة في الجملة الخبرية عند الحكم والإذعان بصحتها أو عدم صحتها ، أما التصور فيتعلق بأحد الأربعة أمور التالية :

1- كل مفرد ، من اسم وفعل (كلمة) ، وحرف (أداة).

2- النسبة في الخبر ، عند الشك فيها أو التوهم في صحتها وعدم صحتها مع عدم وجود تصديق فيها ، كقولنا (المريخ مسكون) ، لقد قلنا أن المريخ مسكون من دون أن نحدد نسبة السكنى في المريخ ، فنحن في شك ، وقد نتوهم ، ولم يحصل أي إذعان وتصديق .

3- النسبة في الإنشاء ، من أمر ونهي وتعجب واستفهام وتمن ، والتي لا واقع لها ، فليست سوى كلمات إنشائية لا واقع لها وراء الكلام ، فلا مطابقة فيها للواقع ، أي لا يوجد إذعان وتصديق .

4- المركب الناقص ، كالمضاف والمضاف إليه ، والموصول وصلته ، والصفة والموصوف ، وكل طرف من طرفي الجملة الخبرية ، وغيرها من المركبات الناقصة الأخرى ، التي لا تصديق فيها ولا إذعان ، كقولنا : إذا أكل الشخص كثيراً سيصاب بالسمنة ، وهذه الجملة هي جملة شرطية ، فعل الشرط هو (أكل) وهو

معلوم تصوري لا إذعان فيه ولا تصديق ، وجواب الشرط (يصاب) وهو معلوم تصوري أيضاً ، ولا تصديق فيه أو إذعان ، وغيرها من الجمل الشرطية الكثيرة التي لا يحصل فيها جزم وإذعان وتصديق ، إضافة إلى مختلف المركبات الناقصة الأخرى .




العلم مفتاح السعادة










{الباب السادس :العلم و الجهل في القرآن }

لقد وقف القرآن الكريم على جميع الأمور المحيطة بنا ووجد الحلول والقوانين التي تنظم عيشنا على هذه الأرض بوفق ما يتناسب مع كل مسألة وحثنا على القيام بكثير من الأعمال الحسنة بوصفه المرشد للإنسان وبالمقابل حذرنا من القيام بالأعمال السيئة التي تغضب الله سبحانه وتعالى ، إذ أن القرآن الكريم لم يدع شاردة ولا واردة إلا وتم ذكرها فيه ليجعل الطريق واضحا لأصحاب العقول الراجحة والمتفكرين والسائرين على نهج الدين الإسلامي القويم ، وبالتأكيد سيكون غير واضحا للجهلة المنحرفين أو الغافلين ، الذين لا يحكمون عقولهم بشكل صحيح ولا يتدبرون في خلق السماوات و الأرض ، لقد حث القرآن الكريم في آيات عديدة على التعلم و أشار إلى ضرورة التعلم والى منزلة المتعلم عند الله سبحانه وتعالى وما لهم من اجر عظيم ، فبالإضافة الى اهميته الدنيوية والتي قد لا يمكن الاستغناء عنها لأهميتها الكبيرة في حياة الفرد والمجتمع توجد فائدة ومنفعة اخروية قد تكون اهم من سابقتها في نظر الكثير من المسلمين وقد فرض علينا ديننا ان نفكر ونمهد للآخرة وان لم نفعل لن كون عاقبتنا جيدة لنا ، ولن يكون هناك خاسر غيرنا وقد فضل الله تعالى اصحاب العلم عن اصحاب الجهل ، وجعل العلم في بعض المواضع اساساً للتفاضل بين الاشخاص ولان ما يميزنا عن الحيوانات هو العقل لذا فنحن نستطيع التعلم ونتبارى بواسطة العلم بشكل اخلاقي مسيطر عليه ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز :{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } ، ان هذه الآية خير ذليل على الفرق بين العالم والجاهل في نظر الله تعالى وفي نظر الاسلام ، بالإضافة الى نظرة المجتمع لكل منهما ، حيث يوجد هناك فرق كبير بين العالم والجاهل فهما لا يستويان في كل فعل يقومان به ، ومهما كان هذا الفعل وقد قال الامام علي (عليه السلام) : ( ناقشت العالم يوماً فغلبته وناقشت الجاهل اربعين سنة فغلبني ) وهذا يدل على ان كيفية تفكير العالم تختلف عن كيفية تفكير الجاهل ، وان ادراك العالم اكبر بكثير من ادراك الجاهل ، فنرى ان الشخص العالم قادر على فهم امور جديدة يجهلها ، حيث انه لا يكون متزمتاً في رأيه ولا يتصرف بتعصب لرأيه واعتقاده ، فهو يتقبل كل الافكار والاعتقادات و يضعها تحت المجر لينظر في صحة وخطأ كل امر واعتقاد ، ولكن الشخص الجاهل لا يمتلك القابلية على تقبل الافكار والاعتقادات التي تخالفه ويعتقد انه على صواب في كل افعاله واعتقاداته ، وان مثل العلم كمثل النور المشع في درب كل انسان متعلم فتنيره له ، وهو عكس الجهل الذين يكون كالظلمات التي تغطي درب كل جاهل ، فتجده لا يعرف الى اين يذهب وكيف يذهب ، وهما لا يستويان بكل تأكيد ، حيث قال الله تعالى : {قل هل تستوي الظلمات والنور} ان هذه الآية تفرق بين الظلمات والنور واللذان يمثلهما العلم والجهل خير تمثيل ، فيتجلى معنى الآية الكريمة في اسمى معانيه و اوضحها في كل من العلم والنور ، لذا فان نفع العلم كبير في الدنيا والاخرة ، وضر الجهل كبير ايضاً في الدنيا والاخرة ، فما اجمل ان يكون الشخص عالماً و متحلياً بالأخلاق الرفيعة والسامية في سبيل الله تعالى وفي سبيل الدين الاسلامي ورفعته وعلاه ليحصل على منزلة تليق به في الدنيا والاخرة وليكون من السعداء في الدارين والذي عاش جزءاً من احدى الدنيتين وينتظر الاخرى عند ربه .




فلتسعد يا صاحب العلم ... في الدنيا والاخرة










{الباب السابع : العلم في نظر رسول الله وأهل بيته
(صلوات الله عليهم أجمعين)}

إن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) وآل بيته الأطهار هم حجج الله تعالى على عباده ، فأرسل الله تعالى النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) إلى الناس هادياً وبشيراً ومنذراً للناس ، ولم ينطق (صلى الله عليه واله وسلم) عن الهوى ، أرسله تعالى لينير طريق الناس ، ويرشدهم إلى الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه ، فأرسله برسالة الإسلام العظيمة ، فصار رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين ، هذه السلسلة الطويلة والعظيمة من الأنبياء الذين اصطفاهم الله تعالى على عباده واختارهم لنشر رسالة الإسلام بين أقوامهم ، أرسله تعالى ليكون خاتما لهذه السلسلة النبوية الشريفة ، أرسله بهدف إخراج الناس من الأنظمة الباطلة التي تحكم الناس والتي هي كالظلمات ليخرجهم إلى طريق الحق الواضح والذي مثله كمثل الضوء المنير في دروب كل من ظل الطريق ، وتاه في أزقة الحياة وزينتها الفانية التي تُفنى ولا تدوم، فأسنده الله تعالى بمعجزة الإسلام العظمى ، ألا وهي القرآن الكريم ، هذه المعجزة العظيمة والتي يعجز عن الإتيان كل من في السماوات والأرض ، وسيبقى القرآن الكريم منيراً إلى يوم القيامة .

وبعث الله سبحانه وتعالى سيد الأوصياء ، أمير المؤمنين من الأولين والآخرين ، علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ، وبعث سيدة نساء العالمين ، فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ليكونا سنداً لرسول الله ، يفرحان لفرحه ويحزنان لحزنه ، ثم بعث من نسلهما الإمامين المبجلين الحسن والحسين (عليهما السلام) ، والتسعة من أولاد الحسين (عليهم السلام) ليكونوا حجج الله تعالى على عباده في أرضه ، وان كراماتهم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) واضحة لكل شخص يتمتع بعقل راجح ، ذو تفكير مستقيم غير فاسد ، فقد ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم في أحيان وآيات عديدة ، وأشار إلى فضلهم ومنزلتهم عنده تعالى ، إن مثل هؤلاء الأشخاص العظماء يستحقون السير على طريقهم والتمسك بهم ، ليس لأنهم يحتاجون إلى ذلك ، بل بسبب حاجتنا إليهم.

لقد أشاروا إلى أمور كثيرة فكل واحد منهم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) هو قرآن ناطق ، ينطق بلسان الحق ، لذا فمن الواجب إتباعهم في ما يشيرون إليه ، ومن بين الأمور الكثيرة التي أشاروا إليها (عليهم السلام) العلم والتعلم ، وسنذكر بعض الأحاديث والأقوال لهم يحثون فيها على العلم والتعلم :

1- عن كتاب (أصول الكافي) للكليني نقل حديثا عن محمد بن يعقوب ,عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):(طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة , ألا إن الله يحب بغاة العلم).

2- عن كتاب (نهج البلاغة) للشريف الرضي قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)):كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فأنه يتسع).

3- وفي كتاب(أصول الكافي)للكليني اخرج حديثا عن علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ،عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عمن حدثه قال : سمعت أمير المؤمنين يقول:(( أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به ، ألا وان طلب العلم اوجب عليكم من طلب المال إن المال مقسوم مضمون لكم ، قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه)).

4- محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:(( إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أن الأنبياء لو يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن اخذ بشيء منها فقد اخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذوه؟ فأن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)).

5- محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال:((العلماء أمناء ، والأتقياء حصون ، والأوصياء سادة)).
وفي رواية أخرى:((العلماء منار , والأتقياء حصون ، والأوصياء سادة)).

6- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال:((عالم ينتفع من علمه أفضل من سبعين ألف عابد)).

7- محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو عبد الله(عليه السلام):(( أُغد عالما أو متعلما أو أحب أهل العلم ، ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم)).

8- قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام):((قطع العلم عذر المتعللين)).

9- محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال:((إن الذي يعلم العلم منكم له اجر مثل اجر المتعلم وله الفضل عليه ، فتعلموا العم من حملة العلم ، وعلموه إخوانكم كما علمكموه العلماء)).

10- عدة من أصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان ، عن منصور الصيقل قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام)يقول:((تذاكر العلم دراسة والدراسة صلاة حسنة)).

11- وفي كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي قال: قال الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام): ((نعم القرين الرضا ، والعلم وراثة كريمة ، والآداب حلل مجددة ، والفكر مرآة صافية)).

12- علي بن محمد عن سهل بن زياد عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) عن آبائه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم):((لا خير في العيش إلا لرجلين رجل مطاع أو مستمع واع)).

13- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال:(عالم ينتفع من علمه أفضل من سبعين الف عابد).

14- في كتاب نهج البلاغة قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام):((جاهلكم مزداد وعالمكم مسوف)).


15- محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن حسين الصقيل قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:((لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بعمل فمن عرف دلته المعرفة على العمل ، ومن لم يعمل فلا معرفة له ، إلا أن الإيمان بعضه من بعض)).

هذا ما تيسر لنا من أقوالهم (صلوات الله عليهم أجمعين) الكثيرة عن العلم ، فأحاديثهم وأقوالهم كثيرة جداً ، حثونا فيها على التزود من معين العلم ، ونهونا من أن نتعلم دون أن نعمل بذلك العلم ، وأشاروا(صلوات الله عليهم أجمعين) إلى جوانب عديدة تخص العلم .




لا يقبل الله عملاً الا بمعرفة






{الباب الثامن : تطور مفاهيم العلم على مر الأزمان }

عندما نتتبع مسيرة العلم والعلماء على مر العصور والدهور و الأزمان نجد أن الإنسان يتطور مع مرور الوقت والزمن ، وان مَثَل تقدم البشرية في العلم كمثل الطفل الذي يولد حديثاً ، حيث يبدأ بالنمو تدريجياً ويمر بمراحل عديدة هي السنين إلى أن يصل إلى صورة الشخص الكبير في العمر ، ويحصل اختلاف في شخصية الانسان ومفاهيمه واعتقاداته ومداركه مع التقدم في العمر ، حيث يستطيع استيعاب مفاهيم جديدة تختلف عن المفاهيم المتكونة لديه في وقت سابق ، ففي السنة الأولى من عمره يستطيع استيعاب بعض الامور التي تحيط به ، وفي السنة الثانية يستطيع إدراك مفاهيم أخرى كان يجهلها ، مع بقاء أمور مبهمة لا يستطيع إدراكها ، وفي السنوات الأخرى تتطور المفاهيم لديه ، حيث يبدأ بالتكلم و تصبح له القدرة والقابلية على المشي ، ومن ثم يصبح في سن يتعلم فيه القراءة والكتابة ....... إلى أن يصل إلى مرحلة يصبح فيه الإنسان مدركا لما يدور حوله ، فيدرك سنة الحياة وما يدور حوله من كوارث طبيعية ومن حروب ومشاكل ، وتكون له القابلية على إيجاد الحلول وابتكار أشياء لم يكن لها وجود ، ومع ذلك فان ما يكتسبه من علم يعد قليلا بالنسبة لما يدور حلوه في هذه الحياة من أمور لا يعلم بها احد سوى رب العالمين ، فتبقى له القابلية على استيعاب مفاهيم ومدركات جديدة ، إلى أن يموت الشخص .
و نلاحظ ان الشعوب والامم المختلفة والبلدان العديدة ذات تكوين ونشأة مشابهة لنشأة الانسان ، حيث تبدأ من نقطة الصفر في العلم وتتطور مع مرور الزمن ، فتحولت الشعوب من شعوب ترتدي جلود الحيوانات وتعيش في كهوف ، إلى شعوب مخترعة تعيش في بيوت عصرية تناسب مستوى التقدم الحاصل فتخترع أشياءَ تعود بالمنفعة عليها عبر السنين الطويلة ... لقد ظهرت الكثير من العلوم والمعارف على مر العصور بالإضافة إلى الاختراعات وغيرها من الأشياء ، فمنها العلم المعروف بالطب والهندسة والفقه والمنطق والإجرام و العلوم المختصة بدراسة الفَلك والنشاط الشمسي وغيرها الكثير من العلوم ، وكل منها منفرد عن الآخر فالطب مختلف في أُسسه ومفاهيمه وهدفه عن الهندسة وهكذا .
ونرى أن هذه العلوم ليست علوما جامدة في مفاهيمها حيث أنها هي الأخرى تتطور بمرور الزمن ، أي أنها تستوعب مفاهيمَ جديدة مفيدة وفق أُسس علمية صحيحة ، وقد سخر الإنسان هذه العلوم لدراسة ما يحيط بحياة الإنسان وكرس جهده في سبيل خدمته وإفادته واستكشاف ما يدور حوله ، وقد أصبح العلم مقياسا للتفاضل بين الأمم والدول و الشعوب ، فالدول التي تمتاز باختراعاتها وتصنيعها لمختلف المواد والأدوات والتي تستفيد منها داخل بلادها وتصدرها إلى الدول الأخرى التي تمتاز بركود الصناعة تحقق أرباحا تعود على الدولة بالنفع والخير فتوصف بأنها أفضل دولة في الصناعة مثلاً ، كل ذلك بفضل العلم ، فان من لديه القابلية على ابتكار أشياء مفيدة فبالتأكيد انه قام بذلك بواسطة تسخير عقله وعلمه وتفكيره للوصول إلى شيء ذلك الشيء المفيد .
ومن ملاحظتنا لتطور الإنسان ، نجد انه يتطور كلما توفرت المقومات التي تساعد على اكتساب العلم ، مثل الصناعة التي لا تتم من دون وجود المواد الأولية اللازمة لصنع أي شيء ، لذا فمن الطبيعي أن يتطور العلم ومفاهيمه وتزداد أهدافه ، فتظهر علوم جديدة تختص بدراسة ناحية من نواحي العيش والتي تحيط بالإنسان.
لذا فمن الطبيعي ا ن تتطور مفاهيم العلم بعد مرور مدة من الزمن ، فلا احد يعلم ما قد يتوصل إليه الإنسان بعد عشرين سنين ، ولا احد يعلم ما أنواع العلوم التي ستظهر في ذلك الوقت .
وان تطور شعب م الشعوب او بلد من البلدان المختلفة يحث الدول الاخرى على مواكبة التقدم الحاصل في ذلك البلد ويدعو البلدان كافة للمضي قدماً في محاولاتها لتحصيل العلم والانتفاع منه ... لذا فان مواكبة التقدم هو احد الامور التي تساهم في ازدياد مدى تقدم شعوب العالم كافة ، وان النفع الذي تتحصل عليه الدول المتقدمة يفوق ما قد يتخيله الانسان ، و ان الشعوب المتقدمة في مجالات الحياة المختلفة خير دليل على ذلك .



تذاكر العلم دراسة





{الباب التاسع : تحكيم العقل للتعلم وتنظيم الفكر والتفكير}

إن العقل هبة ونعمة انعم الله تعالى علينا بها ، فهو ما يميزنا عن بقية المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى ، وجعل لنا فيه سبيلاً للتخلص من المشاكل وإيجاد الحلول لها ، وأعطانا العقل لنفكر بواسطته ، فننظم حياتنا التي نعيشها عن طريق العقل .

العقل هو أساس العمليات الفكرية التي يقوم بها الإنسان ، ولكن من الضروري أن نتعرف على الفكر والتفكير ، وكيفية حصولهما ، ولو أردنا ذكر مفهوم الفكر لقلنا : انه إجراء عملية عقلية ، نواجه من خلاله المشكل ، فتجرى العلمية العقلية بالمعلومات الحاضرة للوصول إلى الهدف المطلوب من إجراء هذه العملية ، إذن فتعريف الفكر هو :(حركة العقل بين المعلوم والمجهول).

إذا واجه الإنسان مشكلة ما ، فان هناك العديد من العمليات التي ستحدث ، والتي تبدأ بمعرفة المشكل من أي الأنواع هو ، هل المجهول يتعلق بكيفية حل معادلة رياضية ، أم كيفية كتابة جملة اسمية تامة المعنى والقواعد ، فيجمع ما لديه من معلومات عن المشكل ، فيسعى إلى تنظيمها وترتيبها في ذهنه حتى يؤلف المعلومات التي تصلح للوصول إلى المطلوب وحل المشكل ، ومن الملاحظ أن عملية الفكر والتفكير تحصل من خلال العقل ، فيمر العقل أثناء هذه العملية بمراحل هي :

1- مواجهة المشكل (المجهول).

2- معرفة نوع المشكل الذي يواجه ، فقد يواجه مشكلا ولا يعرف نوعه .

3- حركة العقل من المشكل إلى المعلومات الحاضرة في ذهنه والتي تناسب نوع المشكل (لمجهول).

4- حركة العقل (مرة ثانية) بين المعلومات ، فيحاول أن ينظمها ويرتبها ويحص فيها عن ما يصلح لحل المشكل.

5- حركة العلق (مرة ثالثة) من المعلوم الذي استطاع تأليفه من المعلومات التي امتلكها فرتبها ونظمها بشكل صحيح إلى أن وصل إلى المعلوم.

وان الأدوار الثلاثة الأخيرة ، والتي حصل فيها حركة في العقل هي ما يسمى بالفكر أو النظر ، وهذا معنى حركة العقل بين المعلوم والمجهول ، وهذه الأدوار الخمسة تمر بالإنسان أثناء تفكيره ن ومن الجدير بالذكر انه لا يشعر بها ، فان الفكر يجتازها غالباً بأسرع من لمح البصر ، إن من لديه سرعة البديهة وقوة الحدس يستطيع التخلي عن الحركتين الأوليين ، وينتقل بحركة واحدة من المعلوم إلى المجهول ، لذا يقال أن صاحب الحدس القوي أكثر تلقياً للمعارف والعلوم ، وجُعلت الحدسيات من البديهيات، لأنها تحصل بحركة واحدة مفاجئة دون الحاجة إلى نظر وإمعان وتفكير ، وان هناك بعض الأمور بديهية عند شخص ونظرية عند شخص آخر ، وذلك لان صاحب الحدس القوي لا يحتاج إلى نظر وتفكير.

وان ذكر هذا الموضوع في هذا البحث جاء نتيجة الارتباط القوي والمتين بين كل من العقل والعلم والتعلم ... بل ان العقل هو اساس العلم والتعلم ولولا العقل لما استطاع الانسان ان يتعلم ... وان وجود العقل مع فقدان العلم يعد امراً غريباً وشاذاً لان وظيفة العقل هي تحصيل العلوم والمعارف بمختلف انواعها وتقسيماتها مع ان هناك من لا يستغل عقله في سبيل التعلم .




لا غنى اخصب من العقل






{الباب العاشر : ما هو الجهل ؟ وما أقسامه ؟}

إن الجهل بكل أقسامه ومعانيه يعني ، عدم التعلم ممن لديه القدرة على كسب العلوم والمعارف ، فالعجماوات و الجمادات وغيرها ليست لها القابلية على التعلم ، لذا فهي لا توصف بأنها جاهلة ولا عالمة أيضاً ، وهو ما يسمى ملكة وعدم ملكة ، فالملكة هو العلم ، وعدم الملكة هو الجهل ، لقد خلق الله (سبحانه و تعالى) السماوات والأرض ، وخلق كل من عليها ، فخلق البشر الذين يمتازون بعقول تميّزهم عن الحيوانات ، وجعل بينها قواسمَ مشتركةً ، وكذلك خلق الله تعالى وصنع الجبال والصخور وما يماثلها من أشياء ، لا تشترك بأي قواسم مشتركة مع الإنسان والحيوانات ، لذا فإن عدم إبصار شخص يسمى بالعمى ، ولكن عدم إبصار حجر ما لا يسمى بالعمى ، فالحجر لم يملك البصر يوماً ليفقده الآن ، بمعنى أن الله تعالى قد ملّك البشر على أمور منها السمع والبصر والشم وما إلى ذلك ، ولكنه لم يعطها للجمادات ، وهذا ما يسمى ملكة وعدم ملكة ، فالبصر عند الإنسان يسمى ملكة ، وعدم الإبصار يسمى (عدم ملكة) ، وقد انعم الله تعالى على البشر بنعمة التعلم ، وجعل لهم القدرة والقابلية على اكتساب العلوم والمعارف بكل أنواعها وتفصيلاتها ، إلا أن تكاسل البعض ، وعدم توفر الظروف الملائمة للبعض الآخر ، أدى إلى انتشار الجهل .

ومن الجدير بالذكر أن للجهل أنواع خاصة به ، يختلف فيها عن بقية الأمور وعن العلم خاصة ، إلا انه يبادل العلم في موارده وبشكل معاكس لها ، ويقسم الجهل إلى الجهل التصوري والجهل التصديقي ، إضافة إلى قسمان آخران يُعدان من أقسام الجهل التصديقي يسميان الجهل البسيط والجهل المركب ، لذا نقول أن أقسام الجهل هي ما يلي:

1- الجهل التصوري : وهو يبادل احد أقسام العلم ، المعروف بالتصور ، وهذا الجهل ، هو الجهل بالعلم التصوري .

2- الجهل التصديقي : وهو احد أقسام الجهل ، والذي يقابل العلم المعروف بالتصديق ، أي انه الجهل بالعلم التصوري .

كما يقال أن الجهل التصديقي يقسم إلى قسمين هما :

1- الجهل البسيط : وهو أن يجهل الإنسان شيئاً ما ، مع العلم بأنه يجهل هذا الشيء ، فيعلم انه لا يعلم ، كجهلنا بعدد النجوم الموجودة في السماء ، وجهلنا بوجود السكان في المريخ ، وهو القسم الوحيد للجهل التصوري ، لذا فهو يعد حلقة ارتباط بين الجهل التصوري والجهل التصديقي .

2- الجهل المركب : وهو أن يجهل الإنسان شيئاً وهو غير ملتفت إلى انه جاهل بهذا الشيء ، بل انه يعد نفسه من أصحاب العلم بهذا الشيء ، فلا يعلم انه لا يعلم ، كادعاء بعض الأشخاص أصحاب العقول الفاسدة بأنهم عالمون بالحقائق ، إلا أنهم جاهلون بها ، وسمي هذا الجهل بالجهل المركب لأنه يتكون من جهلين هما : الجهل بالواقع وجهله بأنه جاهل بالواقع ، وهو أقبح صور الجهل .












{الباب الحادي عشر : مساوئ الجهل}

من المؤكد والبديهي عندنا أن الجهل نقيض العلم لذا بشكل مؤكد أن تأثيرات الجهل على الأمم والشعوب معاكسة لتأثير العلم عليها ، لو حاولنا أن نأخذ بعض هذه التأثيرات ، لوجدنا أنها تقسم إلى أقسام ، فمنها ما يؤثر على الأمة بكاملها ، ويؤدي إلى تأخير التطور في بلدانها ، ومنها ما يؤثر على الشخص الجاهل نفسه.

ولو جئنا إلى تأثيره على الأمم والشعوب ، لوجدنا أن الأشخاص الأميين يُقاسون على أٌسس مختلفة ومتفاوتة من دولة إلى أخرى ، فتجد الدول المتقدمة تعتبر الشخص الذي لا يستطيع استخدام أجهزة الحاسوب أُمياً ، ودول أخرى تعتبر من لا يعرف استخدام الانترنت جاهلا وأُمياً ، بينما عندما تأتي إلى الدول النامية والدول المتخلفة تجد أنها تعتبر الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة أمياً ، لذا فلكل دولة مقاييس معينة تحدد من خلالها العالم من الجاهل ، ولكن الدول المتقدمة لا تتأثر بجهل الناس في استخدام الحاسوب أو الانترنت ، ولكن المشكلة موجودة في الدول والبلدان التي تعاني من انتشار الجهل بنسبة كبيرة وهو أن يجهل شخص ما القراءة والكتابة ، ولو نظرنا إلى التأثير الذي ينعكس على الدول النامية التي تعاني من انتشار الجهل لديها ، لوجدناه كبيراً ، ولذا فهذه الدول نامية متخلفة ، لان نسبة الجهلة في شعوبهم نسبة ليست بالمنخفضة ، فتجد هذا الشخص الجاهل ، يؤثر على نفسه وعلى غيره ، فتأثيره على غيره يتحقق لأنه لا يعرف القراءة والكتابة ، لا يعرف كيف يدير حياته،
فما بالك بحياة غيره ، إن ازدياد نسبة هؤلاء الأشخاص في المجتمع ، ذو تأثير كبير على الأنشطة الحرفية المختلفة ، وعلى المجالات الطبية والهندسية والتعليمية و غيرها من الأنشطة والمهن المختلفة ، فتجد مناطق في بعض الدول خالية من الأطباء ، تنتظر المساعدة والإغاثة من الدول المتمكنة علميا ، وإذا حاولنا معرفة سبب انتشار الجهل ، سنجد انه من نتائج عدم اهتمام السلطة الحاكمة بشعبها ، فلا توفر لهم فرص التعليم الملائمة ، ولا تشجعهم على التعليم ، فتطلب ممن يريد التعلم أن يدفع النقود لتتوفر له فرصة التعلم ، وعدم اهتمام الدولة بمن كبر في سنه وهو لا يعرف القراءة والكتابة ، فهي لا تهتم بمن في هو في سن مناسب للتعلم ،فما بالك بمن كبر في السن !، وأصبح لا يقوى على الحفظ ، ولكن تجد دولا تهتم بشعوبها ،رغم أنها تفعل ذلك بعد مرور زمن طويل من الإهمال ، ولكنها تبذل ما في وسعها في سبيل محو الأمية لدى أفراد شعبها ، لان التعلم مثل السلسلة يجب أن تكون أول حلقة في هذه السلسلة صالحة لكي تتصل بها باقي الحلقات ، فان الشخص الأمي لا يحث أبنائه على التعلم ، وإنما يجعلهم يسيرون في نفس الطريق الذي سار هو فيه ، إلا من يعرف قيمة العلم والتعلم .
وعندما نأتي إلى تأثيره على نفسه ، نجد انه يعيش في حياة لا معنى لها ، لا يستطيع أن يعمل عملاً جيداً ، يعيله وعائلته ، فتجد اغلب الأشخاص الأميين يعيشون في فقر وذل ، لأنهم لم يتعلموا ، وتجد انه لا يعرف انجاز عمل ما ، لذا فله تأثير على نفسه وعلى المجتمع المحيط به ، فيصبح بمثابة حجر العثرة لأفراد المجتمع الذين يعيشون معه ، فهل هناك من سبيل للتخلص من الجهل والأمية ؟ وأنا اترك الجواب لكم.




اعرفوا الجهل وجنوده تهتدوا







{الباب الثاني عشر :الجهل في نظر رسول الله و أهل بيته
(صلوات الله عليهم أجمعين)

بما أن رسول الله () قد بين الصواب و الخطأ في أمور الحياة المختلفة ، وتبعه اهل بيته الاطهار(عليهم السلام) بالتبليغ والحث على الفضائل والنهي عن الرذائل ، وقد اعطوا للنهي عن الجهل والحث على تركه وعدم التحلي بهذه الصفة ، واليكم بعض الاحاديث والاقوال لهم (عليهم السلام) :

1- في كاتب اصول الكافي للكليني : محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الامام الرضا (عليه السلام) يقول :(( صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله )).
2- وعن اصول الكافي ايضاً ، عن عدة من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن بعض اصحابه ، قال : سمعت رسول الله () يقول :(( ما قسم الله للعباد شيئاً افضل من العقل فنوم العاقل افضل من سهر الجاهل ، واقامة العاقل افضل من شخوص الجاهل ...)).
3- عن عدة من اصحابنا ، قال الامام موسى الكاظم (عليه السلام) لاحد اصحابه والذي يدعى هشام :(( يا هشام : قليل العمل من العالم مقبول مضاعف ، وكثير العمل من اهل الهوى والجهل مردود )).
4- قال الامام ابو عبد الله (عليه السلام) حين كان عنده مجموعة من اصحابه ومواليه ، فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال (عليه السلام) :(( اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا )).... وبعد ان تكلم الامام (عليه السلام) عن العقل قال :(( لقد خلق الله تعالى الجهل من البحر الاجاج ظلمانياً ، فقال له : ادبر فادبر ، ثم قال له : اقبل فلم يقبل ، فقال له : استكبرت؟ فلعنه ..)).
5- عن علي بن محمد بن سهل بن زياد ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن ابيه (عليه السلام) قال : قال امير المؤمنين (عليه السلام) :(( ان قلوب الجهال تستفزها الاطماع ، وترتهنها المنى ، وتستعلقها الخدائع )).
6- عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابي هشام الجعفري قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) فتذاكرنا العقل والادب ، فقال :(( يا ابا هشام ، العقل حباء من الله والادب كلفة ، فممن تكلف الادب قدر عليه ، ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك الا جهلاً )).
7- عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن السري بن خالد ، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله () :(( يا علي لا فقر اشد من الجهل ، ولا مال اعود من العقل )).
8- عن بعض اصحابنا ، عن مفضل بن عمر ، عن ابي عبد الله (عليه السلام ) قال :(( يا مفضل ، لا يفلح من لا يعقل ، ولا يعقل من لا يعلم ، ..... ، والصدق عز ، والجهل ذل ، والفهم مجد ، ..... ، وبين المرء والحكمة نعمة : العالم ، و الجاهل شقي بينهما ، والله ولي من عرفه وعدوه من تكلفه ، والعاقل غفور والجاهل ختور )) .

ان هذه الاحاديث الشريفة التي رواها اصحابنا عن النبي () واهل بيته الاطهار (عليهم السلام اجمعين) خير دليل على قبح الجهل ، وللأسف فهذا هو ما تيسر لنا من الاحاديث المختصة بالجهل ، لان الظلمة في الجهل والنور في العلم والتعلم ، كما قال احد الائمة (عليهم السلام) .


عدو كل امرئ جهله





الخاتمة

اريد ان اقول في نهاية هذا البحث ان اهمية العلم كبيرة ، وان نفعه كبير ومهم لكل شخص يريد ان يعيش حياته بشكل جيد وجميل ومريح نوعاً ما ، لان العلم هو اساس تكوين الانسان ، وقد خلق الله تعالى الانسان لكي يتعلم من مناهل العلم الكثيرة والمتنوعة والتي توفر لكل شخص نوع العلم الذي يرغب به والذي يريده ويستهويه منها ، وان اهمية العلم كبيرة بالنسبة للأمم حيث يجب علينا ان نكثف من جهودنا لكي نستطيع الوصول الى مصافي الامم والدول المتقدمة علمياً وصناعياً .
واريد ان اشكر كل شخص يبذل وقته و ماله وكل ما يملكه في سبيل التعلم ، وهناك الكثير ممن فعل ذلك في الماضي من العلماء الذي ضحوا بكل شيء في سبيل التعلم ، فاصبحوا بذلك علماءً يقتدى بهم نتيجة لجهودهم التي بذلوها والتي اوصلتهم الى المرتبة التي هم فيها الان بنظر العالم اجمع ، وهنيئاً لكل شخص متعلم .. يسعى لكسب العلم والتحلي بالأخلاق الحميدة وهنيئاً لمن يحمل علماً يوفر له حياة كريمة له ولأفراد عائلته ، يستطيع من خلاله ان ينتفع وينفع الاخرين ، فجعلنا الله واياكم من المتعلمين ان شاء الله .







الاهداء

اهدي هذا البحث المتواضع لكل من قضى ساعات عمره وهو يتعلم...
ولكل شخص سخر عقله في سبيل التعلم ....
ولكل شخص احب العلم و سعى للتعلم ....
ولكل من ساعدني للتعلم منذ ان كنت صغيراً والى الوقت الحاضر ...
ولوالدي اللذان وفرا لي كل الوسائل الممكنة لكي اتعلم ووفرا الجو الملائم لذلك ...
ولكل من ادرك قيمة العلم مبكراً واستطاع التعلم ...

مع تحيات
محمد عباس خلف لامي
التميمي

مصادر البحث

1- كتاب المنطق للشيخ محمد رضا المظفر ، دار الغدير للنشر والتوزيع – قم المقدسة ، الطبعة السابعة سنة 1429 هـ .

2- - كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي وبشرح الشيخ محمد عبده طبعة بيروت – لبنان 2005م – 1426هـ .

3- كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني طبعة بيروت – لبنان 2005م – 1426هـ .

بالإضافة إلى مصادر أخرى ......

من مواضيع : محمد عباس التميمي 0 معاوية بن ابي سفيان في كتب القوم ..
0 يزيد بن معاوية في كتب القوم ..
0 ومضات شعرية قالها الامام علي (عليه السلام )
0 اقرأ رائعة الفرزدق في مدح الامام زين العابدين (عليه السلام)
0 العلم نور والجهل ظلام .. بقلم .. محمد عباس التميمي
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:31 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية