آية اللّه العظمى السيد ابو الحسن الموسوي الاصفهاني( قدس سره )
(1277 او 1284 - 1365هـ)
ولادته ونشأته :
ولـد في احدى القرى التابعة لاصفهان في سنة 1277 او 1284 هـ, وتربى وتـرعـرع في ظل والده السيد محمد الذي كان من العلماء الافاضل, اما جده فهو السيد عبد الحميد الذي كان من طلاب آية اللّه الشيخ محمد حسن النجفى (صاحب الجواهر).
ينتهي نسب عائلة الاصفهاني الى الامام موسى الكاظم (عليه السلام) .
دراسته واساتذته :
ـ عندما بلغ سن الرابعة عشرة من عمره ذهب الى مدينة اصفهان لغرض الدراسة , واكـمـل فـيـها مرحلة السطوح عند اساتذتها المشهورين من امثال: السيد مهدي النحوي والسيد محمد باقر الدرجئي والاخوند الكاشي .
ـ درس الـمـراحـل الاولـية من البحث الخارج عند آية اللّه الجهار سوقي وآية اللّه ابو المعالي الكلباسي .
ـ انـجـز الـمـراحل العليا من دروس البحث الخارج عند آية اللّه محمد باقر الدرجئي, والحكيم الكبير جهانكير خان, والاخوند الكاشي, وذلك في حوزة مدينة اصفهان .
ـ فـي عـام 1307 هـ هـاجـر الى النجف الاشرف لحضور دروس آية اللّه حبيب اللّه الرشتي , والشيخ الخراساني , والسيد محمد كاظم اليزدي .
مرجعيته :
بعد وفاة آية اللّه الشيخ عبد الكريم الحائري في مـديـنـة قـم الـمقدسة, ووفاة آية اللّه الشيخ النائيني في النجف الاشرف, برزت زعامة السيد ابي الحسن في اغلب البلاد الاسلامية بلا منازع .
طلابه :
كـان يـحـضر دروس السيد الاصفهاني كثير من العلماء الذين حازوا على درجة الاجتهاد, وذلك بسبب العلم الغزير الذى تحويه دروسه ومباحثاته نذكر بعضا منهم, وهم :
(1) آية اللّه السيد محسن الحكيم .
(2) آية اللّه الشيخ عبد النبي الاراكي .
(3) آية اللّه الشيخ محمد تقي الاملي .
(4) آية اللّه الشيخ محمد تقي البروجردي .
(5) آية اللّه الشيخ محمد حسين الخياباني .
(6) آية اللّه مير السيد علي اليثربي الكاشاني .
(7) آية اللّه السيد حسين الخادمي .
(8) آية اللّه السيد ابو الحسن الشمس آبادي .
(9) آية اللّه السيد محمد هادي الميلاني .
(10) آية اللّه الشيخ محمد تقي بهجت .
سيرته واخلاقه :
ورث السيد ابو الحسن الاصفهاني كل الصفات الحميدة ومكارم الاخلاق عن اجداده الطاهرين, ويمكن ان نلخص صفاته بما يأتي :
1 ـ صبره و تحمله :
ينقل عنه أنه رأى ابنه مقتولا شهيدا على يد احد الاشرار, فلم يتكلم بشي سوى انه قال: لا اله الا اللّه ثلاث مرات , و لم تخرج من عينيه ولا دمعة واحدة .
2 ـ توظيفه للاموال لاشاعة المحبة :
يروى عن السيد الاصفهاني انه قام بارسال ممثل عنه لغرض التبليغ والارشاد في احدى قرى شمال العراق , وعـنـدمـا وصـل هذا المندوب الى تلك القرية, اعترضه رئيس القبيلة ومنعه من اداء وظيفته, مما اضطر المبلغ الى الذهاب الى مركز الشرطة القريب من تلك القرية, لحل هذه المشكلة .
فقال له مدير المركز: ان الحل الوحيد لهذه المشكلة هو ان تعود الى النجف الاشرف وتبلغ السيد الاصـفـهـانـي ان يتصل بوزير الداخلية, لكي يعطينا الوزير بدوره الاوامر للوقوف بوجه رئيس الـقـبـيلة, فعاد ممثل السيد ابي الحسن الى النجف الاشرف وأبلغه بما جرى فقال له السيد, لا بأس سأكتب رسالة الى رئيس القبيلة مع مبلغ خمسمئة دينار.
فأخذ ممثل السيد الرسالة مع المبلغ وذهب بها الى شيخ العشيرة, فلما استلمها وفتحها ووجد فيها الـمبلغ المذكور دخل السرور والفرح على قلبه وصافح حامل الرسالة ورحب به اشد الترحيب, واشار لافراده بحضور مجلسه والصلاة خلفه .
ومـنـذ هـذه الـحـادثة اصبحت هذه العشيرة ورئيسها من انصار السيد ومحبيه, ثم بعد ذلك عاد المندوب الى النجف الاشرف ونقل للسيد النتائج الايجابية التي ترتبت على اثر الرسالة فقال السيد ابو الحسن: هذه الطريقة افضل من ان نتصل بوزير الداخلية لحل المشكلة, ولعل اتصالنا به يخلق لنا مشاكل نحن في غنى عنها.
3 ـ محافظته على سمعة الاخرين :
عندما كان السيد الاصفهاني يعطي وكالة شرعية لاحد الاشـخاص, و بعد فترة من الزمن يتبن أن ذلك الشخص غير جدير بتلك الوكالة, لم يكن يسحب منه تلك الوكالة، وكان يرد على المعترضين قائلا: قبل ان امنحه وكالتي، كان هذا الشخص يمتلك منزلة لدى الناس, وعندما منحته الوكالة ازدادت منزلته لديهم, ولكن عندما ابطل وكالته يكون قد فقد كل تلك المنزلة تماما, وليس لديّ الاستعداد لان اساهم في اراقة ماء وجه احد وفقدانه لاعتباره بين اوساط الناس .
ومن مميزاته الاخرى الاهتمام بامور الطلاب, والسماحة, والفطنة, والحب العميق للاصدقاء, والعفو عند المقدرة, و الحلم عمن اساء اليه.
مواقفه السياسية :
يمكن اجمالها بما يلي :
(1) في عام 1341 هـ تم اجراء الانتخابات الدستورية للملك فيصل الثاني في العراق بشكل صوري ومزيّف مما دفع بمجموعة من علماء الدين الشيعة الى تحريم تلك الانتخابات, كان من ضمنهم الـسـيـد ابـو الحسن الاصفهاني الشيخ الخالصي الشيخ النائيني, فقامت السلطة على اثر ذلك بـابعادهم الى ايران, وقد اصدر الاصفهاني بيانا حول ابعاده من العراق جاء فيه (من الواجبات الدينية عـلـى جـمـيـع الـمـسلمين هي الدفاع عن الاسلام والبلاد الاسلامية, وبالخصوص العراق بلد الـمـقـدسات, بلد الائمة الاطهار (عليهم السلام ), ضد تسلط قوات الاجانب).
و بعد مرور سنة على ابـعـاد تـلك المجموعة من العلماء, وبسبب ضغط الجماهير ومطالبتها, اعادت الحكومة النظر بهذا الموضوع , وتم ارجاع السيد الاصفهاني وباقي العلماء الى العراق .
(2) تاييده لعلماء الدين في ايران الذين رفضوا اجرات نظام رضا خان, ومن ضمنهم آية اللّه حسين القمي الذي ابعده الشاه الى العراق, وعند وصوله الى كربلاء المقدسة ارسل السيد الاصفهاني ممثلا عـنه للقاء آية اللّه القمي, وابلاغه تأييد السيد الاصفهاني لمواقفه الجهادية, ضد رضا خان واجراته القمعية ضد الدين وعلمائه .
(3) قام السفير البريطاني بتقديم صك للسيد الاصفهاني بمبلغ مئة الف دينار عراقي, بعنوان نذر من الحكومة البريطانية بمناسبة انتصارهم عسكريا على جيش المانيا في الحرب العالمية الثانية, وادعى السفير بان الحكومة تريد ان يصل هذا المبلغ الى عـلماء الدين, فاستلم السيد المبلغ واضاف له صكا آخر السيد بمبلغ مئة الف دينار, فاصبح المجموع مئتي الـف ديـنار.
وقال السيد للسفير: ان اكثر الضحايا في حربكم مع الالمان كانوا من المسلمين الهنود الذين استخدمتموهم في الحرب ضد المانيا, ونتيجة لهذا العمل اصبح لدينا آلاف من العوائل بدون معيل, وشـعـوراً مـنـي بـواجـبـي تجاه قضايا المسلمين فاني اضع هذا المبلغ كله لمساعدة تلك العوائل المفجوعة بفقد معيلها.
مؤلفاته :
وهي :
(1) وسـيلة النجاة : وهي رسالة عملية .
(2) حاشية على العروة الوثقى .
(3) شرح كفاية الاصول .
(4) انيس المقلدين .
(5) حاشية على تبصرة العلامة .
(6) حاشية على نجاة العباد لاية اللّه العظمى الشيخ صاحب الجواهر.
(7) ذخيرة الصالحين (رسالة عملية ).
(8) ذخيرة العباد.
(9) وسيلة النجاة الصغرى (مختصر لوسيلة النجاة ).
(10) منتخب الرسائل .
(11) مناسك الحج .
هذا بالاضافة الى تقريرات بحوثه في الفقه والاصول .
وفاته :
انـتقل الى رحمته تعالى في الكاظمية المقدسة بتاريخ 9 / ذي الحجة / 1365 هـ , ثم نقل جثمانه الـطـاهـر الـى الـنـجـف الاشـرف وشـيـع تشييعا كبيرا, و تمّ دفنه في الصحن امـيـرالـمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) .