(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)
وعدٌ إلهيٌ و مَنْ
أنْ ينتهي عهد الحَزَنْ
للمؤمنين بربّهم ورسولِهمْ
والذاكرين إمامهم
في كلِّ صبحٍ حين ينبجسُ البهاءْ
ويمدُّ نوراً للسماءْ
ملاطفاً طيف الزمنْ
وعدٌ إلهيٌ وهلْ
وعدُ الإله بلا وطنْ
ماطالَ يومُكَ ياسليل الطيبين
إلاّ لينبتَ في الصخورِ
جنائنٌ للصابرين ليحصدوا ما أمّلوا
رغم اضطهاد الحاقدين
ورغم ما سمعوا من المستهزئين
ورغم ما اجترعوا مِحَنْ
وعدٌ إلهيٌ مضى
في اللوح لا يعلوهُ ظنْ
ما شكَّ في وعد الإلهْ
إلاّ مريضٌ قلبُهُ
قد أربعَ الشيطان في جنَبَاتهِ
وأقامَ يسكرُ في حفلاتهِ
فرِحٌ بنفسٍ آمنتْ بصلاتهِ
وصلاتُهُ تقطيعُ أوصال السُّننْ
خَسِأَ الذين تبَدّلوا
ما لاحَ دولارٌ ويَنْ
يوماً يقولون الحديث يفيدنا
برواية المهديِّ لا شكٌ بها
من شكَّ فيها
كان يكفرُ بالرسول وصدقهِ
وإذا تبَدَّلتِ الأمورْ
وصار تصديق الحديث
يهدُّ سلطان الطغاة
كان الحديثُ يجرُّ أذيال الفِتنْ
الدينُ لعقٌ في اللسانْ
وفي السياسةِ مُرتهنْ
لمن احتوتهم ذلّةٌ
وتذوقوا دون امتعاضٍ
طاعة المتجبرين وغيَّهمْ
وتحطّمَ الطهر الذي
أولاهُمُ ربُّ العبادْ
فوق الهوى المربوب من شيطانهم
فتنَكّستْ أرواحهم
كفروا بمن ربُّ العباد أقامهُ
ولمن إلى نشر الفضيلة مؤتمَنْ
هيهات لن يصل العتاةْ
إلى هُداك وألف لنْ
وكيف يسمو من تمَرّغَ في التّوَحُّلِ ضاحكاً
حسبَ التوحُّلَ غاية المتنفسين
هو لم يكن في خلدهِ
إلاّ التنفسَ آية المتنورين
والأكلَ من جنب الذبيحة غايةً
ولذا على معاوية السلامْ
فإنّهُ من كلِّ أصناف الطعام تصَدّعنْ
هيهات لن يصلوا
إليك العاكفون على الوثنْ
أهواؤهم في شرنقات سجودهم
وسجودهم للشرق أو للغرب أوْ
للغالب القتّال دون توَرُّعٍ
لمن الضمير يفرُّ من أفعالهِ
أوَلَيسَ قد فتَحَ البلادْ
وإنْ قضى نصفُ العبادْ
وطاوَلَتْ نكَسَاتهُ فرعونِ أو أصحاب عاد
فعليك تنصرَ ظالما لا تكفُرَنْ
ما نال وُدَّك من تشرذَم فكرهُ
وإلههُ مُتَجَسٍمٌ في وزن طَنْ
أو أنَّ وزن إلهه مليون طنْ
ولديه ساقٌ ليس كالسيقان لكن فيه ساقْ
وهو جسمٌ قابعٌ فوق السماءْ
هكذا قد وصفوا الله بجهلٍ
حدّدوهُ .. كيّفوهُ .. عدّدوه ..
ثمّ قالوا
هكذا التوحيد أو فلتشْرُكَنْ
يالوحةَ الشجن اكتسي
بجماله من كلِّ فنْ
جمعَ الفنون بيومهِ
وبلون وعد الأنبياءْ
رسمَ الطبيعة بالبهاء
يا من إلى الأغلال جاءْ
محطِّماً حلَقَ البلاءْ
ومودعاً في أنفس المستضعفين المعدمين
القابعين بهامشِ المستكبرين
مواقداً تُمحي الدُّجنْ
أنهارُ أدمعِ مُنشديكْ
تفايَضتْ فلْتَعْطِفَنْ
أعطِفْ على من أنبتوك أزاهراً
ورأوكَ بسمتهم تحوط بحزنهمْ
لولاك ما ابتسمَ الصباح بعينهم متورداً
ولما تحَلّتْ ثمرةٌ بمذاقهمْ
مولاي أنتَ ربيعهم
نُكِسَ الزمانُ بأهلهِ
إنْ لم يكن أنت الزمنْ
هتفَتْ جنودك طالقان شمالُها
وجنوبُها باليُمْنِ تدعو في اليَمَنْ
فانعِمْ عليها سيدي بتَعَجُّلٍ
هلاّ سمعتَ جنونها يابن الحسنْ
جنّتْ ولكن في الجنون تعقّلٍ
وبغيركم لو جنَّ كان بلا رسَنْ
ولقد لبسنا في افتدائك سيدي
قبل الشهادة فيك أردية الكفنْ
ونسجنا أكفان الشهادة بالولا
هل حبُّنا الفطري يثقلهُ ثَمَنْ
يا سيدي
تعب الوجود بأرضه وسمائه
من كثرة الإجرام من لحن الشَجَنْ
من نغمة الآهات من سيل الأذى
من دمعة الأطفال تشربها لبنْ
فاحسم بيومك تُرّهات فراعنٍ
وانشر على الآفاق نورك والغَدَنْ
سرِّحْ خيولك يا سليل الأتقيا
بالنصر تصهلُ بالمحبةِ ترْجَحَنْ
وافتحْ مجرّات السماء كما تشا
ونسيمُ زفرتك الهواء مُأَكْسجَنْ
لا خوف في زمن الأمان بعهدهِ
فاخلعْ ثياب الخوف وافرح يا شدَنْ