حسيــــن .. لك الله ما أجلّك ..؟
جاءت تُباهلني بالضُّراح ، وفي عنقي بيعة الثقليـــــــــــــن والبحر الزّاخر .. بخ ..بخ .. قالها الضُّراح يوم الغدير والحقدُ قد ملأ منهم صدورا .
يزهـــوا بهم المجد والعزُّ .. وباحةُ الشرف جدل من شمائلهم هم مفرعُ معالٍ ، بل قبّة السماء وسنا أفقها والزّمان .. قل سرُّ الوجود وأركان بيت ربّك المعمورا .
بذرة من مكارم لشيبة الحمد .. أينعت قرّة عين هاشم ، إرثا من صفوت الخلق و المرتجى من رحمة ربّك حسبُها فخرا أن فرّعت من فضل خالقها شبرا وشبيرا .
أخ الغيث ثمّ قمرُ سؤدده .. فذاك المجتبى السبط .. سلْ معطارة النُّظم عن فضله ، وأعجب من مُدّع يُجاريه حُلما ، بل سلّ طريفُ عليائه تُريك المعالي من سجايا وترا .. ، وهذا الحسين كلّ غروب أمسى بذكر إسمه شروقا ، فإن قلت هذا بدر علا.. لست منصفا ، لمن أصله قطب السما من فرع شرف ، ومن بهاء نحره صارت الأرض لنا مسجد وطهورا .
أحرفَ إسمكَ يـــــا حسين أية كم كفت بني المؤمّل السؤال ، بل حرز عند النائبات وحرم للورى .. فرجائي كيف يغدو خائبا من إستمسك بحبل أبا الشريعة وكافلها ، ومن بهم عاد طرف الإسلام قريرا .
الحـــــــــــــاء من إسمك .. حفظٌ لدّيــــــــن ، ومن رسمها محكمات البناء صارت منائرُ والمنابر في ليالي عتمتنا ، وهوت من ضياءها ما شيّدت أميّة ، و جلّت الديجورا .
والسيـــــــــــن منه .. سيفُ عدل جزّت رقاب الردّة ، حتّى أنبذتها بالعراء تلتمسُ لها أكفان من نسج أهل الإحن .. يا من كنت أبا لبني الشهادة وذخر الفوز، فكلّ من أبصر من طبعك رأى خُلُق شفَّ يُباهي العصورا .
واليـــــــــــــاء منه .. يــــــــا غريب لك الله ما أجلّك ، طبتَ وذكرك المسك ، أم ثراك وهب المسك عبيرا .؟ بل أراك والوجود حاسرٌ عن كنه عظمتك ، يا عظيما قدّر الله صنعه ، قرّت بك عين المصطفى "ع" وأنت منه والإسلام من عطائك ، يوم أينعت أوراق حُجُبه المستورا .
والسيـــــــــن كانت .. سورة شرّفت بيضة الإسلام من عطر شذاها والآيات .. فهل أنت المعجزة الخالدة .؟ أم شمس في أفق الوجود أبت الغروب .؟ يـــــــا أيّها الشهيد اليقظان المتناوم .. خذلتني فيك العبارة والصفة ، فناجيتك وأنت الحسين ، حتّى أخذني الوله دون أن أبلغ بيراعتي منتهاه ، ولا بذرب براعتي مبتغاه .. يـــــا أيّها الورعُ المقدّس .. متى كان لك في حلبات التحسّب والإيثار شريك ..؟ لا تثريب إمامي السبط .. وإن أدعى إبن الزّانية بأنّك القتيلٌ بسيف جدّك "ع" .. وكيف وجّه الأدعياء لك الملامة ، وأنت المنزّه عن العيب .. فأنت النَّسبُ اللُّباب ، والحسن الخالصُ ، وأنت الحسين .. ووجهك الزّاهرُ من محامد الحمد ، وإن صرع الردى منك الظاهر التّريب ، فأنت الخلود وجاهلك المقبورا ..
إيــــــــــها أبا عبد الله .. سلام الله منّي لأعتابك لم تزل متطاولة على الهبوب طمعا في القبول ، وعند جوارك طويتُ أعناق الآمال بذلّة المؤمّل في الإقبال ، حيث أقامني الخجل من تقصيري ، وأقعدني الحياء عن قصوري .. رميت عند حضرك القدسيّة بشراع الولاء كفّارة عن ما سلف منّي، فلا تردّني خائبا ، وشُدَّ أزري من عطاء معروفك يا إبن ولقّاك نظرة وسرورا .
حسيننــــــــا أنت قريع الّزمان وقُطب مجده .. بك أفاخر الدّهر وأزهو عن رواق المعالي وسرادق المجد ، حقٌّ لي أن أندبك مع الأنفاس ، وأكابد لوعة الوجد بزفرة الهجر والرجاء حتّى تفارقني الأنفاس ، وألقاك حيث الملأ المقدّس نصبنا لك السّريرا .
شفيعـــــــــــي أنت والعرانين من آل أحمد ، وإن قلّة بضاعتي إلاّ من هواكم والصدق فيما أدّع ، ودعوة الوصل في النهاية هويتي والعشق لآل النُّهى بقيّتي ، والطلعة الميمونة عند الأعراف غاية منيتي .. يــــــــــا عدّتي ليوم عثرتي ، ويدي بالعروة الوثقى طُبعت ، ولساني لكم قضبا وعزما لقّن ، وبصيرة تأبى العثورا .