"حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" .. العلاقة بين كتب السنة والاسرائيليات
بتاريخ : 28-06-2012 الساعة : 04:01 AM
بسم الله الرحم الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
من الاولين والاخرين
باختصار شديد .. وشديد جدا اقول : ان المصادر السنية لا تخلوا من اسرائيليات كثيرة وكثيرة جدا ، وهذا متاتي من تصريحهم بجواز الحديث والتحدث عن بني اسرائيل دون التتثبت عن سند تلك الرواية او صحتها .. وهذا ما جاء به مذهب اتباع مدرسة الخلفاء ، ولعل احد هنا يقول لي انك تتهم دون دليل ولا اثبات ، لذا اقول تعال عزيزي القاريء لنرى القوم انفسهم ماذا يقولون عن هذا الامر :
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ حَسَّانَ الْجُعْفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ ، فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ " .
إسناد الحديث جيد ، رجاله ثقالت من رجال التهذيب ، إلا الربيع بن سعد الجعفي ، قال ابن معين :"ثقة" ، وقال يعقوب بن سفيان:"ثقة" ، وقال ابن عمار الموصلي:"ثقة" ، وقال أبو حاتم الرازي:"لا بأس به" ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات .
لكن خالف الربيع بن سعد ، الربيع بن حسان فرواه عن ابن سابط مرسلاً كما في رواية أحمد بن منيع في "مسنده" ، والربيع بن حسان ، قال ابن معين:"ثقة" ، وذكره ابن حبان في الثقات.(الجرح والتعديل3\ص458-459 ،الثقات6\ص300) .
وأرى أنّه خلاف لا يضر فابن سابط ثقة عند الأئمة كثير الحديث ، فلايمنع أن يرويه مرة مرسلاً ثم ينشط فيرويه متصلاً ، والله أعلم.
قال ابن رجب الحنبلي في "أهوال القبور" ص68 عن هذا الحديث:" هذا إسناد جيد والربيع هذا كوفي ثقة قاله ابن معين ، لكن قوله:"ثم أنشأ يحدّث " إلى آخر القصة إنما هي حكاية عبدالرحمن ابن سابط ، كذا روى ابن عيينة عن الربيع عن عبدالرحمن بن سابط من قوله ". انتهى نقلاً من الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام للشيخ جاسم فهيد الدوسري(2\ص96-98ح490) ، والله الموفق .
وعند البحث عن هذه المأسات وجدت فتوى صريحة اليكم الكم الجزء المهم منها :
السؤال
ما هو تفسير حديث نبوي شريف : "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة بلفظ: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
ورواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".
وعلى كل، فالمعنى واحد وهو: أنه يجوز للمسلم أن ينقل كلامهم وأخبارهم الموجودة في كتبهم دون تقيد بالبحث عن صحة الإسناد، بل تحكى أخبارهم كما هي للعبرة والاتعاظ، إلا ما علم أنه كذب.