فترتيب أولويات الحقوق الأسرية من أهم ما نحتاج إلى تفعيله في حياتنا حتى تدخل السعادة منازلنا من أبوابها الواسعة .
فتأمل ترتيبالأولويات في قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم لمن سأله عن أحق الناس بحسن الصحابة، فقال له صلى الله عليه و آله وسلم (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك (
وجاء في الحديث :أعتق رجل من بني عزرة عبدا له عن دبر . فبلغ ذلك رسول صلى الله عليه و آله وسلم فقال : " ألك مال غيره " فقال :
لا . فقال : " من يشتريه مني ؟ " فاشتراه نعيم بن عبدالله العدوي بثمانمائة درهم . فجاء بها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فدفعها
إليه . ثم قال : " إبدأ بنفسك فتصدق عليها . فإن فضل شيء فلأهلك . فإن فضل عن أهلك شيء فلذى قرابتك . فإن فضل عن ذى
قرابتك شيء فهكذا وهكذا" يقول : فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك .
وحقوق تربية الأبناء ورعايتهم مقدمة على تربية أبناء الآخرين، والنفقة على الأهل مقدمة على الآخرين، وإدخال السرور على
الزوجة والأبناء مقدم على الأصدقاء والخِـلان، ولكن هناك من يقدمالابتسامة للآخرين ويحجبها عن زوجته وأهله، وهناك من يظهر
الرعاية للآخرين ويحرمها أبناءه، وهناك من يقدم رعاية المال على رعاية الأهل.
وترتيب الأولويات في الإسلام له عنايته، فالعبادات المفروضة مقدمة على السنن، جاء في الحديث القدسي (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه (
فالذي لا يدرك قضية ترتيبالأولويات في العبادات قد يهمل بعض فرائض الله تعالى ويقدم عليها بعض السنن.
إذاً ما نحتاج إليه هو وقفة تأمل مع النفس.
أين نحن من ترتيبالأولويات في العبادة و مع الزوجة و الأبناء و مع العلم و المال و مع المهنة و المصالح العامة.