كنــّا بالأمسِ نستيقظُ بهدوء..
نستلذُّ بطعم الأمان والسلام الذي كنــّا نغفو بين أحضانههــ..
بالأمسِ كنّا ,,, نعيشُ في هذهِ البلاد..
وننعمُ بطيباتها..ونعيمها..,,
نضحكُ،،ونسهرُ على أنغام جمالها وسحرها..
كانت تلكَ السمراء ..
تسحرُ الجميع ببريق عينيها..,,
تصرعُ ذا اللبِّ ،، حتى يعجز عن الصمود أمامها..,,
كانت تغسل شعرها الأسود الطويل على ضفافِ دجلة...
والناس من حولها تتنافس ...
لاقتباس نظرةً فردوسيةً من زمردِ عينها..,,
تلكَ هي معشوقتي بغداد..
تتمخترُ في مشيتها وصدى خلخالها يجوبُ الكون كــ َتغاريد بلابلِ الصباح..
تزرع بغنجُ ضحكتها سلاماً سرمدياً في أفئدةِ العشاقــ..
لقد كــــآنت..!!
أما الآن...
اُغتِصبَ جمالها..
وأُجهِضَ كيانها ..
وبقى جسدها ملقى هناك على رُبى دجلة والفرات..
أصبحت تسقيهم دماً..
وترضعهم ظلماً..
وعشاقها الذين كانوا بالأمسِ أحباباً..
باتوا،،ينهشون بجسدها العاري متلذذين بسّمها ...
ربما هكذا تحول الحب في بلادي يا حبيبتي ..
إلى غدرٍ وخيانة..
وحتى الآن بغداد تعزفُ ألحانَها على قيثارةِ الموت..
والنسور والثعالب من حولها تترصد حُسنها وجمالها ..
رُغم دمائها...
وأشلائها التي باتت في كلِّ مكان..
وألفُ سلامٍ لروحكــِ الطاهرة يا حبيبتي ..!!