هنا في صحيفة الاستراحة نستريح لحظات نسكب فيها ذاتنا مع الله لعل لنا كلمة تشفع لنا يوم القيامة فنسر بها وتطمئن افئدتنا المتوجعة...
....................
(((هل أتاك حديث العروج)))
.................................
اسمه آية الله الحاج ميرزا جواد الملكي التبريزي رحمه الله.. كان من كبار أساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، توفي سنة (1343) الهجرية، ودفن في مقبرة (الشيخان) قرب حرم السيدة المعصومة بنت الإمام الكاظم (ع)، مكتوب على قبره (رُفع العلم وذهب الحلم).
أما قصة مقامه الرباني فهي تبدأ من هنا
: يقول تلميذه آية الله السيد جعفر الشاهرودي.. في ذات ليلة لما كنت في مدينة (شاهرود) رأيت في المنام وكأن الإمام الحجة صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) يصلي جماعة في صحراء، فدنوت منه لأنظر إلى جمال وجهه أقبّل يده المباركة، فشاهدت شيخاً وقوراً بجانب الإمام، قريباً منه بلا فاصلة، تأملت في ملامحه الجميلة وهيبته الربانية، حتى انطبعت صورته في ذهني ، ولما استيقظت، سعيت هنا وهناك لأعرف من هو الشيخ الذي كان بهذه المكانة عند الإمام الحجة (ع).
فسافرت إلى مدينة (مشهد) بحثاً عنه، فلم أجده، وجئت إلى (طهران) ولم أر ذلك الوجه، فجئت إلى (قم) فرأيته يدرّس في غرفة من غرف المدرسة الفيضية!..
سألت: من هذا؟..
قالوا: إنه الحاج ميرزا جواد التبريزي.
دنوت منه، ففاجأني بالسؤال عن حالي وتكلم معي وكأنه يعرفني!..
قال لي: متى وصلت؟..
سبحان الله!.. يبدو أنه يعرفني وكأنه يعلم الخبر.
لذلك لازمته، فوجدته طول معاشرته له هو ذلك الذي رأيته في المنام.
استمرت ملازمتي له حتى الحادي عشر من شهر ذي الحجة سنة (1343) الهجرية، وقت السحر، إذ كنت بين اليقظة والنوم.. فرأيت وكأن أبواب السماء فُتحت بوجهي، والحُجُب ارتفعت أمامي، وكأني تحت العرش أبعد ما يمكن أن يراه النائم، حيث شاهدت الحاج ميرزا جواد التبريزي واقفاً ويديه مرفوعتين للقنوت، متضرعاً، خاشعاً، يناجي الله تعالى ويبكي بشدة، فتعجبت من درجته العالية عند الله عز وجل، وبينما كنت كذلك وإذا بالباب يُطرق!..فاستيقظت من النوم فوراً وفتحت الباب، وإذا بأحد الأصدقاء.. يقول: أسرع إلى بيت الشيخ. قلت: ما الخبر؟..
قال: أعزّيك، فإن الشيخ قد انتقل إلى رحمة الله
.................................................
اقول..............
أين الاستجابة منا حقيقتا لااعتبارا لهذه النداءات المخلصة التي تهز أعماق المسلم وتذكره بتلك اللحظات القادمة إليه؟ إنها لحظات طوتها الغفلة وألقى عليها التسويف رداءه. فطال الأمل وقصر العمل و بعد فجر التوبة . فصحيفة الحي كتاب يدون فيه حتى إذا انتهى عمره طويت تلك الصحائف للحساب..
فصحفنا الآن منشورة..
ولكن ماذا يدون فيها؟...
أهي أعمال صالحة وعبادة مقبولة أم غير ذلك..
ولو حمل أحدنا ورقة وقلما لمدة ساعة وسجل فيها أفعاله وأقواله ثم أعاد قراءتها بعد تلك الساعة لعلم حاله ورأى صحيفته وهو حي!!.................اللهم أنا نتوسل اليك باحب الخلق اليك محمد والة الاطهار الا غفرت لنا
............................................