[الرجل الحر]

الفاً و ربع الفٍ من السنين تقضت ,, كغمامة تجلوها الرياح عن خد السماء ,,
و الكاظم ينبعث حراً ,, مع كل فجر ينصب على جبين الشمس من ثغر السَحَر ,, يرفع كفي قنوته البيضاء ,, من سلاسل القيد ,, ليستقبل على راحتيه السماء ..
يطوي بِكِبَرِ التوراة والانجيل و القرآن ,, قضبان السجون ,, ويمضي عبر القرون ,, وقفاً على الكرامة .. و حكراً على الإباء ..
ماهزهُ ان مزقتْ حشاه ضغائن الكفر ,, و ما راعه الجور ان يموت واقفاً ,, يمنح الخلود خبزاً في اوردة الاحرار ..
هذا الكاظم ,, يملأ الكون صبراً ,, و عنفوان رفضٍ ,, ويبعث الحياة املاً ,, في ارحام السنابل الصفراء ..
و تحت خطاه ,, يذوب مليون سجن لهارون ,, و مليون جيل لشاهك ..
سجنوه ظناً ,, انهم يسجنون الصلاة ,, و قتلوه اذ حسبوا ,, جهلاً ,, انهم يقتلون الرسالات ,, و ما علموا ان مقتل رجال الله ,, محض حياة ..
فمتى ,, ؟؟؟,, يتعلم الطواغيت ,, ان روح الله لا تسجن ,, و لا يعتريها ممات .