ان تشابهت علينا الأمور في السياسة، كيف لنا أن نختار الرجل المناسب في المكان المناسب؟ نحن أبناء بلد اشتهر تاريخه بخلافات سياسية منذ زمن، و لكن.. نحن كشيعة موالين كنا نتّصف بعقيدة نتميّز بها عن غيرنا.. الا وهي، الولاء لمراجعنا العظام في غياب الإمام المعصوم (عج). هؤلاء هم قدوتنا ولمثل هذه الأمور كان علينا اتباعهم وخصوصا بعد كلام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف: (أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنَّهم حجتي عليكم وأنا حجة الله)، والمقصود بالحوادث هي المشكلات الأساسية للمجتمع من أمور سياسية واجتماعية وما إلى ذلك.. وأما رواة الحديث فهم ومن دون أدنى شك مراجعنا العظام حفظهم الله. ولو نظرنا في الشأن العراقي لرأينا ان مراجعنا العظام كانوا مكملين لبعضهم البعض ليعطونا الصورة الواضحة لتوجهاتهم السياسية في هذا الوطن. فمثلا آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله كان الصمّام الأمان للحفاظ على الوحدة الإسلامية في العراق و عدم الانجرار الى مستنقع الاقتتال الطائفي بل اشتهرت مقولته ان لا تقولوا عن السنة أخواننا بل قولوا أنفسنا. و أما آيات الله العظمى السيد كاظم الحائري و السيد محمود الهاشمي الشاهرودي حفظهم الله وهم خلاصة مراجع آل الصدر، وهم الداعمين لحكومة نوري المالكي، بل أن السيد الشاهرودي أفتى بحرمة سحب الثقة عنها و أفتى السيد الحائري بحرمة التصويت بجانب إنسان علماني! نتوقف قليلا هنا ونتساءل ما سبب فتوى السيد الحائري بهذا الشكل؟ وما قصة الانسان العلماني؟ الجواب هو عندما سأل الدكتور احمد الجلبي السيد مقتدى: ماذا لو اصدرت المراجع بهذا الشأن؟ فرد السيد مقتدى صارخاً بوجهه: (سأصبح علمانياً أذا ما أصدر الشاهرودي والحائري فتواهم بتحريم سحب الثقة عن المالكي) فإليكم الحكم إما الالتفاف حول المرجعية و إما إحياكم لمراجع الصدر الاول والثاني وقتلهم من جديد!!!