[الرجل الحر]

لست بشاعر ,, لكنني اقدس الشعر عندما يكون فماً للقضية ,, حينما يصبح كتيبة تتمترس خلفها قلوب الضحايا ,, و حصناً يكتنف ارواح المستضعفين ,, وخبزاً يملأ بطون الجياع ,, و نزيفاً من المشاعر يتدفق من قلب عاشق تعلقت روحه بالمعشوق ..

وقعت عيناي على مقطوعة استنزفت كل احساس بكياني للحظات ,, فتوقفت دلالات الزمان والمكان في خيالي كمن يذوب في فراغ لا قرار له ,,

رأيت بين سطورها بناءاً للتشيع ما شهد له تأريخ الاسلام مثيلاً منذ دهر غابر,, مراحل من جهود المعصومين صلوات الله عليهم وجهادهم و ابداعهم تراكمت في صرحٍ حسينيٍ يحنو على الملايين من شيعة "علي" عليه السلام يحتضن القلوب والعقول والابدان ,,

رأيت رفعةً للدين و اقتداراً و قوةً عجزت ان تجود بمثلها قرون من الزمان مضت ..

رأيت تحدٍ بحجم السماء يتوقد من عين الحقيقة ,, وعزة يتفتق عنها الكون الفسيح ..

رأيت صدق الوعد ووعد الصدق يرتسم جيلاً جديداً و خلقاً تليداً من انصار الحسين عليه السلام ,, يقسم بحناجر النبيين ,,

ان لن تسبى زينب بعد اليوم ,, ولن يذبح الحسين ضمآناً من جديد ..

اليكم مقطوعة رائعة بقلم الشاعر محمد كوراني يرثي بها الامام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ):

بقلبي ذاك القلب من خشية هدأ
بنفسي تلك النفس مامسها صدأ
بروحي سر روحك كنفخ لعيسى بدأ
نستأذن سيدي للسلآم عليكـ
لنقترب من عينيكـ
قبل السفر وقبل الأبد
وقبل شيوع النبأ
ياسيدي
اسلك يديك تخرج بيضاء كموسى بغير ثنايا
وكموسى خط على الألواح الوصايا
استلم من سليمان الحكمة واستلم عرش سبأ
واتلو من سر الله بعض الخفايا
ياضعفاء هذه الأرض اتحدوا
وياظلآمها ابتعدوا وارتعدوا
نقسم بعينيكـ بيمناك
بالسحر الذي بفعل الزُهرة مس الملأ
نقسم بجديك لن يمر ثانية موكب للسبايا
لن يقتل بعد اليوم الحسين الظمأ