احاديث اهل البيت والائمة في مدح وحب اهل العراق واهل الكوفة بحث تاريخي
بتاريخ : 13-05-2012 الساعة : 10:28 AM
احاديث اهل البيت والائمة في مدح وحب اهل العراق واهل الكوفة بحث تاريخي
سكان العراق في زمن يزيد بن معاوية عليه لعنة الله
سكان العراق حسب الخارطة الديموغرافية عام 61 هجرية (السنة التي حصلت فيها معركة الطف الخالدة) كانوا من قوميات مختلفه .
1- القوميات العراقية القديمة غير العربية (السومرية والاكدية) بفرعيها البابلية والاشورية والارامية بفرعيها (السريانية والمندائية) وكان اولئك جميعا اغلب العراقيين من سكانه وهم بعرف ذلك الزمان من الموالي
2- قوميات العرب العراقيين بالاصل والمهاجرين العرب من الجزيرة العربية
3- المهجريين الشاميين العرب وغيرهم من الامويين واتباع ال ابي سفيان وهم هاجروا الى العراق بعد عام 50 هجرية والذين اسكنوا قصرا بدل العراقيين العلويين والشيعة العوام الذين هجروهم قسرا الى ايران والبالغ عددهم (50 الف عائلة) بتصرف عن فتوح البلدان للبلاذري صفحة 507 – مطبعة النهضة المصرية . ويشكلون اليوم اسلاف العلويين الايرانيين والعديد من عوامهم .
يذكر العلامة المحقق السيد سامي البدري ا ناهل الشام هؤلاء المهجرين نصفهم كانوا بالكوفة وكانوا الاكثرية في جيش يزيد علينه اللعنة والى ذلك يشير الامام الصادق عليه السلام ((تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين عليه السلام واصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل اهل الشام واناخوا عليه. وفرح ابن مرجانه وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها ) بحار الانوار – العلامة المجلسي ج45 / صفحة 95 .
4- قوميتي الكرد والتركمان العراقييتين بالولادة والتوطين وهم بعرف ذلك الزمان كانوا من الموالي ايضا
5- الفرس من بقايا الفتح الاسلامي للعراق وهؤلاء كانوا قلة قليلة جدا موجودون في المدائن والكوفة .
وكان العراقيين العرب – سواء الاصليين او المهاجرين اقلية وسط السواد الاعظم للقوميات العراقية غير العربية .
كما ان سبب خروج عمر بن سعد بن الوقاص الى حرب الامام الحسين عليه السلام انه كان قد سار بجيش الى الديلم من قبل عبيد الله بن زياد لعنه الله في اربعة الاف مقاتل من اهل الكوفة ( الفارسيين ) سار بهم الى دستبي لقتال الديلم ، فكتب اليه ابن زياد عهد بملك الري وتاميره على الري مقابل خروجه لقتال الحسين عليه السلام (317 الطبري 6/335) فهؤلاء الاربعة الاف كانوا قد اعدوا لاستعادة الديلم ثم حولهم عبيد الله بن زياد بقائدهم الى قتال الامام الحسين عليه السلام ويكشف هوية هؤلاء ال (4000) مقاتل الباحث الاسلامي الاعلامة اسد حيدر حيث يقول ( كان هؤلاء من بقيت الفرس ايام الفتح وهم معروفين باسم حمر الديلم )
احاديث اهل البيت في حب العراق والعراقيين
قال الامام علي عليه السلام مخاطبا اهل العراق ((( انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنه دون الناس بكم اضرب المدبر وارجو طاعة المقبل ))) بحار الانوار ج 32/ صفحة 236
قال الامام علي عليه السلام يصف الكوفة ((( هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا)))
عن الامام الصادق عليه السلام (( تربه تحبنا ونحبها )) وعنه ايضا انه قال (( اللهم ارمي من رماها وعادي من عاداها)) بحار الانوار – العلامة المجلسي ج57 صفحة 210
وقال الامام الحسن عليه السلام عندما رحل عن الكوفة بعد معاهدة الصلح (((وما عن قلبي فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري ))) صلح الحسن ج20/عبد الحسين شرف الدين الموسوي
وقال الامام الصادق في مدح اهل العراق (( واهل كوفة اوتادنا واهل هذا السواد منا ونحن منهم )) بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214
وقال الامام الصادق عليه السلام عندما دخل عليه عبد الله بن الوليد في جمع من اهل العراق
فقال لهم (( ممن انتم ؟ قلنا من اهل الكوفة . قال مامن البلدان اكثر محبا لنا من اهل الكوفة لاسيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لامر جهله الناس فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فاحياكم الله محيانا واماتكم مماتنا)) الامالي الشيخ الطوسي – صفحة 144
ان الاخبار التي تذم اهل الكوفة واهل العراق التي ملأت الكتب انما هي اخبار موضوعه من قبل الاعلام العباسي حيث ان ما بين ايدنا اليوم من كتب تاريخ هو نتاج العصر العباسي الذي انقرض فيه كل نتاج التاريخ القادم من العصر الاموي واستمر الاعلام العباسي يروج ضد اهل الكوفة بالذات واهل العراق عموما منذ سنة 145 هجرية وحتى سنة 656 هجرية تاريخ سقوط بغداد والخلافة العباسية وذلك بسبب ا ناهل الكوفة والعراقيين عموما كانوا من شيعة علي عليه السلام وليس من شيعة بني العباس وكان هناك شعار سائد مثلا يضرب (اوفى من كوفي ) فلا يوجد انذاك اوفى من اهلها ، فحول العباسين باعلامهم هذه الخصال الحميده لهم الى ذم وطعن بسبب حقده عليهم .
وقد شهد معاوية بن ابي سفيان لعنه الله بوفاء اهل الكوفة واهل العراق للامام علي عليه السلام بقوله المشهور (( والله لوفائكم له بعد موته اعجب من حبكم له في حياته)) وقال ايضا ((( هيهات ياهل العراق نبهكم علي بن ابي طالب فلن تطاقوا )))
كما ان حركة المختار خير شاهد على ذلك وكونه قائد عراقي وقاد جيشه الكوفي العراقي وقتل كل قتلت الامام الحسين عليه السلام ، والحقيقة ان انصار المختار كانوا في السجون عند نهضة الامام الحسين عليه السلام وانه بعد تبدل الظروف وخروجهم من السجن واصلوا حركة الامام الحسين واستجابوا لتوجيهاته التي كان قد اخبرهم بها في مؤتمر مكة سنة 58 هجرية حيث حضر المؤتمر انصاره وغالبيتهم من الكوفة الذين كانوا مسجونين خلال النهضة الحسينية وكان الامام الحسين عليه السلام قد اخبرهم سابقا انه سيقتل وعليهم تقع مسؤولية اكمال نهضته المباركة . وقد وضع الاعلام العباس حركة كاذبة مزيفه سموها ( حركة التوابين) فهذه الحركة غير موجودة اصلا وما ذكر لايعدوا كونه ماخوذ من التاريخ العباسي المزور ومن المدعو ابي محنف الذي حقق رغبة العباسيين في تدمير سمعة الكوفة واهل العراق وليس من الصحيح الاعتماد عليه ابدا
ولنذكر طائفة من الأخبار الدالة على مدحهم حتى ينظر في تلك الوجوه المتقدمة، ولكي لا يقتصر الأمر على ما أشتهر بين الناس في ذمهم.
عن حنان بن سدير عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماماً بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: وأي العراق؟ قلنا كوفيون، فقال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار... الحديث والرجل الذي في المسلخ هو علي بن الحسين (عليه السلام)، وقوله: (أنتم الشعار دو الدثار) كناية عن القرب والمنزلة، فإن الشعار أقرب إلى البدن من الدثار.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحداً، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت ادريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر (عليه السلام) ومصلاي، وإن مسجدكم هذا أحد الأربعة مساجد اختارها الله عز وجل لأهلها...) الحديث.
وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: (يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم وأعدلهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً أنتم أشد العرب وداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم...).
أما دعاء الحسين (عليه السلام) على أهل العراق أو أهل الكوفة، فليس دعاؤه على خيارهم وإنما على شرارهم، وإنما خصهم بالذكر لأن أكثر جيش بني أمية كان منهم مع أن أغلب أهل الكوفة لم يخرجوا لقتال الحسين (عليه السلام)، وقد كان في زمان الأمويين مستضعفين ومضطهدين لأنهم من شيعة علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
نعم، إن الله تعالى قد استجاب دعاء الحسين (عليه السلام) فيما يتعلق بالولاة والرؤساء، وعدم رضا الولاة عن أهل العراق ليس دليلاً على فسادهم وبعدهم عن الحق، بل لأن الولاة كانوا في الأعم الأغلب فاسدون، مقابل كون أهل العراق من شيعة أهل البيت(عليه السلام)، ولذا فإنهم قطعاً سوف لا يرضون عنهم أبداً، بل يقتلونهم ويشردونهم والتاريخ شاهد على ذلك.
المحقق العلامة السيد سامي البدري + مركز الابحاث العقائدية