حتى نجيب على هذا السؤال نحتاج الى وقفة حقيقة ويجب أن نضع الحقائق بأكملها :
أصبحنا كعراقيين شيعة مشتتين بين آراء السياسيين ، هؤلاء السياسيين اليوم هم من يقودون هذه المرحلة التي سيسجلها التاريخ بأسمائهم ، لنتحدث قليلاً بواقعية و قليل من الصدق مع أنفسنا فنحن نعيش في مرحلة جديدة مرحلة ما بعد السقوط لصنم العوجة الذي مضى على سقوطه 8 أعوام ونحن الى اليوم لم نستطيع أن نمشي خطوة واحدة في طريق اعمار العراق رغم المليارات التي تدخل في جيب الحكومة و وزرائها !!! وحتى يكون كلامي مبني على الحقائق والأدلة والواقعية سأقوم بتقسيم المراحل التي مرت على العراق منذ سقوط الصنم الى اليوم :
المرحلة الاولى :
أتذكر جيداً في بداية العملية السياسية في العراق كنا في وقتها لا نلتفت الى سوء الخدمات وغيرها من الامور التي حدثت وتحدث في ذلك الوقت بل كنا وعندما أقول ( كنا ) فأقصد نفسي وغيري من الاخوة الذين شاركوني بمواضيع ومشاركات في منتديات أخرى ، كنا نبرر ونعطي الاعذار للحكومة كل هذا التقصير في الخدمات من الكهرباء وغيرها من امور أخرى بحجة أننا ما نزال في بداية الطريق ويجب أن نعطي الحكومة فرصة كافية لتثبت وجودها في العراق وأيضاً يجب أن تثبت أقدامها في العراق بالرغم من كل التهديدات التي كانت تواجهها في تلك الفترة من ارهاب وقتل وتآمر عروبي غير مسبوق من أجل إسقاط هذه الحكومة التي دعمتها المرجعية بقوة في بدايتها كونها أول حكومة منتخبة في العراق كانت حصيلة أصوات العراقيين الذين صوتوا بدمائهم ولطخوا أصابعهم بالون البنفسجي من أجل دحر الارهاب والمؤامرات التي حيكت بكل شيطانية من أجل ادخال العراق في صراعات ( طائفية ) فتم استهداف المراقد المقدسة وغيرها من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى ولكن كان لموقف المرجعية العليا سند ودعم في استتباب الامن وحفظ العراق من الانزلاق الى الهاوية وهذا ما اعطى الحكومة نوع من القوة في مقاومة هذه المؤامرات . . .
مرت تقريباً سنتين بعدها إستقر الامن بشكل بسيط نوعاً ما مقارنة مع الأعوام السابقة ، وخصوصاً بعد صولة الفرسان التي يعتبرها البعض إنها انجاز عالمي لقائد القوات المسلحة !!!! وكأنه فعل المستحيل !!!! وليس هذا واجبه و واجب أي شخص بهذا المنصب ؟؟؟!!!!!!!!
بعد الانتهاء من هذه المرحلة دخلت الحكومة في حرب باردة مع التيارات المعارضة لها والاعتراض على الكثير من قراراتها ، وبالخصوص الاتفاقية الامريكية التي كانت حديث العراقيين في وقت ما !!!! ومن هنا بدأت مرحلة جديدة :
المرحلة الثانية :
بعد أن تم القضاء على المليشيات المسلحة وتم فرض الامن و ( القانون ) في المناطق الجنوبية والوسطى استبشرنا خير في أن عجلة الاعمار ستبدأ وأن الحكومة تجاوزت أصعب المراحل التي مرت عليها ، ولكن كان هناك التيار الصدري الذي وقف بوجه كل شيئ يخص الحكومة !!! وكان صراخ أعضائه في البرلمان وضربهم على الطاولات يملئ قاعة البرلمان ضجيجاً !!! فلم يكن هناك من يقف مع هذه الحكومة سوى الحليف الذي سانده في البداية حتى يتجاوز هذه الحرب المعلنة عليه ، كان هذا الحليف يحاول بكل الطرق أن يخفف من عدوان الآخرين على هذه الحكومة فذهب ليدعوهم الى الحوار والمشاركة في الحكومة حتى يصبحوا جزء لا يتجزء من العملية السياسية ويخففوا من ضغوطهم على رئيس الوزراء المالكي ، خصوصاً بعد أن أصبحت هذه الحكومة في مرحلة تصدر القرارات وتنفذها بشكل رسمي وتطبقها على أرض الواقع ، فأستجابت بعض القوى ( السنية ) لهذه المحاولات بسبب زيارة رئيس حليف الحكومة لمناطقهم ومناشدته لهم ، فقاموا بعمل ما يسمى بالصحوات فأنقلبوا على الارهاب بعد أن كانت مناطقهم حاضنة لهم واصبحوا يحاربونه فأحتضنتهم الحكومة وأصبحت لهم رواتب يحصلون عليها ، طبعاً كل هذا العمل الذي قام به ( المجلس الاعلى ) هو من أجل أن يتعدى العراق تلك المرحلة الصعبة وليس من أجل كسب الاصوات وجعل هؤلاء تحت جناحه !!! فهل سمعتم أن دعوات المجلس الاعلى كانت ضد الحكومة !!!! أو من أجل مصلحتهم الخاصة ؟؟؟!!!! لا أعتقد أنه يستطيع أحد أيجيبني !!! إنتهت هذه المرحلة . . .